شهادة الشيخ المحدث عبد العزيز بن الصديق في حق شيخ الطريقة القادرية البودشيشية

3 أكتوبر 2020آخر تحديث :
شهادة الشيخ المحدث عبد العزيز بن الصديق في حق شيخ الطريقة القادرية البودشيشية

اعداد:حساين محمد
تميزت النسخة الثانية والعشرين من سلسلة ليالي الوصال الإفتراضية، التي نظمتها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بشراكة مع مؤسسة الجمال، السبت 26 شتنبر 2020، بعرض الكلمة الشهادة التي ألقاها الشيخ المحدث الدكتور عبد العزيز بن الصديق رحمه الله، أثناء مشاركته في احتفالات الطريقة القادرية البودشيشية بالمولد النبوي الشريف سنة 1417ه 1996م، بحضور شيخ الطريقة، آنذاك سيدي حمزة بن العباس قدس الله سره.


إستهل العلامة بن الصديق رحمه الله، كلمته بالتعبير عن مشاعر الحبور والرضى التي شعر بها، بفعل ما وجده في مقر الزاوية القادرية البودشيشية بمداغ، حيث قال “لقد كانت زيارتي إلى هذا المكان الطاهر المبارك ، أول مرة، وقد وجدت فيها ما اثلج قلبي وشرح صدري، وأعلى ذاكرتي في السمو الى الله سبحانه وتعالى والاتصال بأهل الله وإلى الاعتراف بأن فضل الله، سبحانه وتعالى لا يزال ناشرا جناحيه على هذه الأمة، المحمدية المباركة، رغم ما ظهر من تيارات ضالة ورغم ما ظهر من أعداء يكيدون للإسلام كيدا، ورغم ما ظهر من أعمال تخالف الشريعة المحمدية، ويريد أصحابها ان يقضوا على ديننا الحنيف في بلادنا، رغم كل هذا قيض الله لهذا الدين ولهذه الشريعة المباركة، ولهذا الإسلام الخالد، الذي لم يرتض الله دينا غيره، قيض له رجال و هؤلاء الرجال هم شيوخ الطريق، الذين كرسوا حياتهم وفنوا أعمارهم، في الدعوة إلى الله، وفي إعلاء كلمة الله، وفي تبليغ شريعة الله الى الصغير والكبير والى الشيخ والعجوز، لقد كان من بين هؤلاء الإمام الجليل الشيخ حمزة، الذي رأيت منه الفناء في الله تبارك وتعالى، ورأيت منه التضحية في سبيل الله، ورأيت منه نكران الذات، ورأيت منه ما يذكر بالشيوخ السابقين، بالشيوخ العارفين، بالشيوخ الذين ضحوا بجاههم ومالهم وذاتهم في سبيل التعريف بدين الله سبحانه وتعالى.

وأضاف الشيخ المحدث “لقد لامست هذا في هذا المكان، وإن كنت قد لامسته قبل هذا منذ شهرين، لما زارنا الشيخ المبارك في زاويتنا بطنجة، لكن الان لقد لامست هذا وتحققته، وعرفته وصرت من الداعين ومن القائلين: من أراد الهداية ومن أراد الوصول ومن أراد طهارة نفسه،… فليلزم الشيخ في طريقته، ويلزم الشيخ في صحبته، ويخلص في معاملته، فانه الرجل الذي الان امامنا الوحيد الذي يدعو الى الله على بصيرة”.

وسلط الضوء على أهمية التربية الروحية التي يلقنها الشيخ سيدي حمزة القادري بودشيش قدس الله سره لمريديه ، خصوصا في هذا العصر الذي يتسم بكثرة اللهو واللعب وقال :”ومن فضيلة هذا الإمام وهذا الرجل، ومن فضله أنه في هذا الوقت الذي نرى المجامع تجمع والمؤتمرات تعقد للهو واللعب، وللخرافات وللالاعيب، نراه جازاه الله خيرا يجمع قلوب الصغير والكبير ، قلوب الشبان والشابات على ذكر الله وعلى لا إله الا الله ، ويلقنهم الفناء في الله، ويذكرهم بحكايات الصالحين التي تلين القلوب، وتحيي النفوس”.

وأبرز في كلمته دور التصوف الأساسي في تثبيت الايمان في القلوب، وفي الدعوة الى الله، على نور وعلى بصيرة وحكمة، كما قام بالتأصيل الشرعي للإحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، مستشهدا بقول الله تعالى “وذكرهم بأيام الله”، وقال: “إذا أمر الله أن تذكر الرسل امتها بأيام الله، تذكرهم بما يعطهم الله من رحمة وخير وبركة فأي فضل وأي خير وأي رحمة أفضل من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم”، وخلص إلى أنه يجب على كل مسلم وكل مؤمن، وكل صادق في دينه أن يحيي هذه الذكرى ليحيي الإيمان في قلبه، مستدلا بقوله تعالى: “قل فبفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا”، موضحا أن الله تعالى يأمرنا أن لا نفرح بدنيا ولا بجاه ولا بعلم ولكن نفرح بما اعطانا الله من رحمته وفضله، وأي فضل وأي رحمة أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لهذا يجب على كل بيت وعلى كل رجل وكل صغير وكل كبير أن يحيي ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يلتفت الى قول قائل والى مدع والى جاهل”.

وأوضح أن الإحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوجب الواجبات في هذا الوقت، لأنه هو الذي يذكرنا بموقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفاحه ونضاله وجهاده، مذكرا بما قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من تضحيات في سبيل دين الله.

وختم شهادته بالتنويه بالمجهودات التي يبذلها الشيخ سيدي حمزة بن العباس القادري قدس سره، في تربية مريديه على التعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم والإحتفال بمولده الشريف، وقال أن “الشيخ حمزة مازال ولا يزال يبث ويعلم ويلقن لا اله الا الله محمد رسول الله بشروطها الكاملة وينير القلوب فجازاه الله عنا خيرا”.

الاخبار العاجلة