اعداد:حساين محمد
في كلمته ضمن الليلة الافتراضية العاشرة التي تم تنظيمها السبت 4 يوليو 2020، من طرف مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية بشراكة مع مؤسسة الملتقى ومؤسسة الجمال، وتمحورت حول “التربية الصوفية وثمارها”، بين الدكتور منير القادري بودشيش، مدير مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، أننا في عالمنا المعاصر، المتسم بالتقلبات الجذرية التي قلبت أساليب الحياة، نحتاج إلى تربية صوفية إحسانية أخلاقية، تروم صناعة رجال يتحقق فيهم البعد الأخلاقي في سلوكهم.
وأضاف أن التربية الصوفية تحرر القلب من عبودية الأسباب، و تنمّي فيه قيم الخير والمحبة، وأنها تكسبه مناعة في مواجهة مشاعر الكراهية والعنصرية والاستكبار، واحترام حقوق الإنسان و الحيوان والطبيعة.
وأبرز أن التربية الصوفية تعمل على إعادة تشكيل الشخصية الإنسانية على أساس عرفاني رباني، من خلال اهتمامها بأمرين أولهما تزكية النفس بالتدرج، وثانيهما التوجه بالوصول إلى معرفة المعبود.
وأضاف بأن الصحبة تحرر قلب المريد من التعلق بالمظاهر الخارجية، وتكسبه شعوراً بالتحرر الداخلي والقوة الذاتية ، ويكون عمله لله تعالى، حيث يستوي لديه المدح والذم، ولا يحقد على عدو ولا يظلم ولا يساوم على حق يؤمن به.
وذكر بأن التصوف المغربي أسهم بصورة جد فعالة ، في تشكيل الوجدان الديني المغربي، والسلوك الاجتماعي الوطني ،مما جعل منه خطابا معتدلا جامعا بين الشريعة و الحقيقة، وهو ما يتجلى في نهج المغاربة للوسطية في كل اختياراتهم الدينية و المذهبية و الحضارية.
وفي معرض جوابه عن أحد الأسئلة المطروحة ضمن الفقرة التفاعلية مع المتابعين لليلة الافتراضية العاشرة، أكد أن الطريقة القادرية البودشيشية ليست تنظيما سياسيا ولا نخبويا، وأنها لا ترتبط بأي مكون تنظيمي بالمعنى الوظيفي والجوهري، وأنه لا يشكل جزءا من حقيقتها وجوهرها.
وأوضح أيضا أن الطريقة لا ترتبط بأي تنظيم فكري ولا دعوي، يسهر على تسييرها سواء من الداخل أو الخارج، وأضاف أنها كجميع الطرق الصوفية الأصيلة، وبحكم مرجعيتها الصوفية، فهي تنبني في جوهرها على علاقة الشيخ بالمريد، هذه العلاقة التي تعتبر الأساس التربوي والتسييري للطريقة.
وبين أنه لافرق في الطريقة بين مثقف وغير مثقف، وأنه لامجال داخلها للمفاضلة على أساس ثقافي أو مكانة اجتماعية.