اعداد:حساين محمد
أحيت الطريقة القادرية البودشيشية ومشيختها بشراكة مع مؤسسة الملتقى، الإثنين 2نونبر الجاري، أمسية علمية وروحية للتعريف بالكمالات المحمدية، وذلك على هامش فعاليات الملتقى العالمي للتصوف في دورته الخامسة عشرة، وعرفت مشاركة علماء من أهم المنارات العلمية في العالم الإسلامي.
أولى مداخلات هذه الأمسية كان من مصر مع الإعلامي حسن الشاذلي الذي استضاف الدكتور عبد الشافي الشيخ، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامع الأزهر الشريف، والذي ركز في حديثه عن مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من خلال إيراده لمجموعة من الأدلة الدالة على وجوب الاحتفال به صلى الله عليه وسلم، ودعا إلى ضرورة الاقتداء و التأسي به كعربون يظهر محبته و السير على نهجه، كما أكد على الدور الريادي الذي اضطلع به التصوف في مواجهة الأزمات، من خلال الأخذ بالأسباب بعدما ساق مشاهد من حياته صلى الله عليه وسلم في تدبير الأزمات التي لاقاها هو وأصحابه، و هو نفسه المنهج المتبع من طرف الصوفية رضوان الله عليهم.
وجاءت المداخلة الثانية من تونس، قدمها الدكتور بدر المدني، وهو من علماء جامعة الزيتونة، تناول فيها الحديث عن أعظم منة لهذا الوجود وأكرم بشارة لهذه الإنسانية، والتي تمثلت في ذات المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأبرز في معرض حديثه جوهر الحقيقة المحمدية الذي هو الرحمة و الرأفة، مبينا أن سيرته هي المثال الأكمل لهذه الرحمة، كما ساق بعضا من محاسن هذا النبي الكريم، الدالة على كماله صلى الله عليه وسلم وتكريم الحق جل وعز له، وختم مداخلته بإشارات رقيقة ووجدانية عن قدر الجناب النبوي، وما وجب على المحبين في حقه صلى الله عليه وسلم.
لتتلوها مداخلة الدكتور محمد أديوان من جامعة القرويين حول معالم الهدي النبوي والكمال المحمدي، أشار فيها إلى الكمالات التي التصقت به في حياته صلى الله عليه وسلم منذ صباه إلى أن كَبُر من خلال أحداث عظيمة عرفتها سيرته العطرة، والتي هيأته لأن يكون الإنسان الكامل القادر على تحمل هذه الرسالة العظيمة وتبليغها إلى سائر البشرية جمعاء، مُرسيًا القيم والأخلاق الكونية، محققا كلمة الله تعالى وزارعا للخير و الرحمة في قلوب الإنسانية، ليتم بعد ذلك تقديم ترجمة لمداخلته باللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية.
يشار إلى أن هذه الأمسية العلمية تخللتها وصلات من السماع الصوفي والمديح النبوي من المغرب و سوريا.