احتضنت عاصمة المغربي الشرقي وجدة،صباح يوم الاحد 14 فبراير 2016،لقاء تاريخيا شارك فيه أزيد من 1000 طالب التعليم العتيق والكتاتيب القرانية بالجهة،نظمه معهد البعث الاسلامي بوجدة بشراكة مع المجلس العلمي المحلي،حضره علماء وأستاذة التعليم العالي،والقيمين الدينيين،وأعضاء الجمعية الخيرية الاسلامية.
وفي كلمة للعلامة الدكتور مصطفى بنحمزة عضو المجلس العلمي الأعلى ،ورئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة، عرج فيها في نبذة عن المشوار الذي قطعته المملكة المغربية على مختلف العصور ،وأنها تعرضت منذ القدم لتنوع التيارات الدينية ،إلا أن تثبت علمائها وحنكتهم لم يجر بها إلى الإنزلاق في بحر التعصب والشحناء ، لتستقر الأمة المغربية بفضلهم محفوفة بالأمن والأمان بل سارت مركز إشعاع علمي على المستوى العالمي ،وجامع القرويين لازال شاهدا عن العصر.
وكانت كلمة فضيلة الشيخ بمثابة إشارة تشجيع وإيشادة بقرار المجلس الوزري المنعقد بمدينة العيون والذي صدر خلاله جلالة الملك محمد السادس نصره،تعليماته السامية إلى وزيري التربية الوطنية والأوقاف والشؤون الإسلامية، بضرورة مراجعة مناهج وبرامج مقررات تدريس التربية الدينية، سواء في المدرسة العمومية أو التعليم الخاص، أو في مؤسسات التعليم العتيق، في اتجاه إعطاء أهمية أكبر للتربية على القيم الإسلامية السمحة، وفي صلبها المذهب السني المالكي الداعي إلى الوسطية والاعتدال، وإلى التسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية.
وفي نفس السياق أبرز العلامة بالمناسبة المكانة التي أصبحت تحتلها جهة الشرق منذ سنين فيما يخص تأهيل المدارس العتيقة وصيانة كتاتيب تحفيظ القران الكريم وتحصينها من كل استغلال أو انحراف يمس الهوية ،فضلا عن الرقي بمستوى علماء الشريعة إلى مستويات غيرت مفهوم “الفقيه” و”الطالب” الذي عملت ألسن الأيام على ربطه بمعنى قدحي أو صورة متزلف يتعثر في الأبواب أو يحفظ ولا يفهم أو أنه قديم لا يواكب ولا يتجدد أو أنه عالم من الدرجة الثالثة لا شأن له في الحياة العامة تفغيلا لخطاب أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي ألقاه يوم 30ابريل 2004 أمام المجلس العلمي الأعلى والمجالس الإقليمية العلمية.
وفي ختام كلمته،أعلن فضيله عن تقديم مبلغ 10000 درهم كجائزة لمن تمكن من قراءة وفهم كتاب “النبوغ المغربي في الأدب العربي” للعلامة والأديب الراحل عبد الله كنون.
حساين محمد