بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله أشرف المرسلين.
– السيد رئيس جامعة محمد الأول؛
– السادة عمداء الكليات ومديرو المدارس والمؤسسات؛
– السادة المشاركون في الندوة؛
– السادة الأساتذة؛
حضرات السيدات والسادة.
يسعدني ويشرفني أن أحضر وأشارك في أشغال هذه الندوة الدولية التي ستتناول موضوع “الجامعة المغربية والدبلوماسية الموازية: الواقع والأدوات والمعيقات”.
ولا تفوتني الفرصة بداية دون أن أنوه بالمجهودات المبذولة على صعيد جامعة محمد الأول في مجالات التكوين والتأطير والبحث العلمي، ما جعل منها إحدى الأقطاب الجامعية المهمة ببلادنا في مختلف التخصصات، يجدر بنا أن نشيد ونفتخر بها.
كما أنوه أيضا بحسن اختيار هذا الموضوع، الذي يؤكد انفتاح الجامعة على محيطها الخارجي، وعلى مواكبتها للأحداث الرئيسية التي يعيشها مجتمعنا وعالمنا.
حضرات السيدات والسادة؛
إن الحديث عن الدبلوماسية الموازية عادة ما ينصرف بنا إلى الدبلوماسية البرلمانية، غير أن الساحة الدولية والوطنية أصبحت تحفل منذ مدة ليست بالقصيرة بأشكال أخرى للدبلوماسية الموازية، مثل دبلوماسية الأحزاب السياسية ودبلوماسية جمعيات المجتمع المدني، وأيضا الدبلوماسية الموازية للجامعات والمؤسسات الجامعية.
فالجامعة، بالنظر لما تزخر به من كفاءات وخبرات، ومؤهلات وطاقات، تعتبر فاعلا بل وشريكا أساسيا يرجى تدخله خدمة لقضايا الدولة والمجتمع، من خلال الدور المحوري الذي تلعبه في التكوين وإعداد النخب والدفاع والتعريف بقضايا الدولة خصوصا في علاقاتها مع غيرها من الجامعات الأجنبية، لاسيما من خلال الندوات الفكرية والدولية كما هو حال هذه الندوة.
ويتجلى الدور الأساسي للجامعة أيضا في أنها تعتبر خلية أساسية للتفكير والمساهمة في رسم التصورات التي تتبناها الدولة في قضاياها الأساسية خصوصا المتعلقة بالعلاقات الخارجية.
حضرات السيدات والسادة؛
إن وطننا العزيز هو في حاجة لكل أبنائه وطاقاته ولمجهودات الجميع من أجل الدفاع عن مصالحه العليا والاستراتيجية.
وتبقى القضية الوطنية الأولى، قضية وحدتنا الترابية، في طليعة القضايا التي يجب أن يتجند لها الجميع من أجل الوقوف ضد ما يحيكه خصوم وأعداء وحدتنا الترابية.
والجامعة المغربية، من موقعها وحضورها القوي في مختلف المجالات، مدعوة للانخراط في الدينامية التي يعرفها مسار قضيتنا الوطنية، والدفاع والتعريف بعدالتها وبالروابط التاريخية والقانونية المتعلقة بها في مختلف المحافل العلمية والثقافية الوطنية منها والدولية، كما يتحتم استغلال مختلف هوامش ومساحات التحرك المتاحة والممكنة، حتى يكون تدبير هذا الملف في مستوى التحديات التي تواجهه جراء مناورات الخصوم.
حضرات السيدات والسادة؛
إن هذا اليوم الدراسي هو مناسبة للنقاش وتبادل الأفكار من أجل البحث عن أفضل السبل التي تجعل الجامعة، من موقعها وما تزخر به من مؤهلات، تضطلع بنجاعة وفعالية بمهام الدبلوماسية الموازية، خصوصا من خلال استجلاء الإكراهات ورصد أدوات الاشتغال ومجالات التدخل والخروج بتوصيات تشكل خارطة طريق لها من أجل تحقيق نجاح أكبر عندما تتدخل وتتحرك في إطار الدبلوماسية الموازية.
ولا يسعني في الختام إلا أن أتمنى لأشغال ندوتكم هذه كامل التوفيق والنجاح، ووفقنا الله جميعا لما فيه خير بلادنا تحت القيادة الرشيدة لمولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته