في ظل التقلبات المناخية التي يعرفها المغرب و تضاؤل الموارد المائية ، بات من الضروري البحث عن السبل الكفيلة من أجل التكيف مع هذه الظروف الطبيعية والمناخية الصعبة عبر استعمال الزراعات البديلة التي أصبحت أمرا ضروريا لتأمين الأمن الغذائي.
لهذا اعتمدت مشاريع الدعامة الثانية المندرجة ضمن المخططات الفلاحية الجهوية على مبدأ تنويع الانتاج الفلاحي عبر التحول من الزراعات التقليدية ذات المردودية الضعيفة إلى زراعات بديلة ذات قيمة مضافة عالية مثل الأشجار المثمرة و الصبار. جهويا عرفت الجهة انطلاقة عدة مشاريع في إطار الدعامة الثانية تخص زراعات تتأقلم مع ظروف الجفاف وندرة المياه التي تعرفها الجهة، و التي تهم على الخصوص غرس وتثمين أشجار الزيتون واللوز والخروب و أيضا منتوجات الصبار.
في هذا الإطار, أعطت المديرية الجهوية للفلاحة بجهة الشرق انطلاقة برنامج طموح يضم 45 مشروعا للدعامة الثانية منها 43 مشروعا لتنمية الأشجار المثمرة بأقاليم الجهة و مشروعين لتنمية و تثمين زراعة الصبار بعمالة وجدة أنكاد و إقليم تاوريرت.و وعيا منها بالأهمية البالغة التي يكتسيها الصبار كزراعة بديلة ذات قيمة مضافة جد عالية سواء على مستوى فوائده الغذائية والعلاجية والتجملية واستعماله أيضا كعلف للماشية و الحفاظ على التربة من عوامل التعرية، قامت المديرية الجهوية للفلاحة ببرمجة مشاريع أخرى برسم سنة 2017 لتوسيع غراسة الصبار و تثمينه بإقليمي جرسيف و جرادة على مساحة تقدر ب 2690 هكتار
يزخر إقليم تاوريرت بمؤهلات فلاحية واعدة ويعتمد اقتصاده بالاساس على الفلاحة التي تركز على تربية المواشي و بعض الأشجار المثمرة أهمها الزيتون و اللوز و أيضا زراعات الحبوب حيث عرف هذا الإقليم انطلاقة11 مشروعا تهم الأشجار المثمرة و زراعة الصبار منها 8 مشاريع لتوسيع غراسة اللوز و الزيتون على مساحة 3380 هكتار و مشروع تنمية و تثمين زراعة الصبار على مساحة 1350.
و في إطار تتبع إنجاز مشاريع التنمية الفلاحية و المندرجة في إطار مشاريع الدعامة الثانية, أعطى السيد عبد العزيز بوينيان عامل إقليم تاوريرت و رئيس مجلس جهة الشرق و المدير الجهوي للفلاحة ،يوم الإثنين 27 فبراير 2017 انطلاقة أشغال الشطر الأول من غراسة الصبار على مساحة 600 هكتار التي تندرج في إطار مشروع تنمية و تثمين سلسلة الصبار على مساحة 1350 هكتار بالإقليم و الذي يهدف إلى الحد من ظاهرة انجراف التربة وتكوين مجموعة ذات النفع الإقتصادي لتسيير المشروع و تثمين المنتوج. تم رصد غلاف مالي إجمالي يقدر ب 16,3 مليون درهم سيستفيد منه أكثر من 280 فلاح موزعين على الجماعات القروية مستكمر و أهل واد زا و ملق الويدان و قطيطير. يرتقب أن يكون لهذا الشروع أثر إيجابي و مباشر على الرفع من المردودية لتصل إلى 13500 طن كما ينتظر أن يصل دخل الفلاحين إلى 10000 درهم في الهكتار.
كما يضم المشروع كذلك إنشاء و حدة لتثمين منتوج الصبار يرتقب بناءها سنة 2020 تهدف إلى الرفع من القيمة المضافة للمنتوج وخلق فرص الشغل وتنظيم عملية التسويق ورفع هامش الربح لدى الفلاحين عبر إنتاج 5000 طن من المربى و 5000 لتر من زيت الصبار التي يصل ثمن اللتر الواحد منها حوالي 10 آلاف درهم و إنتاج 1000 طن من علف الماشية و 500 طن من شرائح الصبار.
ويعتبر الصبار من بين أهم السلاسل الفلاحية البديلة التي تم تطوريها على مستوى جهة الشرق في إطار مخطط المغرب الأخضر حيث يتميز بكونه متعدد الاستعمالات يساهم في الرفع من مستوى الدخل الفردي للمزارعين و يلعب دورا مهما على المستوى الايكولوجي والسوسيو اقتصادي ذلك أنه يصد عوامل التعرية والتصحر فضلا عن كونه ينتج فاكهة التين، وينتج تغذية المواشي ويستعمل في المجال الصناعة الغذائية الفلاحية وكذا مستحضرات التجميل والمجال الطبي مما يعطي تحويل المنتوج قيمة مضافة لهذه الزراعةو مردودية اقتصادية مهمة.
إعداد:حساين محمد