حساين محمد
تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وبمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف،نظمت الطريقة القادرية البودشيشية ومشيختها ومؤسسة الملتقى بشراكة مع المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم “CEMEIA”، الدورة السابعة عشر للملتقى العالمي للتصوف تحت شعار ” التصوف وسؤال العمل: من إصلاح الفرد إلى بناء المجتمع “،حيث اليوم انطلاقة أشغال هذا الحدث الدولي من طرف السيد محمد علي حبوها عامل اقليم بركان،بمعيةفضيلة الدكتور سيدي جمال الدين القادري بودشيش،شيخ الطريقة القادرية البودشيشية،وشخصيات مدنية وعسكرية وعلماء يمثلون مختلف دول العالم.
واكد مولاي منير القادري بودشيش، رئيس مؤسسة الملتقى،ان هذه الدورة تبحث سؤال العمل وما يثيره من إشكالات تعيشها مجتمعاتنا المعاصرة؛ انطلاقا من كون الممارسة الدينية هي بالأساس ممارسة عملية تعتمد على العمل بشكل كبير، و أن العمل والعمل متلازمان مع ضرورة تسخيرهما لخدمة البشرية،ويطرح الملتقى القضية الإيمانية والتدينية ، والأزمة القيمية والأخلاقية التي تعرفها مجتمعاتنا المعاصرة، وعلاقتها بالمشكل التنموي والاقتصادي والبيئي .
واضاف الدكتور منير القادري انه الملتقى يسلط الضوء على الادوار التي يلعبها التصوف باعتباره من أقوى البواعث التي يتحصل بها العمل الديني في أرقى تجلياته، بما يترتب عليه من أبعاد قيمية وروحية وأخلاقية. وذلك انطلاقا من كون المغرب كان وما يزال -بما يحمله من موجهات عميقة لهذا المكون الروحي والديني الرشيد- يدفع بقوة نحو العمل الصالح، ويظهر ذلك في المبادرات الخالدة التي تركها أسلافنا، وأيضا في المسيرة التنموية التي ما تزال تتواصل إلى اليوم تحت القيادة الرشيدة لمولانا أمير المؤمنين حفظه الله الذي ما فتئ يطلق المبادرات و المشاريع ذات البعد التنموي و الإنساني سواء على المستوى الوطني أو الأفريقي و الدولي ، كلها ضمن سلسلة الأعمال الصالحة التي ينفع الله بها البلاد و العباد .
وسيتناول الباحثون في هذا الملتقى العالمي عدة محاور كمداخل نظرية لسؤال العمل في الإسلام، والمحددات الشرعية والسلوكية للعمل الصوفي، ونماذج تاريخية وواقعية من العمل الصوفي، ودوره في إصلاح الفرد وبناء المجتمع، الى جانب دراسة الابعاد التنموية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والجمالية للعمل الصوفي، والتأسيس للتفاعل الحضاري وحوار الأديان.
كما ستعرف هذه الدورة وعلى غرار الدورات السابقة إقامة عدد من الأنشطة الموازية ، من بينها : المنتديات الإسلامية للبيئة التي ستتدارس “أزمة ندرة المياه ما بين الحلول التقنية و ضرورة إيقاظ الضمائر” ،و منتدى الأخلاق و التكنولوجيا التي ستتناول ” الولوج إلى الطاقة : أزمة مستدامة أم تحول المفاهيم ” ، والجامعة المواطنة التي ستتطرق الى ” التربية على قيم المواطنة : من المحلية إلى الكونية” ‘ إضافة القرية التضامنية التي جعلت شعارا لها ” مغاربة العالم : ركيزة أساسية من أجل تطوير الاقتصاد الاجتماعي” ومعرض الكتاب .
ويُشار الى أن جلسات هذه الدورة وجميع أنشطتها ستُبث على المنصات الرسمية الرقمية لمؤسسة الملتقى.