ألقى والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة انكاد،محمد مهيدية،أمس الجمعة 16 دجنبر 2015،خلال لقاء جمع المنتخبين ووزير النقل واللوجستيك عزيز الرباح.
وإليكم نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين. أود في البداية أن أرحب بالسيد وزير التجهيز والنقل واللوجستيك وبالوفد المرافق له، وأن أشكره على هذه الزيارة التي يقوم بها لهذه الجهة، والتي تندرج في إطار العناية التي توليها حكومة جلالة الملك لجهة الشرق، للوقوف عن قرب على انشغالات الفاعلين المحليين في مجال البنيات التحتية.
إن الخطاب الملكي السامي لـ 18 مارس 2003 أسس لمبادرة ملكية لتنمية جهة الشرق، مكنتها من أن تصبح في ظرف قياسي أحد الأقطاب التنموية الأساسية ببلادنا، بفضل المشاريع الكبرى والمهيكلة، وبرامج التأهيل الترابي والتنمية المجالية.
وقد ساهمت هذه المبادرة، وبصفة أساسية، في تدارك النقص الكبير الذي كانت تعاني منه الجهة في مجال البنيات التحتية، بصفتها جهة هشة وذات طابع حدودي، كانت تعرف ساكنتها صعوبات كبيرة بحكم تموقع الجهة في أقصى الشمال الشرقي للمملكة.
ومن هذا المنطلق، فإن المجهودات المبذولة من طرف السلطات العمومية والمنتخبة ساهمت في فك العزلة عن ساكنة العالم القروي من خلال إنجاز مشاريع هامة.
وفي هذا الصدد، وجبت الإشارة أن الأوراش الكبيرة التي تعرفها بلادنا وبصفة خاصة تنزيل الجهوية المتقدمة والاختصاصات المهمة التي تم تخويلها للجهات تشكل فرصة كبيرة بالنسبة لبلادنا ولجهة الشرق على الخصوص لاستكمال المشاريع المهيكلة في إطار شراكة بين الدولة والجهة تروم تدارك النقص في التجهيزات الأساسية والبنيات التحتية خاصة في المناطق النائية الشبه المعزولة وتحقيق العدالة المجالية بين مختلف أقاليم الجهة، كما أنها تعتبر مناسبة سانحة لتأكيد النهضة التنموية التي تعرفها الجهة من خلال إنجاز مشاريع كبرى وجلب الاستثمار.
واستحضارا لخصوصيات المنطقة الحدودية للجهة ولطابعها القروي، فإن تأهيلها يستوجب المزيد من المجهودات لفك العزلة عن ساكنتها والرقي بمستواهم المعيشي وخلق فرص بديلة للشغل والتي تظل رهينة بتشجيع الاستثمار بالجهة وتعزيز تموقعها الاقتصادي كقطب لوجستيكي من خلال العمل على خلق مناطق لوجستيكية بكل من وجدة (بني وكيل والقطب التيكنولوجي (Technopole))، والناضور، وبركان وتاوريرت، وكرسيف، في تناغم تام مع خصوصيات كل إقليم.
حضرات السيدات والسادة:
إن المجهودات التي تقوم بها وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك قد أثمرت إنجاز العديد من المشاريع المهيكلة بالجهة نذكر منها على الخصوص الطريق السيار الرابط بين وجدة وفاس، والطريق الساحلية المتوسطية، وإقامة خط سككي يربط الناضور بتاوريرت، كما أن مشاريع هامة توجد قيد الإنجاز منها الطريق السريع سلوان – أحفير، بناء محطة القطار الجديدة بمدينة وجدة، توسعة مطار الناضور العروي، إضافة إلى مواصلة فك العزلة عن العالم القروي وتحديث وصيانة الطرق المصنفة بالجهة ومعالجة النقط السوداء تحقيقا للسلامة الطرقية.
ولا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أشكر السيد الوزير وأن أنوه بأطر الوزارة وبكفاءتهم العالية وأن أشكر جميع الشركاء والفاعلين على مجهوداتهم ومساندتهم لهذه الجهة، وهي مناسبة كذلك لنلتمس من الجميع المزيد من الدعم لمشاريع الجهة في إطار شراكات بين الدولة والجهة ترمي بالخصوص إلى خلق طرق جديدة بالمناطق الحدودية والعالم القروي وتوسعة وتقوية الطرق وإحداث طرق مدارية وطرق سريعة على غرار الاتفاقية المتعلقة بمشاريع البنية التحتية الطرقية بعمالة وجدة أنكاد والتي تندرج في إطار مخطط وجدة الكبرى 2015-2020، كما نتمنى أن تشمل هذه الاتفاقيات جميع أقاليم الجهة.
حضرات السيدات والسادة:
إن العناية السامية لصاحب الجلالة نصره الله وأيده لهذه الربوع جعلها تستقطب مشاريع ذات إشعاع وطني ودولي كما هو الحال بالنسبة لمشروع ميناء الناضور غرب المتوسط، والذي سيشكل لا محالة قاطرة للتنمية بالنسبة للجهة ككل ستعزز حضورها وتموقعها في النسيج الاقتصادي الوطني، غير أن ذلك يبقى رهينا بإسراع ربط الميناء بالشبكة الطرقية الوطنية وبالخط السككي وكذا بإنجاز الطريق السيار الناضور كرسيف والطريق السيار المغاربي، وتأهيل البنيات الطرقية في التجمعات السكنية الكبرى من خلال إنجاز الطرق المدارية وتقوية وصيانة الشبكة الطرقية بها والتسريع بإنجاز المشاريع المبرمجة بالجهة في إطار المخطط الوطني اللوجستيكي.
وفقنا الله لما فيه خير بلادنا تحت القيادة الرشيدة لمولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته./.