خولة بنزيان، سفيرة الطرب الغرناطي المولعة بالعمل الاجتماعي

Mohammed5 مارس 2020آخر تحديث :
خولة بنزيان، سفيرة الطرب الغرناطي المولعة بالعمل الاجتماعي

و.م.ع
إعداد: هشام بومهدي
يشكل النهوض بالطرب الغرناطي والانخراط في العمل الاجتماعي من أجل عالم أفضل أكبر حافزين لخولة بنزيان الفنانة الوجدية المتميزة والمرأة التي تحدوها طموحات كبيرة.
وتعتبر خولة، التي حظيت بتكريم خاص خلال فعاليات المهرجان الوطني للشباب المبدع بمكناس الذي نظم مؤخرا باعتبارها “سفيرة للطرب الغرناطي” الفن بمثابة مهمة، وتحرص على تسخير كل ما تملكه من طاقات لوضع موهبتها المتميزة في خدمة المجتمع.
وأوضحت خولة بنزيان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “الفن كان بالنسبة لي دائما مسألة أساسية في حياتي، لاسيما أنني نشأت في وسط يعشق الموسيقى والثقافة. كما كنت مغرمة بالعمل الاجتماعي، لاسيما ما يرتبط بالمجال الثقافي”.
ويعتبر النهوض بالطرب الغرناطي الشغل الشاغل لهذه الفنانة التي تعزف ببراعة على العديد من الآلات الموسيقية بشكل مثير للإعجاب مع امتلاكها لصوت جميل وعذب، مشيرة إلى أن “الطرب الغرناطي بالغ الأهمية بالنسبة لي فهو تراث متجذر بوجدة وبجهة الشرق التي توجد بها العديد من العائلات من أصل موريسكي، حرصت على الحفاظ على هذا الفن جيلا بعد جيل”.
منذ طفولتها، كانت خولة تنجذب إلى الآلات المستعملة في الموسيقى الغرناطية، خاصة آلة العود. وشجعها والدها الفنان التشكيلي كثيرا على اقتفاء هذا المسار. وتابعت خولة قائلة “العديد من أقاربي أعطوا الكثير لهذا اللون الموسيقي، كجدي من أمي الذي يعتبر أحد مؤسسي الجمعية الأندلسية بوجدة وأول من استقدم آلة البيانو إبان فترة الحماية الفرنسية”.
من هذا المنطلق، تلقت خولة بنزيان تكوينا بالمعهد الموسيقي السابق للجمعية الأندلسية، قبل أن تلتحق بالمعهد الجديد للموسيقى والرقص بوجدة.
وأضافت الفنانة “لقد بذل أسلافنا جهودا كبيرة لحماية هذا التراث الموسيقي، ومن واجبنا الاستمرار على نفس الدرب ونقل هذا الغنى الثقافي إلى الأجيال القادمة”.
وسجلت أيضا أن الفن يفسح المجال للانفتاح على العالم ونسج روابط بين الشعوب ، بروح من التقاسم والتفاعل الثقافي.
من هذا المنظور، تضيف خولة بنزيان، تندرج مشاركاتها المتعددة في المهرجانات والفعاليات الثقافية بالمغرب العربي والعالم العربي وأوروبا ، حيث حرصت في كل مرة على تمثيل المغرب بصورة مشرفة وإعلاء راية الطرب الغرناطي.
وأكدت “من خلال مشاركتي في فعاليات بالجزائر وتلمسان والبليدة وسيدي بلعباس، لمست وجود أوجه شبه كثيرة وقواسم مشتركة. وألهمتني هذه التجارب على إعداد مشروع للتقارب الثقافي بين البلدين يجعل من الثقافة جسرا للحوار والتقاسم”.
وأسست خولة سنة 2013 جمعية وجدة الألفية للتنمية والثقافة التي كانت من بين المبادرات الأولى التي قامت بها تنظيم مهرجان بوجدة تحت شعار “جاران وثقافة واحدة” الذي مرت دورتان منه حتى الآن عرفتا مشاركة فنانين جزائريين كبار كنصر الدين شاولي وأسطورة الغناء الشعبي الجزائري الفنان الراحل عبد القادر شاعو.
وفي معرض جوابها عن إمكانية تنظيم نسخة ثالثة من المهرجان، أكدت خولة هذا المعطى مشيرة في ذات السياق إلى رغبتها في إعادة النظر في مفهوم التظاهرة. وأضافت أنه “حان الوقت كي يخطو المهرجان خطوة أخرى وينفتح أكثر على العالم العربي، مسجلة أنه يتعين على الفنان باعتباره سفيرا لثقافة بلده أن يعمل على تعزيز الروابط مع باقي بلدان المنطقة والعالم”.
بالموازاة مع ذلك، تواصل جمعية وجدة الألفية للتنمية والثقافة عملها لاسيما في مجال تدريس الموسيقى للأجيال القادمة والنساء على وجه الخصوص. وتظل الموسيقى الغرناطية في قلب المشروع دون إغفال باقي الألوان الموسيقية، حيث تنظم ورشة عمل للجوق بهذا الخصوص.
بالإضافة إلى الأنشطة الفنية ، تقترح الجمعية تكوينات في مجالات مختلفة كالأشغال اليدوية، مع الالتزام بتحسيس النساء والنهوض بوضعيتهن بشكل عام.
وفي مجال العمل الاجتماعي، تعمل خولة على إقامة مشروع جديد يتمثل في تأسيس منظمة “رسالة الفن”، وهي ثمرة مبادرة تحمل نفس الاسم ، شاركت بها العام الماضي في منتدى المبادرات الإنسانية الذي انعقد بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وكان هذا الحدث موضوع برنامج بعنوان “ملكة المسؤولية الاجتماعية” بثته مجموعة من القنوات التلفزيونية بمنطقة الشرق الأوسط ، مثلت خولة فيه المغرب إلى جانب شخصيات نسائية أخرى مثلت باقي الدول العربية.
وترتكز مبادرة خولة على خلق فضاء سوسيو ثقافي لتسليط الضوء على قدرات النساء وإبداعاتهن، وتشجيع بروز قيادة نسائية من المجتمع المدني من خلال الثقافة والفن.
وأوضحت خولة أن المبادرة تروم، في المجمل، تثمين دور النساء والفتيات الشابات كفاعلات أساسيات في التنمية وتعزيز “القوة الناعمة” للنساء.

الاخبار العاجلة