شكل موضوع إنعاش تشغيل الشباب في الوسط القروي محور منتدى نظم السبت بتافوغالت (إقليم بركان)، بمبادرة من المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية.
وتوخى هذا اللقاء، الذي نظم بشراكة مع جمعية أجيال للتنمية، أن يشكل مناسبة للتبادل بشأن وسائل دعم والنهوض بقابلية التشغيل للشباب في الوسط القروي، لا سيما في القطاع الفلاحي، وكذا الآليات والتقنيات الكفيلة بتعزيز التشغيل الذاتي للشباب وإحداث التعاونيات.
وقال الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد صديقي إن القطاع الفلاحي يعد رافعة أساسية لإحداث مناصب الشغل للشباب، لا سيما في الوسط القروي، ويشكل أحد القطاعات الهامة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد أن مخطط المغرب الأخضر، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2008، ساهم بشكل كبير في إنعاش تشغيل الشباب وتحسين دخل الفلاحين وتحسين القيمة المضافة المنتجة بالعالم القروي.
وأبرز السيد صديقي أن وزارة الفلاحة تولي أهمية خاصة للتكوين المهني الفلاحي ودعمه في جميع التخصصات وجعل المتدربين في مستوى مواكبة كل المستجدات في الميدان الفلاحي، مشيرا في هذا الصدد إلى أن مخطط المغرب الأخضر يهدف إلى تعزيز كفاءات الشباب بغية تلبية حاجيات مهنيي القطاع وإحداث المزيد من مناصب الشغل.
وأضاف أن منظومة التعليم الفلاحي التقني والمهني تعززت، خلال السنوات العشر الأخيرة، بمجموعة من الإجراءات التي من شأنها أن تساهم في إنعاش التشغيل الذاتي، من قبيل تفعيل استراتيجية جديدة للتعليم والتكوين في الميدان الفلاحي تتوخى تنويع أنماط التكوين، وتشجيع الشباب بالوسط القروي عبر تبسيط شروط الولوج وضمان الجودة، ودعم الخريجين الذين يطمحون إلى إحداث مقاولاتهم الخاصة.
كما يتعلق الأمر بتحسين جودة التكوين داخل مختلف معاهد ومدارس التكوين الفلاحي عبر توفير البنيات التحتية والتجهيزات التربوية الضرورية وتوسيع الطاقة الاستيعابية داخل هذه المؤسسات، وإنعاش الاستثمار الفلاحي ودعم المقاولات الفلاحية عبر صندوق التنمية الفلاحية، علاوة على دعم التنظيم المهني بمختلف أشكاله بما فيه التعاونيات والجمعيات والتجمعات ذات النفع الاقتصادي والفدراليات المهنية الجهوية والوطنية والفيدراليات البيمهنية التي يؤطرها القانون 12-03.
من جانبه، أكد المدير العام للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية جواد بحاجي أن إقليم بركان يزخر بمؤهلات وموارد بشرية وطبيعية كفيلة بالإسهام في تعزيز التنمية المحلية ورفع تحديات التنافسية وإحداث مناصب الشغل، موضحا أن هذا المنتدى يمكن من دراسة الوسائل التي من شأنها النهوض بالتنمية السيوسيو اقتصادية، لا سيما في ما يتعلق بمبادرات التشغيل الذاتي وإحداث المقاولات.
وأبرز أنه بفضل مخطط المغرب الأخضر، استطاع القطاع الفلاحي خلال الفترة 2008 – 2018 أن يحدث أزيد من 250 ألف منصب شغل، لافتا إلى أن المتوسط السنوي لنمو الناتج الداخلي الخام الفلاحي بلغ 5,25 في المئة ليصل إلى 125 مليار درهم سنة 2018، ما يمثل زيادة ب 60 في المئة مقارنة مع 2008.
من جهته، أشار رئيس جمعية أجيال للتنمية حسين قاسمي إلى أن هذا المنتدى يعد بمثابة منصة للتبادل تمكن مختلف التعاونيات من التعرف على آليات التمويل وتقنيات التواصل والتسويق.
وجرى على هامش هذا المنتدى، الذي شارك في أشغاله أزيد من 74 تعاونية بإقليم بركان، توقيع العديد من الاتفاقيات بين المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية وممثلي تعاونيات فلاحية، همت التكوين والتأطير وتعزيز قدرات التدبير والتسويق.
وشكل هذا اللقاء، الذي تميز بحضور عامل إقليم بركان محمد علي حبوها، مناسبة لتكريم عدد من المنتجين الفلاحيين بالمنطقة ومجموعة من النساء الفاعلات في القطاع بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
أخبار
