هسبريس من الرباط
أثنَى الرئيسُ الفرنسيُّ السَّابق، نيكولا ساركوزِي، على الملك محمد السَّادس، لدى إقامته تجمهرًا خطابيًّا لأنصار حزبه، في باريس، أفرد حيزًا مهمًّا منه للتطورات الاستراتيجيَّة التي باتتْ تعتمل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتنذرُ بكثيرٍ من الفوضى الزاحفة.
وقال ساركوزي إنَّ في خضم كلِّ ما يحصل ثمَّة بلدٌ استطاع أن يتطور إيجابيًّا، محرزًا بذلك قطيعة مع المشهد السائد في منطقة جنوب المتوسط، وهو المغرب، مضيفًا أنَّ منْ حسن الحظ أنَّ هناك ملكًا كبيرًا عين رئيس حكومة إسلامي، في إشارة إلى عبد الإله بنكيران، “ولا زال ممسكًا بالبلاد”.
ساركوزِي رصدَ ما اعتبرها حالةً من الانهيار في الشرق الأوسط، قائلًا إنّ ثمَّة شعورا لدى أغلبيَّة كبيرة تصبُو إلى السلام، بأنَّ المجتمع الدولي، لمْ يتحرك بالصورة المطلوبة، كيْ يدافع عنها. متوقعًا أنْ يقبل العراق وسوريا على مزيدٍ من الانقسام قدْ يشرذمهما إلى أربعة أوْ خمس دُول.
وأبدى ساركوزِي قلقًا مما يحصلُ في جنوب المتوسط، بعد تنامِي وتيرة الهجرة السريَّة، وتمكن تنظيم “الدولة الإسلاميَّة” منْ السيطرة على مدينة سرتْ الليبيَّة، دُون حصُول تقدم في الحوار بين الفرقاء الليبيِّين الذِين دعتهم الخارجيَّة الفرنسيَّة قبل أسبوع إلى التغاضي عن خلافاتهم، والتوحد ضدَّ الخطر الإرهابِي.
وعن الصيغة التي يمكنُ الاشتغال بها إزاء التحديات القائمة، قال ساركوزِي إنَّ على فرنسا والاتحاد الأوروبي أنْ يدعما أنظمة وصفها بالمعتدلة في جنوب المتوسط، كي لا يزداد الوضع سوء.
أمَّا التحالف الستيني الذي تقوده واشنطن، وتشارك فيه بلاده، لأجل محاربة تنظيم “الدولة الإسلاميَّة”، منذُ عام مضى، فأبدى ساركوزِي الأسف إزاء عدم قدرته حتى اللحظة على إحراز نتائج مهمَّة، بحيث لمْ يستطع حتَّى الحؤُول دُون تقدم “الدواعش” صوب مدينة تدمر الأثريَّة في سوريا، ولا هو كبح تقدم قوات أبي بكر البغدادي إلى مدينة الرمادِي، التي انضافتْ إلى الموصل.
وجاء لقاء ساركوزِي في أعقاب تحويل حزب “الاتحاد من أجل حركة شعبيَّة” إلى حزب “الجمهوريِّين”، وتوجييه انتقاداتٍ لاذعة لديبلوماسيَّة بلاده بسبب التعاطي مع إسرائيل، محاولًا احتواء عزم شركة للاتصالات في فرنسا الانسحاب من إسرائيل، وهو ما جعل ساركوزِي يهرول إلى تلْ أبيب للطمأنة.