العلامة مصطفى بن حمزة وإرهاصات التأسيس لمعاهد البعث الإسلامي

سم الله الرحمن الرحيم
أَخَا العلمِ حدِّث واصدقِ القولَ في الخبر * وذكِّر بأيام عظامٍ من البـــــــــــــــــشر
وحاذرْ نفاقا واقتفي إثْر من حَـــــــــذَقْ * علوماً وللإحسان والفضل قد نشــــــــر
فذاك ابن حمزة مصطفى زانه الــورع * وربي لقد وفى العهود وما غــــــــــــدر
به وجدة الغراء تزهو وتفخــــــــــــــــر * تباهي معالم الدنا بالذي اشتــــــــــــــهر
معاهدَ علم والمساجدَ قد بنـــــــــــــــى * مشاريعَ قرآن لها العمرَ قد نـــــــــــــذر
ولسنا بمن ينسى الجهود التي بــــــذل * لإحياء مشروعٍ حسبنا أنه اندثــــــــــــر
غداة انبرى للعلم يبغي تليــــــــــــــده * فكان ثمارُ جهدِه معهداً ظهــــــــــــــــر
لبعثِ علوم الشرع ينقذ أنفـــــــــــــسا * يُجَلِّي عمى الجهل الذي ذاع وانتشـــــر
فصار المحجَّ المبتغى منقــــــذَ الورى * فأمَّه الطلاب بدوا ومن حضـــــــــــــــر
وكم من أب لمعهد البعث قد وهـــــب * وليداً له وهاجسُ اليأس قد وقـــــــــــــــر
لِوَهْمِ فشو شبهة المغرض الــــــــــذي * تنادى أن ارجعوا حذار من الخــــــــــطر
لِمَا ذاع في الآفاق من وَسْمِ نهجنــــــا * بشبهة عقمه لرأيٍ قد استقــــــــــــــــــــر
ولمَّا يحول الحول حتى بدا الأمــــــــل * بتأهيل ثلة قد اختارها القــــــــــــــــــــدر
لإحياء مشروع العتيق الذي انـدرس * فمهدت السبيل نهجا لمن اعتبــــــــــــر
وما زالت الجموع تترى وتغتـــــــرف * من المنبع الأصيل حتى استوى النظـــــر
بأن العتيق خطة الرشد والبصـــــــــــر * لسرّ يروم جمع رأي مع الأثــــــــــــــــر
فزاد الإله عز علم بنشـــــــــــــــــــره * وخص به ذوي البصيرة والبصــــــــــــر
فنافس في طلابه البدو والحضـــــــــر * وتعدادهم ألفان أحصوا وزد نفــــــــــــــر
فلبوا الندا شرقا وغربا وأطّــــــــــروا * جموعا فصاروا قدوة لمن انتصـــــــــــر
ولما انجلى الصباح واشتهر الخبــــــر * ولاحت مآثر العتيق الذي ازدهـــــــــــــر
تلذذ ذو الأصيل بالسعد والرضـــــــى * وذو الحقد خاب سعيه والذي مكـــــــــــر
نظمها العبد الفقير إلى عفو الله تعالى : عزيز بن الطيب سرغيني
خريج معهد البحث الإسلامي بوجدة