صوت وصورة…ندوة بوجدة تقارب “تجليات الغيرية في الثقافة العربية”

22 فبراير 2019آخر تحديث :
صوت وصورة…ندوة بوجدة تقارب “تجليات الغيرية في الثقافة العربية”

و .م.ع
نظمت أكاديمية المملكة المغربية، بتعاون مع وزارة الثقافة والاتصال، اليوم الخميس بوجدة، ندوة قاربت مواضيع متصلة بتجليات الغيرية في الثقافة العربية، لا سيما في حقول الفلسفة والعلوم الإنسانية والاجتماعية، أو في ما تنتجه دينامية الهجرة والتواصل مع الغير، أو على صعيد الحقول المتنوعة للإبداع.
وتوقف المشاركون في هذه التظاهرة، وهم باحثون ومتخصصون وأساتذة جامعيون من بلدان عربية، فضلا عن المغرب البلد المضيف، عند نوعية ودرجة حضور الغيرية في الكتابات الفلسفية العربية، وعند أدوار العلوم الإنسانية والاجتماعية في تشخيص تعبيرات الهوية والآخر.
كما جرى تسليط مزيد من الأضواء، خلال هذه الندوة التي نظمت احتفاء بحدث “وجدة عاصمة الثقافة العربية”، على تأثير موجات الهجرة وأشكال التواصل مع الثقافات والمجتمعات المختلفة على الكتابات العربية، وعلى أدوار الترجمة في التفاعل مع الإنتاجات الفكرية والإبداعية لمختلف الثقافات.
وفي السياق ذاته، رصدت هذه الندوة تمظهرات الغيرية في المجالات الإبداعية من خلال دراسة بعض التجارب الإبداعية العربية التي استحضرت، بطرق وأساليب متنوعة، تعبيرات الغيرية، لا سيما في حقول الرواية والشعر والتشكيل والسينما.
وقال أمين السر المساعد لأكاديمية المملكة المغربية السيد محمد الكتاني، في كلمة بالمناسبة، إن موضوع هذه الندوة “تجليات الغيرية في الثقافة العربية” قد شغل الفكر العربي على امتداد القرن الماضي ضمن ثنائيات شتى.
وأوضح، في هذا الصدد، أن هذا الموضوع، الذي لا يزال يتصف براهنيته، كان من ضمن القضايا التي بحثها الفكر العربي ضمن اشتغاله بالثنائيات المعروفة كالتراث والحداثة، والذات والآخر، والخصوصية والكونية، والهوية والغيرية.
وأضاف السيد الكتاني أن بحث موضوع الغيرية لم ينحصر في إطار محدود، وإنما تم تناوله – لا سيما في الفكر الأوروبي – على مستوى علم الاجتماع والأنتربولوجيا وعلم النفس والفلسفة، لافتا إلى أن التداول بشأن هذه القضية، في سياق هذه الندوة، من شأنه أن يفتح المجال أمام نقاش واسع، لا سيما وأن التراث العربي والإسلامي حافل بالأمثلة الدالة على تجسيد الغيرية.
من جهته، أكد وزير الثقافة والاتصال السيد محمد الأعرج أن محاور هذه الندوة تفتح آفاقا رحبة لتناول هذه التجليات الثاوية في طيف الثقافة العربية، سواء في حقول العلوم الإنسانية والاجتماعية أو في تفاعلات الوعي بالآخر أو في أفق الإبداع العربي الممتد شعرا وتشكيلا وسردا وصورة.
وقال، في كلمة تلاها بالنيابة المنسق العام لـ “وجدة عاصمة الثقافة العربية” السيد مراد الريفي، إن فهم الثقافة العربية، من خلال استكناه تجليات الغيرية فيها، يتطلب مقاربتها من زاويتين، ترتبط الأولى بالإنتاج الحضاري العالم ذي الصلة بحصيلة الإنتاج الفكري والفني وتطوره عبر العصور، فيما تلامس الزاوية الثانية الإنتاج الثقافي المنبثق من حياة المجتمعات في طرائق عيشها وعاداتها وتمثلها للعالم من حولها.
وأوضح أن هاتين الزاويتين في الفهم تفتحان أمام العمل الثقافي مسارين مختلفين، يتعلق أولهما بمجموع السمات الروحية والمادية والفكرية المشتركة بين الشعوب العربية، فيما ينظر المسار الثاني إلى الروافد المغذية لهذه القواسم المشتركة من حيث خصوصيتها التي تجعلها حلقة متفردة في فسيفساء الثقافة العربية.
وتميزت هذه الندوة، على الخصوص، بحضور والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة أنجاد السيد معاذ الجامعي ورئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة السيد مصطفى بنحمزة والمدير العام لوكالة تنمية جهة الشرق السيد محمد امباركي وأعضاء بالأكاديمية، فضلا عن شخصيات من عالم الفكر والثقافة والإبداع.

























الاخبار العاجلة