الحق والواجب متضامنان ، لان حقوق شخص ما هي الا واجبات تقع على عاتق غيره ،مثال ذلك العامل له الحق في طلب الأجرة ,ويقع على عاتق رب العمل واجب دفع المبلغ وله الحق في مطالبة العامل بتأدية واجبه ، وعلى العامل واجب تأدية العمل ، ويرى أوغست كونت Auguste Compte انه يمكن الاستغناء عن فكرة الحقوق دونما ضرر قد يصيب المجتمع لان المطالبة بالحقوق ظهرت في طور من أطوار التاريخ انتشر فيها الاستبداد وانتزعت الحقوق من الناس ، فلو قام كل شخص بواجباته نحو المجتمع لتحققت الحقوق دون المطالبة بها ، لأن الانسان يطالب دائماً بأكثر مما يستحق ارضاء لميوله الغريزية التي تتنافى مع المجتمع ، والثابت ان الاقتصار على المطالبة بالحقوق يخل بالنظام الاجتماعي ، كما ان الحث على القيام بالواجبات والاقتصار عليها يسيء ايضا الى الحياة الاجتماعية لانه كثيرا ما يتخذ ذريعة لتبرير المظالم لا سيما في الأنظمة الاستبدادية ، نستنتج من ذلك ان المطالبة بالحقوق يجب الا تنفصل عن القيام بالواجبات ، كما ان إقامة الحقوق على القوة قد يؤدي الى الفوضى وفِي هذا الصدد يقول Jean JacquesRousseauروسو اذا كان الاقوى هو الحق فينبغي لنا ان نكون جميعا اقوياء ، لذلك لما ننتصر للاحتجاج والتنديد بالوضع الراهن والسخط على تردي المستويات وصب الانتقاد واللوم على البلاد والعباد والكون اللامتناهي ،هل قيمنا ووضعنا في الميزان قيام كل منا بالواجب الملقى على عاتقه بدل استعارة فصاحة الخطباء من اجل المطالبة بالحقوق فقط ؟ هل قمنا بنقد ذاتي وحاسبنا أنفسنا على طريقة اداء التزاماتنا وتقييم ما اسديناه لمجتمعنا ومحيطنا ، هل تساءلنا عن مخلفات الغش وما يلحقه من أضرار ومعيقات للتنمية وضرب لتكافؤ الفرص واقصاء النبهاء والمجدين لفسح المجال للمستفيدين بدون وجه حق ، هل ساعات العمل التي نتقاضى الأجر مقابلها كان إنتاجنا مقابل ما تقاضيناه من اجر هو مستحق فعلا ام ان روتين الادارة وابقاء ما كان على ما كان هو المبدأ الطاغي على سلوكاتنا ، نتوق ان نعيش رفاهية وديموقراطية دول الغرب لكن نتناسى ان هذه الدول ارتقت بصحوة جماعية وذكاء جماعي لمواطنيها.
الاستاذة سليمة فراجي برلمانية سابقة ومحامية