و.م.ع
شهد قطاع التكوين المهني خلال سنة 2022 نقلة نوعية على مستوى جهة الشرق، انسجاما مع السياسات العمومية الرامية إلى النهوض بالتكوين وقابلية التشغيل لدى الشباب، وذلك مع إطلاق مدينة المهن والكفاءات بالناظور في أكتوبر الماضي.
وتندرج مدينة المهن والكفاءات لجهة الشرق، وهي الثالثة من نوعها على مستوى المملكة، بعد جهتي العيون الساقية الحمراء، وسوس ماسة، في إطار مدن المهن والكفاءات ال12 التي سترى النور بجميع جهات المغرب.
واستقبلت مدينة المهن والكفاءات بالناظور ، التي تصل طاقتها الاستيعابية 2500 مقعد بيداغوجي ، فوجها الأول المتكون من 1410 متدربا برسم الدخول التكويني 2022 – 2023، منهم 910 مسجلين في التكوين الأساسي (تقني متخصص، وتقني وتأهيل، و500 متدربا في التكوين المهني.
ومن شأن هذه المدينة الجديدة بالناظور التي تم إحداثها على مساحة 12 هكتارا، توفير عرض تكويني متنوع في قطاعات واعدة تم تحديدها بإشراك فاعلي الجهة.
وقد تم بلورة العرض التكويني لمدينة المهن والكفاءات بالناظور وفق مقاربة للذكاء الجماعي بشكل يتوافق مع الخصوصيات الترابية وبالتركيز على وضع حاجيات المهنيين في صلب الأولويات من الكفاءات المؤهلة، وذلك عقب سلسلة الورشات للتبادل والتفكير، مكنت من تحديد القطاعات الواعدة بالجهة ، فضلا عن الكفاءات التي تتطلبها المهن الجديدة وأيضا تلك المرتبطة بالمهن التقليدية.
وفي هذا السياق، فإن مدينة المهن والكفاءات لجهة الشرق تمكن، اليوم ، متدربيها من الاستفادة من عرض تكويني محين، وفي تكامل تام مع العرض التكويني للمكتب بالجهة، حيث تقدم عرضا تكوينيا جديدا يتمحور حول 10 أقطاب مهنية تضم 75 شعبة تكوينية، 58 في المائة منها جديدة، و42 في المائة محينة.
فمن خلال هذا العرض الجديد، يعمل مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، على تعزيز وتنويع جهازه التكويني بجهة الشرق، لا سيما من خلال الانفتاح، لأول مرة ، على قطاعات جديدة، منها الصحة وخدمات الأشخاص والفلاحة، بالإضافة إلى شعب جديدة وأخرى محينة تهم قطاعات تقليدية على غرار الصناعة والبناء والأشغال العمومية والرقمية والتسيير والتجارة والفندقة والسياحة وفنون وصناعة الطباعة والصناعة الغذائية.
وتعتمد هذه البرامج التكوينية الجديدة على أساليب بيداغوجية تفاعلية تضع المتدربين في صلب العملية التكوينية، وتمنحهم تأطيرا وثيقا، حيث لن يتجاوز عدد المتدربين 20 متدربا في كل مجموعة، من أجل تيسير التلقين العملي.
ولهذه الغاية، فإن مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل يعتمد على منصات تطبيقية من أجل تعلم مكثف عبر تطبيق ( (Learning by doing الرامي إلى تطوير الكفاءات الذاتية والمهنية وتحرير طاقات المتدربين .
وفي هذا الصدد، تم تجهيز مدينة المهن والكفاءات بجيل جديد من المعدات البيداغوجية من خلال منصات تطبيقية بالحجم الحقيقي، من أجل محاكاة ظروف الممارسة المهنية، وتعزيز مدارك المتدربين في مجالات تخصصهم وتقريبهم من واقع المقاولة.
ويتعلق الأمر بقطب الصناعة مع مصنع بيداغوجي، وقطب التجارة والتسيير مع مقاولة افتراضية، وقطب السياحة والفندقة والمطعمة مع فندق بيداغوجي، وقطب الفلاحة مع مزرعة بيداغوجية مساحتها 2 هكتار، وقطب الصحة مع وحدة بيداغوجية للعلاج، وقطب البناء والأشغال العمومية مع منزل ذكي، وكذا قطب خدمات الأشخاص مع حضانة وشقة بيداغوجية.
بالإضافة إلى ذلك، وبهدف تعريف المتعلمين بمهارات التعاون وتقاسم الأفكار والابتكار، فإن مدينة المهن والكفاءات تتوفر على سلسلة للإبداع (فضاء العمل المشترك، حاضنة، مصنع رقمي)، بالإضافة إلى بنيات مشتركة مخصصة لتطوير الكفاءات الذاتية التي تشكل 30 في المائة من برنامج التكوين، وتهم الكفاءات التقنية والرقمية والمقاولاتية والسلوكية.
كما تضم مدينة المهن والكفاءات مركزا للتوجيه المهني من أجل مواكبة الشباب وإعدادهم للعالم المهني، كما تتوفر على مكتبة وسائطية ودار للمتدربين تبلغ طاقتها الاستيعابية 300 سرير، فضلا عن فضاءات للقاءات وملاعب رياضية.
وتجدر الإشارة إلى أن الدخول التكويني تميز أيضا بإطلاق التكوين بمدن المهن والكفاءات بجهتي سوس ماسة (أكتوبر) ، والعيون الساقية الحمراء (نونبر).
كما أن مدن المهن والكفاءات بجهات الرباط-سلا-القنيطرة ، وطنجة-تطوان-الحسيمة، وبني ملال-خنيفرة، ستكون جاهزة أوائل 2023 لاستقبال المتدربين ، بينما تتواصل أشغال بناء مدن المهن والكفاءات بجهات الدار البيضاء-سطات ، ومراكش-آسفي ، وفاس-مكناس، ودرعة-تافيلالت ، وكلميم-واد نون، والداخلة-واد الذهب.