حوار مع الدكتور محمد بصراوي: “وجدة تعيش دينامية جديدة.. لكن التحديات الاجتماعية ما زالت كبيرة”

ساعة واحدة agoLast Update :
حوار مع الدكتور محمد بصراوي: “وجدة تعيش دينامية جديدة.. لكن التحديات الاجتماعية ما زالت كبيرة”

حساين محمد
في هذا الحوار، يتحدث الدكتور محمد بصراوي، عن تقييمه للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بمدينة وجدة وجهة الشرق، في ظل الدينامية التي يعرفها الإقليم منذ تعيين الوالي الجديد.
بداية، كيف ترون التغيير الذي تعرفه مدينة وجدة منذ
تعيين الوالي الجديد؟
وجدة كانت تعاني من جمود في السنوات الماضية، لكن منذ قدوم الوالي الجديد لمسنا دينامية حقيقية سواء على مستوى إعادة ترتيب الأولويات أو تسريع وتيرة بعض المشاريع. في وقت وجيز، عادت الثقة نسبياً للساكنة بأن مدينتهم قادرة على استعادة دورها كعاصمة للجهة الشرقية.
ما هي أبرز التحديات الاجتماعية التي ما زالت مطروحة برأيكم؟
هناك ملفات أساسية لا بد من الإسراع في معالجتها:
•النقل الحضري: المدينة تعيش أزمة خانقة، بحافلات متلاشية وخطوط غير كافية وخدمة ضعيفة، وهذا يضر ساكنة و بشكل مباشر الطلبة الجامعيين والتلاميذ مع بداية الدخول المدرسي. النقل ليس رفاهية، بل خدمة أساسية وضرورية يجب إيجاد حل عاجل لها.
•البطالة: نسبتها مرتفعة في صفوف الشباب وحاملي الشهادات.
•الصحة: رغم وجود مرافق صحية كافية نسبياً، إلا أن التحدي الأكبر هو في تكوين الموارد البشرية وتجويد الخدمات الأساسية.

لنقف عند قطاع الصحة، كيف تقيمون الوضع؟

وجدة تتوفر على بنية تحتية لا بأس بها، لكن الإشكال في ضعف الاستثمار في العنصر البشري. يجب دعم الطلبة الأطباء في مسارهم التكويني، وضمان إدماجهم في المستشفيات والمراكز الصحية بسرعة.
كما يجب التسريع في تأهيل المراكز الصحية الحضرية والقروية، باعتبارها الوجهة الأولى للمواطن في مسار العلاج. هذه المؤسسات، من الجيل الجديد للرعاية الصحية الأولية، قادرة على تقديم خدمات متنوعة:
الاستشارات الطبية العامة والمتخصصة,تتبع الأمراض المزمنة,الصحة المدرسية…
وبطبيعة الحال، لا يمكن أن نغفل ضرورة إخراج المستشفى الإقليمي الفرابي الجديد إلى حيز الوجود، لأنه سيكون إضافة نوعية للمنظومة الصحية.
أما على المدى المتوسط، فإننا نتمنى أن يكون هناك استثمار أكبر في الجامعات الخاصة للطب، لتوسيع طاقة التكوين الطبي وتخفيف الضغط عن الكليات العمومية، وهو ما سيساهم في سد الخصاص في الأطباء وتحسين جودة الخدمات الصحية.
ما تعليقكم حول وضعية البنية التحتية في ظل الأمطار والفيضانات الأخيرة؟
الأمطار الأخيرة و الحمد لله التي شهدتها المدينة كشفت هشاشة بعض البنيات التحتية، سواء على مستوى قنوات الصرف أو البنية الطرقية. مشاهد الفيضانات التي عاشتها بعض الأحياء لا تليق بمدينة بحجم وجدة، وهي رسالة قوية بضرورة التسريع في إنجاز مشاريع لحماية المدينة من أخطار الفيضانات. فمدينة وجدة، بحجمها ومكانتها، تستحق بنية تحتية قوية قادرة على مواجهة التغيرات المناخية والتساقطات الاستثنائية
رغم ان هناك جهود تبذل على مستوى الطرق والإنارة وبعض التهيئة، لكن المدينة تحتاج إلى مخطط حضري متكامل يأخذ بعين الاعتبار توسعها السكاني وحاجياتها الاقتصادية والاجتماعية.
كيف ترون موقع الشباب في الدينامية الجديدة التي تعرفها وجدة؟
اليوم المدينة تعيش مرحلة انتقالية حقيقية من جيل إلى جيل. نحن أمام مغرب السرعة والتطور، حيث أصبح الشباب في قلب التحديات والفرص. جيل جديد بوعي مختلف وطموحات كبيرة، يحتاج إلى فضاءات للعمل والإبداع، وليس فقط الوعود.أي مشروع تنموي للجهة الشرقية يجب أن يضع الشباب في صلب أولوياته عبر الاستثمار في الجامعة وتطوير البحث العلمي،خلق فرص شغل لائقة في ميادين حديثة كالعالم الرقمي والطاقات المتجددة
في ضوء الخطاب الملكي الأخير، كيف تنظرون إلى هذه التحديات؟
خطاب جلالة الملك نصره الله كان واضحاً حين أكد: “هدفنا أن تشمل ثمار التقدم والتنمية كل المواطنين في جميع المناطق والجهات دون تمييز أو إقصاء”. وهذا بالضبط ما تحتاجه وجدة اليوم: تنمية عادلة ومتوازنة تعطي للساكنة ثمارها الحقيقية.
كما قال جلالته حفضه الله : “لن أكون راضياً مهما بلغ مستوى التنمية الاقتصادية والبنيات التحتية، إذا لم تساهم بشكل ملموس في تحسين ظروف عيش المواطنين من كل الفئات الاجتماعية”. وهذا يجعل من تحسين النقل، الصحة، وفرص الشغل أولويات مستعجلة في هذه الدينامية الجديدة.
رسالتكم للساكنة في ظل هذه الدينامية؟
وجدة أمام فرصة جديدة، والنجاح يتطلب تعاون الجميع، السلطات، المنتخبين، القطاع الخاص، والمجتمع المدني. إذا اشتغلنا معاً بروح الفريق، يمكن للجهة الشرقية أن تصبح قاطرة للتنمية الوطنية.
و في الختام، شدد الدكتور محمد بصراوي على أن المرحلة المقبلة تتطلب إرادة قوية من كل الفاعلين، وأن الجهة الشرقية قادرة، بإمكانياتها البشرية والطبيعية، أن تكون نموذجاً للتنمية المتوازنة في المغرب
في كلمة واحدة: وجدة أمام جيل جديد من المواطنين يحتاج إلى جيل جديد من السياسات العمومية
“ماتخافيش يا نوراة إنشاء الله كلشي غدي يكون مليح”

Breaking News
error: جميع الحقوق محفوظة OujdaRégion