محمد سعيد أرباط: “السوق دبرا” أو السوق الكبير لطنجة، كان في فتراته الماضية هو الموضع الاكثر شهرة بطنجة، وهو المكان الذي يستقطب المبدعين من مختلف المشارب، ويكاد يحضر كمكان بارز في كل الاعمال التي تناولت طنجة سواء في الكتابة أو الرسم أو حتى فن التصوير الفوتوغرافي.
وفي مجال الرسم، فإن هذا المكان يحضر في العشرات من اللوحات التشكيلية التي رسمها رسامون عالمية كبار زاروا طنجة في مختلف الفترات التاريخية، خاصة منذ العقود الاولى من القرن التاسع عشر، أي مع بداية تسرب الاوروبين إلى المغرب.
ومن بين اللوحات الشهيرة والجميلة لهذا السوق الفريد، ندرج هنا لوحة الرسام الويلزي كريستوفر ويليامز الذي رسمها في زيارة له إلى طنجة قادما من رحلة طويلة زار فيها عددا من البلدان في العقد الثاني من القرن العشرين، وتحمل عنوان “السوق الكبير، طنجة”.
وتجسد اللوحة يوم السوق، باختلاط الباعة والمشترين بجوار المحلات التجارية، وحضور البنايات المحيطة بفضاء السوق، وباب الفحص والنبات والاشجار، والتجمعات البشرية. وهو تجسيد دقيق لهذا الموضع مع بداية فرض النظام الدولي على المدينة.
ويبدو أن اندماج هذه المشاهد كلها في بعضها البعض على شكل فسيفساء طبيعية زاخرة بالألوان هو ما اعطى للرسام الويلزي انطباعا باقتران مشهد السوق بالاحتفال، وحاول تجسيد هذا الامر في لوحته التي تبرز فيها الالوان على نحو احتفالي، منح للوحة جمالية بادية.
وتوجد هذه اللوحة في متحف ومعرض مدينة برادفورد بانجلترا، حيث توجد أغلب لوحات هذا الفنان كريستوفر دافييد ويليامز الذي ولد في مدينة مايستغ ببلد ويلز، في 7 يناير من سنة 1873، وتوفي بالعاصمة الانجليزية لندن في 19 يوليوز 1934.