أكد ادريس الحوات،رئيس جامعة غرف التجارة والصناعة والخدمات و رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لوجدة،أن هذه الغرقة انخرطت كمؤسسة في عدة برامج مهيكلة، هذه المبادرات كان لها وقع ايجابي على الهيكلة ومحاربة القطاع غير المهيكل والتهريب.
*ما هو تقييمكم لوضع المقاولات الصغيرة جدا بمدينة وجدة؟
تشكل المقاولات الصغرى والمتوسطة عصب الاقتصاد المغربي وأكبر مشغل لليد العاملة،حيث تمثل 85 في المائة من مجموع المقاولات العاملة بالمغرب،من بينها 95 في المائة من المقاولات الصغرى،حيث تلعب هذه الأخيرة دورا رياديا في خلق الثروات وتوفير مناصب الشغل والتنمية بصفة عامة.ومدينة وجدة كغيرها من المدن المغربية لاتخرج عن هذا السياق بحيث ينشط فيها عدد من المقاولات الصغرى التي تقوم بمجهودات جبارة للإسهام في الحركة التنموية للجهة،غير أن وضعيتها تحتاج إلى المزيد من الدعم نظرا لعدة اعتبارات أهمها وجود الجهة بالمنطقة الحدودية المغلقة،الشيء الذي يجعل معاناتها أكثر حدة من غيرها على الصعيد الوطني،إضافة إلى بعد الجهة ككل عن التمركز الاقتصادي الوطني،ما يشكل أعباء إضافية في ما يخص مشكل النقل والتسويق يصفة عامة.
*ما هو تشخيصكم لحاجيات هذه الفئة من المقاولات وما هي مقترحاتكم للنهوض بها؟
نظرا للاعتبارات السالفة الذكر،التي تخص أساسا مقاولات الجهة الشرقية،فإن الواقع يفرض إيلاء هذه المقاولات عناية خاصة،تتمثل في منح الامتياز الضريبي لها على غرار بعض جهات المملكة،وتسهيل الولوج للتمويل إضافة إلى المساعدات التي ينبغي توجهها لهذا الصنف من المقاولات على الصعيد الوطني،كوضع إطار خاص بالمساعدة والمواكبة وخاصة في السنوات الأولى من حياة المقاولة،حيث تعتبر الأصعب،لاسيما أن ما يهمنا هو الاستمرارية.
*ما هي البرامج التي قامت بها غرفتكم من أجل دعم نمو مسار المقاولات الصغيرة جدا،وبالتحديد ما هي الحلول التي ترونها مناسبة لمواجهة التهريب بهذه المنطقة؟
بالنسبة للبرامج،ينبغي التذكير بأن هناك نوعين:البرامج المسطرة على الصعيد الوطني من أجل تدعيم المقاولات الصغيرة التي انخرطت فيها الغرفة كمؤسسة بجعل الإمكانات المتاحة للوصول إلى الأهداف المسطرة مثل برنامج ((مقاولاتي)) الذي رافقت الغرفة من خلاله حوالي 200 مشروع مقاولة صغيرة،موضحا أنه تم في هذا الإطار إحداث 60 مقاولة،وبرنامج ((رواج))،الذي استفاد منه أكثر من 2000 تاجر بمنطقة نفوذ الغرفة،و((انفتاح)) الذي استفاد منه حوالي 60 مستفيدا من الرخصة الرقمية،وغيرها من البرامج.وهناك مبادرات وبرامج خاصة بالغرفة،حيث تعمل الغرفة بصفة متواصلة على تقديم الدعم اللازم للمقاولات بصفة عامة والمقاولات الصغرى بصفة خاصة،وذلك عبر برنامج للمواكبة يبدأ من دراسة فكرة المشروع إلى المواكبة البعدية،مرورا بالمواكبة القبلية المتمثلة في التكوين ودراسة الجدوى،حيث واكبت الغرفة في هذا الإطار مجموعة من المقاولات في قطاعات مختلفة،وهذه المبادرات لها وقع إيجابي على الهيكلة ومحاربة القطاع غبر المهيكل والتهريب،هذا الأخير الذي يشكل منافسة غير شرعية للقطاع المهيكل،التي تسعى الغرفة جاهدة للحد من آثاره السلبية،وقد أنشئ في هذا الإطار مرصد للتهريب لتتبع هذه الظاهرة المضرة بالاقتصاد الوطني يصفة عامة،وتقديم الاقتراحات تهم الحد من هذه الظاهرة من جهة،والسعي لإدماج العملين في ميدان التهريب في سوق الشغل بالقطاع المهيكل من جهة أخرى.
*هل يمكنكم أن تتحدثوا لنا عن الجمعيات المهنية المنتسبة لغرفتكم،وما هي أدوار الغرفة في تعزيز حضورها الاقتصادي بمدينة وجدة؟
بالنسبة للجمعيات المهنية،فإن الغرفة توليها أهمية خاصة نظرا لدورها الكبير في تأطير الفاعلين الاقتصاديين.ويعتبر هذا المحور من أولويات الغرفة،حيث تحتضن حاليا أكثر من 80 جمعية مهنية موزعة بين قطاعات التجارة والصناعة والخدمات.وتقوم الغرفة بتتبع أنشطتها يوميا وتأطيرها والإشراف على أنشطتها.وقد مكنت هذه الجمعيات من إنجاز عدد من المبادرات بمعية الغرفة والسلطات المحلية،كإعادة هيكلة أسواق باب سيدي عبد الوهاب،وسوق مليلية،وأسواق أخرى،إضاقة إلى تحقيق عدد من الأهداف التنظيمية والمطالب المهنية،وإيمانا منا بدورها وحضورها المتميز،تسعى الغرفة إلى إدماج جميع القطاعات في إطار جمعيات مهنية لتسهيل مهمة التنظيم المهني وتنمية القطاعات المنتجة والتي تسعى إليها.
تدبير