إعداد: إدريس هاشمي علوي و,م,ع
بجاذبيتها السياحية الأخاذة، تواصل مدينة السعيدية تموقعها الرائد كوجهة سياحية مرجعية على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، قوامها بنيات فندقية فاخرة ومناخ معتدل ومناظر طبيعية خلابة وموروث تاريخي غني، فضلا عن الرمال الذهبية الناعمة الممتدة على طول شاطئها الجميل.
وباتت السعيدية، التي يفضي إليها مطاران دوليان هما وجدة – أنجاد والناظور – العروي، أكثر جمالا وتألقا بفضل المحطة السياحية المتوسطية التي أنجزت في إطار المخطط السياحي “أزور”. كما أن ميناءها الترفيهي حاز شارة اللواء الأزرق للمرة الثالثة على التوالي.
وتوفر الجوهرة الزرقاء، التي توجد في موقع مثالي على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، مجموعة من الخدمات عالية المستوى، من ضمنها المدينة المائية (أكوابارك) وفضاءات الترفيه والتسلية، فضلا عن المنشآت الموجهة للأنشطة الرياضية، بما فيها الرياضات الهادئة أو تلك التي تنحو إلى الإثارة والتشويق، من قبيل ملاعب الغولف من 18 حفرة “بحيرات السعيدية” و”تلال” وملاعب التنس ونوادي اللياقة البدنية، علاوة على ممارسة رياضات الفلايبورد والكاياك والإبحار الشراعي والغوص تحت الماء.
ولئن كانت متعة الأنشطة ذات الصلة بالشاطئ عصية على المقاومة في هذه الأجواء الصيفية الرائعة، فإن للمصطافين ملاذا سياحيا آخر لا يقل جمالا في وسط المدينة حيث تنتصب قصبة السعيدية، الفضاء التاريخي الذي شيده السلطان الحسن الأول في العام 1883، قبل ارتياد الأسواق المحلية حيث تعرض منتوجات الصناعة التقليدية بما فيها زرابي الصوف الخاصة بهذه المنطقة واللباس التقليدي وأدوات التزيين والديكور المصنوعة بلمسة محلية مبدعة.
ولمواكبة هذه الحركية السياحية اللافتة، يتيح العرض المتوفر مجموعة متكاملة من فضاءات الإقامة تلبي كافة الأذواق وتلائم كل الميزانيات في هذه المدينة التي يمكن للزائر فيها أن يمضي إقامته السياحية في مؤسسات فندقية مصنفة خمسة نجوم كما في فضاءات أخرى توفر خدمات بميزانيات أقل.
شاطئ السعيدية.. فضاء مفتوح على أنواع سياحية أخرى
في جوار هذه المدينة الساحرة مؤهلات لا تخطئها عين السائح فيندفع نحو استكشافها باحثا عن الممتع والمثير في آن: وادي زكزل ومغارة الجمل ومغارة الحمام والبلدة الخلابة تافوغالت بروعة الطبيعة الأخاذة التي تحيط بها.
وفي هذا السياق، يؤكد رئيس المجلس الجهوي للسياحة بجهة الشرق يوسف الزاكي أن “وجهة السعيدية تقترح عرضا متكاملا حيث جمال الشواطئ وروعة الجبال وغنى التاريخ وبراعة الصناع التقليديين والقرب من السوق الأوروبية”
مغارة الجمل المتواجدة بوادي زكزل
وقال، في هذا الصدد، إنه “في سياق استراتيجيتنا للترويج والتسويق السياحي، بشراكة على الخصوص مع المجلس الإقليمي للسياحة ببركان، عمدنا إلى إبرام اتفاقية شراكة ترمي إلى تطوير المدارات السياحية بالجهة”، لافتا إلى أن هذه الشراكة مكنت من إنجاز مدار سياحي على ثمانية كيلومترات يمر عبر جبال بني يزناسن، الغنية بمؤهلاتها الطبيعية، وصولا إلى مغارة الجمل التي تعد موقعا متميزا لعشاق رياضة الاستغوار.
وتابع أن المناطق الخلفية لمدينة السعيدية تشمل كافة الأقاليم بالجهة الشرقية الزاخرة بإمكانيات ومؤهلات ثقافية وإيكولوجية متنوعة كفيلة بأن تواكب الإقلاع السياحي لهذه المدينة الساحلية.
جهود متواصلة لاستدامة الموسم السياحي
يدرك المسؤولون المحليون ومهنيو القطاع التحديات التي تطرحها موسمية النشاط السياحي بالسعيدية يحذوهم في ذلك يقين راسخ بأهمية وتميز المؤهلات السياحية للجوهرة الزرقاء.
ويؤكد الزاكي أن العديد من المبادرات جرى إطلاقها بغية تنشيط المحطة قبل موسم الصيف وبعده، وذلك بشراكة مع مختلف الشركاء المؤسساتيين، موضحا أن السياحة الرياضية والنهوض بالأنشطة الثقافية وتنظيم اللقاءات والمنتديات الوطنية والدولية تعد جزء من هذه الاستراتيجية.
وأفاد، في هذا الصدد، بأن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بصدد استكمال بناء مركب رياضي من الطراز الرفيع مخصص لتربصات مختلف الأندية والوفود الرياضية الوطنية والدولية، ما سيحقق تأثيرا إيجابيا على الوحدات الفندقية بالمنطقة.
كما يمكن الغولف، النشاط الرياضي الذي يمارس في الفترة الشتوية كما في موسم الصيف، من رفع معدل ملء الفنادق بالمحطة السياحية. وهو ما يسري كذلك على التظاهرات الثقافية المنظمة على مدى العام وأنشطة الاستغوار، المنتوج الجدير بالترويج السياحي في الجهة.
البيئة في صلب السياسات التنموية
واستنادا إلى الوعي بالرهان البيئي ودوره في تحقيق متطلبات التنمية المستدامة، تعمل شركة تنمية السعيدية، المكلفة بتنمية وتثمين المحطة السياحية، على الحفاظ على المنظومة الإيكولوجية المجاورة بما ينهض بالسياحة البيئية بوصفها عاملا أساسيا في التنمية المستدامة.
وحدة فندقية بمدينة السعيدية
ويؤكد المدير المكلف بالتنمية المستدامة بالشركة منير الفارسي أن “البعد البيئي، الذي يوجد على الدوام في صلب مبادراتنا، يهم محاور متعلقة بالتهيئة والبناء والاستغلال، علاوة على الجوانب المتصلة بالحفاظ على الشاطئ وتثبيت الرمال بغية الحد من تأثيرات الاحتباس الحراري وارتفاع منسوب المياه”.
وأوضح، في هذا الصدد، أن شركة تنمية السعيدية لا تدخر جهدا، بشراكة على الخصوص مع الجمعيات المحلية الفاعلة في مجال حماية البيئة، من أجل ضمان استدامة الأنواع المستوطنة لهذه الربوع، مبرزا المساعي الرامية إلى المحافظة على المنظومة البيئية في المحطة السياحية كما في الموقع ذي الأهمية البيولوجية والإيكولوجية لمصب ملوية.
وقال “عملنا كذلك على الحصول على شارة “اللواء الأزرق” لمارينا وإنجاز ملعب آخر للغولف قليل الاستهلاك للماء، ما يدل على الجودة البيئية العالية لتهيئة الموقع كله”.
وتستفيد المحطة السياحية للسعيدية، التي تقع على بعد 14 كلم فقط من مصب ملوية المدرج ضمن قائمة رامسار، من هذا القرب الجغرافي لتطوير العديد من الأنشطة المرتبطة بالسياحة الإيكولوجية من قبيل مراقبة الطيور ورياضة المشي وركوب الخيل والطيران الشراعي.