من هنا تأتي أهمية الاحتفال يوم 26 يونيو من كل سنة، باليوم العالمي لمكافحة والاتجار غير المشروع بالمخدرات، حيث يجسد هذا الاحتفال الرمزي مناسبة لإعادة النظر في السياسات الوطنية والدولية لمحاربة هذه الآفة. فأكثر من 205 ملايين شخص في العالم يستهلكون المنشطات الأمفيتامينية والكوكايين والحشيش، والمهلوسات والأفيون، في حين أن 25 مليون، مدمنون على تناول المخدرات، لا سيما الشباب الذين يتعاطون للمخدرات مرتين أكثر من باقي عموم الساكنة.
ويبقى القنب الهندي الذي يزرع في كل مكان تقريبا في العالم، المخدر المفضل في جميع أنحاء العالم. فما بين 130 و190 مليون شخص، يدخنون هذا المخدر مرة واحدة على الأقل في السنة.
وإذا ما استمر انتعاش سوق المواد المخدرة من الأفيون والكوكايين، فإن استهلاك المخدرات الاصطناعية، سينتشر هو الآخر وعلى نطاق واسع.
فالعدد الإجمالي للأشخاص الذين يتعاطون مواد منشطة من صنف الأمفيتامين، يقدر بما بين 30 وحوالي 40 مليون شخص- وقد يتجاوز هذا الرقم عدد مستهلكي الأفيون والكوكايين مجتمعين. هذه الأرقام تتحدث عن خطر محدق منبثق من هذه الآفة وانتشارها المستشري على نطاق واسع. وفي المغرب فإن مكافحة تهريب المخدرات، هو التزام “ثابت” و”راسخ” للسلطات.
ووفقا لالتزاماته الدولية في هذا المجال، جدد المغرب التأكيد على التزامه القوي بأهداف ومبادئ الإعلان السياسي وخطة العمل بشأن التعاون الدولي، التي تشكل استراتيجية متكاملة ومتوازنة ضد المشكل العالمي للمخدرات والمعتمدة عام 2009، في إطار مبدأ المسؤولية الجماعية والمشتركة وذلك في تقرير وجهه في شتنبر الماضي خلال الاجتماع 24 لرؤساء الإدارات المسؤولة على المستوى الوطني في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات في أفريقيا، الذي عقد في أديس أبابا.
فالمغرب، الذي يعتبر مكافحة آفة المخدرات “أولوية وطنية” هو جزء من منظومة أمنية وصحية وسوسيو- اقتصادية، ما فتئ يعبر عن استعداده والتزامه “الثابت” من أجل تعاون كامل مع جميع الشركاء المعنيين، بهدف مواجهة المشكل العالمي للمخدرات الذي لا يزال يمثل “تحديا مشتركا”.
ومن خلال استعراض الجهود التي بذلها المغرب من اجل تعزيز القضاء على الاتجار في المخدرات، أبرز التقرير سالف الذكر أن السلطات المغربية ضاعفت من حملات المراقبة على مستوى الحدود، والسواحل ونقط المرور من خلال وضع آليات بشرية ومادية ملائمة، والتي مكنت من تفكيك العديد من المنظمات الإجرامية ذات النشاط الدولي، وحجز كميات مهمة من المخدرات.
وخلال النصف الأول من سنة 2014، يضيف التقرير، بلغت كميات المخدرات المحجوزة 94 طنا من الشيرا و221 كلغ من الكوكايين و142,415 من اقراص الهلوسة، معتبرا أن سنة 2014 تميزت ببروز خط جديد للتهريب الدولي للكوكايين انطلاقا من البرازيل نحو رحلات تجارية.
وحسب ذات المصدر، فقد اتخذت السلطات المغربية عدة تدابير من أجل الحد من تنامي نشاط هذا الخط، وهو ما مكن من توقيف 66 شخصا يحملون جنسيات مختلفة. ويحرص المغرب الذي يعتبر، أنه لا يمكن السيطرة على الاتجاهات الجديدة للتهريب الدولي للمخدرات، إلا عبر عمليات منسقة مع الدول المعنية، وذلك في إطار تعاون على كافة المستويات (الجهوي والاقليمي والدولي)، على الدوام على تقوية التعاون في مجال تبادل المعلومات العملياتية حول شبكات تهريب المخدرات وكذا التجارب مع العديد من الدول الشريكة.