تمكن طاقم طبي وشبه طبي متكامل ومتعدد التخصصات بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة من إجراء عمليتين نوعيتين لزراعة الكلي، لأول مرة بجهة الشرق، لفائدة مريضين يعانيان من القصور الكلوي المزمن الكلي.
تمت العملية الأولى يوم الثلاثاء 26 يونيو 2018، حيث إن المتبرع ذو 43 سنة وهب كليته لأخته البالغة 41 سنة، أما العملية الثانية، والتي أجريت في اليوم الموالي، فقد تبرعت الأخت ذات 37 سنة بكليتها لأخيها البالغ من العمر 35 سنة. وقد أجريت العمليتان في ظروف جيدة وتكللتا بالنجاح، ويتمتع المتبرعين والمتلقيين بصحة جيدة ويتماثلان للشفاء.
وقد أجريت هاتان العمليتان، اللتان تندرجان في إطار الاستراتيجية الوطنية لوزارة الصحة التي جعلت من هذا الورش إحدى أولوياتها في إطار برنامج عمل متكامل على مدى السنوات القادمة، وذلك بشراكة مع فريق طبي من المركز الاستشفائي الجامعي لريمس (REIMS) في إطار اتفاقية التعاون التي تربط المستشفيين، والتي تندرج ضمن شراكة مجلس جهة الشرق وجهة الشرق الكبرى بفرنسا (Région Grand-Est)
وتأتي عملية التبرع بالأعضاء كبارقة أمل للمرضى في حياة أكثر جودة وسكينة بعيدا عن العناء المتكبد خلال حصص التصفية. ويجب الإشارة إلى أن هذه العمليات منظمة بموجب القانون المغربي الذي يتميز بالصرامة والحسم في كل ما من شأنه التلاعب بأعضاء البشر، سواء تعلق الأمر بمتبرعين أحياء، حيث يستلزم توفر مجموعة من الشروط خاصة القرابة العائلية بين المتبرع والمتلقي، أو عندما يتعلق الأمر بمتبرع في حالة وفاة سريرية.
وبهذا ينضاف المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس لوجدة إلى قائمة المراكز الاستشفائية المخولة والمؤهلة للقيام بهذه العمليات تنفيذا للتوجيهات السديدة والمساعي الحميدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، التي تروم تقريب الخدمات الصحية ذات الجودة العالية من المواطنين في كافة أرجاء هذا الوطن سعيا من جلالته لدمقرطة الولوج المجالي في إطار اللامركزية.
وبذلك تكون المملكة قد قطعت أشواطا متقدمة في مجال زرع الأعضاء والأنسجة وحققت نتائج جد هامة، حيث تم بفضل الكفاءات الوطنية منذ انطلاق هذا النوع من العمليات، إجراء ما يناهز 533 عملية لزرع الكلي بالمراكز الستة المفعلة والتي ينضاف إليها اليوم مركز وجدة، وكذلك 20 عملية لزرع الكبد و4371 عملية لزرع القرنية وعمليتان لزرع القلب، إحداهما بالرباط سنة 1995 والثانية بمراكش لطفل سنة 2015. كما تم إجراء ما يناهز 300 عملية لزرع الخلايا الجذعية بالمراكز العمومية.
وتجب الإشارة إلى أن هذه العمليات لا تستثني الفئات المعوزة والحاملة لبطاقة راميد.
وبهذه المناسبة تتقدم وزارة الصحة بأحر التهاني للفريق الطبي وشبه الطبي والإداري بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة على هذا الإنجاز الذي سيكون بداية عهد جديد على غرار باقي المراكز الأخرى. كما تشيد الوزارة بهذه البادرة النبيلة التي أقدم عليها هاذين الشخصين المتبرعين بكل أريحية لمنح حياة جديدة مليئة بالأمل للمتلقيين.
بلاغ وزارة الصحة