المساجد للقضاء على بطالة المعاقين المؤهلين مهنيا

8 فبراير 2016آخر تحديث :
المساجد للقضاء على بطالة المعاقين المؤهلين مهنيا

oujdaregion.com (4)
تنفيذا لتوجيهات صاحب الجلالة القاضية بالاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ورعايتهم والعمل على إدماجهم في الحياة العامة،وفق مقاربة تشاركية مع المجتمع المدني،تأسست جمعية للا أسماء للصم بوجدة سنة 2002 وحظيت بالعناية المولوية لجلالة الملك،فأذن نصره الله بإطلاق اسم صاحبة السمو الملكي للا أسماء على المؤسسة،وقام شخصيا بتدشين العمل بها وتعرف على مرافقها والاطلاع على برامجها،وأبدى جلالته إعحابه بهذا المشروع الاجتماعي الهادف الموحه لخدمة الأطفال الصم بالمدينة وترقية أوضاعهم،وهي الأمانة التي حملتها المؤسسة ومكتبها المسير وأطرها وشركاءها ومتعاونيها،مساهمة من الجميع في إصلاح شؤون هذه الشريحة المجتمعية التي أكد جلالة الملك على ضرورة الاهتمام اللازم بها ضمن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،وبعد تزايد عدد المستفيدين وتنوع خدمات المؤسسة انتقلت إلى مقرها الجديد سنة 2008،وامتدادا عاى عقد من الزمن راكمت العديد من الخبرات والتجارب حتى أضحت نموذجا يُحتذى به جهويا ووطنيا..
في حفل اختتمام الموسم الدرسي 2014 2015 للمؤسسة ،كانت كلمة إحدى المستفيدات جد مؤثرة حينما طالبت المسؤولين بالاهتمام بمستقبل شريحتها “حتى ننمي المجتمع ويكون جميلا وراقيا”،وأضافت مطلبها “في تعليم الصم في جميع جهات وأقاليم المملكة مع الارتقاء به “ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع”،وهو المطلب الذي حققته لهم أريحية فضيلة العلامة د.مصطفى بنحمزة الذي يرعى هذه الجمعية لخدمة شريحة الصم البكم والاحسان إليها،حينما تم الاعلان عن توفير المجلس العلمي لمحلات بالمساجد التي سيتم تشييدها مستقبلا بإقليم وجدة أنجاد تخصص لخريجي المؤسسة في شعبة الحلاقة،بينما ستتكلف الجمعية بتجهيزها لتسهيل اندماجهم في المجتمع،وهي مبادرة فريدة من نوعها تدل على أن للمساجد عدة أدوار سها عنها المجتمع المدني وتغافلها،ولولا همة العلماء الأخيار لما ذُكرت أو استنبطت من السلف الصالح،لأن مدينة وجدة أكرمها الله برجل اجتمع له العلم والفكر والبصيرة لقيادة مجموعة مهمة من رجال المال والأعمال لإنجاز مشاريع إحسانية لا علاقة لها بالسياسة،فتحت آفاق جديدة لساكنة الإقليم والجهة وزوارها أو المهاجرين إليها من مختلف أجناس البشر.مبادرة وجب على وزارة الأوقاف استنساخها في جميع المساجد التي ستشيّد مستقبلا في طول وعرض المملكة لامتصاص بطالة ذوي الاحتياجات الخاصة من المؤهلين مهنيا.
رئيس الجمعية الحاج بنعمر أحد الفعاليات الإحسانية بالمدينة ممن سخروا مالهم ووقتهم للعمل الخيري الخالص لله وللوطن وللملك،والمنتمي لعائلة عريقة عرفت بالجود والكرم وخدمة الصالح العام،أكد كذلك أن المؤسسة تستقبل في بداية شهر شتنبر الأطفال الصم بالمدينة والبالغين سن التمدرس،وتقدم لهم كافة أنواع المساعدات الممكنة وتوفر لهم جميع الإمكانيات المتاحة،حتى يتلقوا تربية سوية ويحصلوا على تعليم مفيد وتكوين حرفي يساعدهم على الإندماج في سوق الشغل،ويستفيدون من اللغتين العربية والفرنسية والحساب بلغة الإشارة،وباقي المقررات المبرمجة من قبل وزارة التربية الوطنية،إضافة إلى التكوين الحرفي في مهن الحلاقة والنجارة والطرز والخياطة والإعلاميات.كما يستفيد رواد ورائدات المؤسسة من التغذية والفحوصات والعلاجات،والتزويد بآلات تصحيح السمع والنظارات الطبية والأدوات المدرسية والمخيمات الصيفية.كما يتم الحرص على المواكبة النفسية والاجتماعية لأمهات المستفيدين وتوفر لهم دروس محو الأمية والمهارات الحياتية.وكل ما ذكر من خدمات وغيرها تقدم بالمجان للمستفيدين وأسرهم.ولتحسين المردودية قامت الجمعية هذه السنة بتجهيز المؤسسة بأحدث قاعة إعلامية ذكية للتعليم التفاعلي بكلفة تجاوزت 270 ألف درهم،وجهزت قاعة بأعلى المواصفات لتعليم الحلاقة،وجددت الآلات والأدوات الخاصة بورشتي الخياطة والنجارة،،والمؤسسة في بحث دؤوب عن كل الطرق الناجعة التي تخدم هؤلاء الأطفال والعمل على تعميمها على المؤسسات الأخرى جهويا ووطنيا.علما أن جمعية للا أسماء تقود جهويا الشبكة الجمعوية للجمعيات العاملة في مجال الصمم،التي تأسست لغرض الانفتاح على جميع التجارب وتوحيد الجهود ورسم خطة واضحة لضمان توفير حياة كريمة للصم التي سيكون لها الدور الهام إذا حظيت بالرعاية والاهتمام.

عبد الرحيم باريج

advert

الاخبار العاجلة