محمد منفلوطي_هــــــــــــبة بريس
هنا بمسجد مجمع الخير بمدينة سطات بالرغم من ضيق مساحته، إلا ان ساحتة المترامية الأطراف وسط غياب للبنية التحتية وانتشار للحفر بمختلف شوارعه وأزقته، تفي بالغرض، وتأوي المئات من المصلين من شيوخ ورجال ونساء وأطفال، الذين يشدون الرحال لأداء صلاة العشاء والتراويح، مهروين لأخذ أماكنهم ضمن الصفوف الأولى، لاستماع إلى تلاوة مباركة من الذكر الحكيم بصوت الشاب”كريم صابر” ذو الرابعة والعشرين، حيث يستقطب هذا الشاب المئات من المصلين يوميا، بالمسجد المذكور، في الوقت الذي ينتظر فيه أن يضاعف العدد في ليلة القدر، مما يجعل العديد من شباب الحي ورجالاته يقومون بالسهر على تنظيم هذا الحفل الديني.
الشاب المقرئ الذي يعتبر من الجيل الجديد من الأئمة الشباب، الذين تجذب طريقة قراءتهم وتجويدهم للقرآن، والدعاء، المئات من المصلين بمدينة سطات، يجمع هذا الشاب بين الحفظ، والعلم، والإتقان في الأداء والصوت الجميل ومتابعة دراسته بالتعليم الأصيل حيث لم تمنعه الإمامة من اجتياز امتحانات الباكالوريا لهذه السنة.
صوته وتقليده للعديد من القراء البارزين، يحركان خوالج المصلين، ويزيدان من درجات الخشوع والتدبر أثناء صلاة القيام، ويجعل حشود المصلين ينخرطون في حالة بكاء.
ويعد المقرئ الشاب”كريم صابر” الأكثر شهرة بالمدينة، وهو يتحدر من أسرة ميسورة الحال بجماعة اولاد افريحة دائرة البروج إقليم سطات، تتكون من الأب والأم وأربعة إخوة، كما يعتبر هو المعيل الرئيسي لهم، وفي حديثه معنا، أبدى رغبة ملحة في السفر خارج الوطن ضمن البعثة التابعة لوزراة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تنظمها كل سنة من أجل تأمين عملية التأطير الديني للجالية المغربية، خلال شهر رمضان.
هذا وقد تلقى القرآن على يد العديد من الشيوخ بالمنطقة، حيث حفظ القرآن وختمه وهو في سن الزهور، ويعد هذا الشاب من القراء البارزين بالمدينة، حيث مارس الإمامة في مساجد قروية عدة بنواحي كيسر، إلى أن تم اكتشافه من طرف المسؤولين بالمندوبية الجهوية للأوقاف بسطات.
هذا ويحرك ترتيله الجيد للقرآن شجون المصلين ويجعلهم ينخرطون في حالة بكاء، كما هو حال الحاج بوشعيب ماوي- موظف متقاعد في التعليم- الذي قال: ” أنا يوميا أصلي التراويح بهذا المسجد لأستمع إلى ترثيل هذا المقرئ الشاب، لأنه يدفعني إلى الخضوع والخشوع أكثر، مضيفا أنه يشعر بأجواء روحانية لا يمكن وصفها، وعلى من يريد اكتشافها أن يعيش هذه اللحظات عن قرب…..
كما قال الحاج مصطفى شنوان وهو من ساكنة حي مجمع الخير: ” إن حسن القراءة لذا هذا الشاب يساعدني كثيرا على الخشوع، وهذا ما يجعلني أتكبد عناء الانتقال إلى هذا المسجد المبارك، رغم الاكتضاض الشديد الذي يشهده يوميا، وذلك من أجل الاستمتاع بصوت هذا الشاب المقرئ الله يحفظه ويرعاه، نفس الحال جاء على لسان الشاب “حسن بنزعرية” مسؤول عن شركة لكراء السيارات، الذي أضاف أن الصوت الرباني لهذا المقرئ الشاب هو نموذج من نماذج القراء البارزين الذين يطلبون رعاية خاصة لشق طريقهم نحو الأفضل.
“هبة بريس” حاولت ربط الاتصال بهذا الشاب المتميز وكان لها لقاء خاص معه حاولنا من خلاله التحدث إليه.
تفاصيل هذا اللقاء ضمن الفيديو التالي الذي يتضمن قراءات رائعة لهذا الشاب ونبذة عن حياته: