و.م.غ
جرى، اليوم الجمعة بوجدة، حفل توقيع اتفاقية شراكة بين الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة، والمجلس الجهوي لعدول استئنافية وجدة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، بشأن تأهيل الشباب للزواج.
وتهدف هذه الاتفاقية، التي وقعتها الرئيسة المنتدبة للجمعية، لطيفة الجامعي، ورئيس المجلس ادريس فارس، وممثل الصندوق الأممي بالمغرب لويس لورا، إلى تمتين التعاون بين الهيئات الثلاث لتطوير برامج التوعية والتكوين، ورفع جودة الخدمات الصحية المقدمة في إطار “برنامج تأهيل الشباب”، للحد من المخاطر المتعلقة بالصحة الإنجابية والجنسية التي يمكن أن تضر بالصحة وتؤدي إلى انهيار الأسرة.
وبموجب الاتفاقية، التي تمتد لثلاث سنوات قابلة للتجديد، تلتزم الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة، على الخصوص، بإعداد دليل حول “تأهيل الشباب للزواج”، وتعزيز قدرات العدول في مجال التربية الجنسية والانجابية الشاملة ووضع تجربتها في هذا الإطار في خدمة المجلس الجهوي لعدول استئنافية وجدة.
من جهته، يلتزم المجلس الجهوي لعدول استئنافية وجدة، بالأساس، بتعيين الأشخاص الذين سيتم تدريبهم لتعزيز قدراتهم في مجال التربية الجنسية والإنجابية الشاملة، وتحديد المستفيدين من الدورات التدريبية وتمكينهم من إيصال المعلومة من أجل التوعية والتحسيس في هذا المجال، فيما يلتزم صندوق الأمم المتحدة للسكان بتقديم الدعم اللوجستيكي والتقني، وكذا تعبئة الموارد المادية في إطار برنامج التعاون والشراكة المتاح.
وأبرزت السيدة الجامعي، في كلمة بالمناسبة، الأهمية التي يكتسيها موضوع تأهيل الشباب للزواج بالنظر لما تشكله الأسرة من نواة أساسية في الإطار الاجتماعي المغربي، وللحد من المخاطر المتعلقة بالصحة الإنجابية والجنسية التي يمكن أن تلحق ضررا بالصحة وتؤدي إلى انهيار الأسرة.
وأشارت إلى أن هذه الاتفاقية تروم تعزيز التعاون بين المؤسسات الثلاث سواء في المجال التوعوي، والتثقيفي، والتكويني، والاجتماعي، والصحي، لتحقيق التنمية البشرية الشاملة للارتقاء بالمكانة التي تحظى بها المرأة والشباب والأطفال بصفة عامة، وللحد من المخاطر المتعلقة بالصحة الإنجابية والجنسية للشابات والشباب المقبلين على الزواج بصفة خاصة.
وأضافت السيدة الجامعي، أنه بالنظر للدور المهم الذي تلعبه هيئة العدول في تأطير الأزواج وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم، تأتي أهمية هذه الشراكة التي تلتزم فيها الجمعية بوضع تجربتها التي راكمتها لأزيد من خمسين سنة في مجالات الصحة الجنسية والإنجابية والتربية الجنسية الشاملة، رهن إشارة المجلس الجهوي لعدول استئنافية وجدة، وذلك لتمكينهم من مجموعة من الآليات سواء المتعلقة بإذكاء الوعي والرفع من القدرات، أو إيصال المعلومة الصحيحة والمفيدة للشباب المقبل على الزواج.
من جهته، أشار السيد فارس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن توقيع اتفاقية الشراكة هاته، يأتي بعد عقد لقاءات مع الجمعية بشأن التحسيس والتوعية حول مواضيع الصحة الإنجابية والقضايا الأخرى التي يجهلها المقبلون على الزواج، مؤكدا رغبة الهيئة الوطنية للعدول والمجلس الجهوي في الانفتاح، من خلال هذه الشراكة، على المجتمع المدني وتقديم خدمات لفائدته.
من جانبه، أكد ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان بالمغرب، أنه بالنظر للدور الذي يضطلع به العدول، تأتي هذه الاتفاقية لدعم جمعيات هذه الفئة وتوعيتها وكذا تكوينها في مواضيع هامة؛ مثل المساواة بين الجنسين، ومحاربة العنف المنزلي ضد المرأة والفتاة، والتوزيع العادل للمهام داخل الأسرة، والاحترام المتبادل بين الزوجين.
بدوره، أكد منسق الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة، السيد عبد اللطيف معمري، أن هذه الاتفاقية تأتي لتنزيل المخطط الاستراتيجي للجمعية في إطار تنويع شراكاتها الخاصة بتطوير الصحة الجنسية والإنجابية لفائدة الشباب على الخصوص.
وأضاف أن هذه الاتفاقية تأتي أيضا بعد مجموعة من الاجتماعات والحصص التحسيسية والتكوينية التي قامت بها الجمعية لفائدة عدول استئنافية وجدة فيما يخص الصحة الجنسية والانجابية، مبرزا أن هذه الفئة جد مؤهلة لتلعب دور محوري في تأهيل الشباب للزواج خاصة فيما يتعلق بالصحة الجنسية والانجابية، بما في ذلك الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا والعنف القائم على النوع.
وقد تميز هذا الحفل أيضا، بتوزيع شواهد تقديرية على عدد من عدول استئنافية وجدة المشاركين في الورشات التحسيسية والتكوينية، التي نظمتها الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة، في مجال الصحة الجنسية والانجابية.
وتعتبر الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة، التي تحظى بالرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا مريم والرئاسة الفعلية للسيدة زهرة مزيان، منظمة غير حكومية ذات أهداف غير ربحية، تأسست سنة 1971 من طرف أعضاء متطوعين ومعترف لها بذات المنفعة العامة منذ سنة 1972.
كما تعتبر رائدة في مجال الحقوق المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية وتعمل على تعزيز هاته الحقوق وتيسير الولوج إلى خدمات ذات جودة عالية لفائدة شرائح المجتمع خصوصا للطبقات الهشة.
وتعد الجمعية أيضا عضوا فاعلا في الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة وشريكا أساسيا لصندوق الأمم المتحدة للسكان الذي يدعم جهود الجمعية في الترافع القائم على الأدلة من أجل وصول المراهقين والشباب إلى المعلومات والخدمات التي ترتكز على التربية الجنسية الشاملة، وإنتاج المعرفة من أجل اتخاذ قرارات أفضل، والترافع وتطوير مهارات الفاعلين الرئيسيين من أجل تحسين جودة الخدمات المتاحة.