منحت وكالة ستاندرد أند بورز الأمريكية للتصنيف الائتماني كلا من المغرب وجنوب إفريقيا نفس الدرجة الاستثمارية (BBB-)، وهي أقل درجة يمكن الحصول عليها حتى يمكن القول إن الوضع الاقتصادي في البلد مستقر.
وقامت وكالة التصنيف الائتماني الأشهر في العالم بمقارنة بين اقتصاد المغرب واقتصاد جنوب إفريقيا، لتوضح أن هذا الأخير يتفوق على الاقتصاد المغرب في ثلاث نقاط أولها أن جنوب إفريقيا تتوفر على نظام أقوى من النظام المالي المغربي، ما دفع الوكالة إلى منح العملة المحلية لجنوب إفريقيا تصنيف (BBB+)، لتتفوق بذلك على المغرب الذي حصل في هذا المجال على تصنيف (BBB-)، وبررت الوكالة هذا التفوق بكون النظام المالي الجنوب الإفريقية يتوفر على مرونة مالية أكثر من المغرب.
وتفوقت جنوب إفريقيا على المغرب أيضا في حصة الفرد من الناتج الداخلي الخام، حيث يتضح الفرق الشاسع بين الناتج الداخلي الخام لجنوب إفريقيا وذلك المسجل في المغرب، وتظهر أرقام الوكالة أن الناتج الداخلي الخام لجنوب إفريقيا يعادل ضعف ناتج المغرب الداخلي، وأكدت الوكالة الأمريكية التي يعتبر تصنيفها من المحددات الرئيسية المعتمدة من طرف كبريات الشركات الراغبة في الاستثمار بالخارج، أن جنوب إفريقيا تتوفر على مناخ أعمال أفضل من المغرب وذلك رغم التقدم الذي حققه المغرب في مؤشر مناخ الأعمال خلال السنة الماضية.
وتظهر معالم تفوق المغرب على جنوب إفريقيا في ثلاث نقاط رئيسية، أولها أن المغرب يتوفر على مجتمع أكثر استقرارا وأمنا والأهم أنه يسجل نسبة فوارق اجتماعية أقل من تلك التي يعرفها المجتمع الجنوب إفريقي الذي مازال يعاني من مشكل العنصرية ضد المواطنين السود.
المغرب “يحارب الفقر بشكل أفضل” من جنوب إفريقيا حسب حكم خبراء وكالة التصنيف الأمريكية، التي أكدت أن مستوى الفقر في جنوب إفريقيا هو أشد وطأة ويقف وراء ارتفاع نسبة الجريمة والاحتقانات السياسية.
المقارنة بين اقتصاد جنوب إفريقيا والمغرب “ممكنة” من وجهة نظر عبد الخالق التهامي أستاذ الحكامة الاقتصادية بالمعهد الوطني للإقتصاد والإحصاء التطبيقي، الذي أكد أنه لا وجود لتفوق “مطلق” لجنوب إفريقيا على المغرب لكن هناك “تقدم” لجنوب إفريقيا على المغرب في بعض المجالات الحيوية وعلى رأسها البنية التحتية “فجنوب إفريقيا تعتبر من الدول المتقدمة في هذا المجال” يؤكد الخبير الاقتصادي.
وزاد أستاذ الحكامة أن جنوب إفريقيا تتفوق على المغرب حتى في مجال الحكامة الاقتصادية، معبرا في الوقت ذاته عن رفضه فكرة تجاوز جنوب إفريقيا للمغرب في مناخ الأعمال، “لأن المغرب حقق نقلة نوعية في مؤشر مناخ الأعمال خلال السنة الماضية” يقول التهامي.
مجال آخر تعتبر فيه جنوب إفريقيا متقدمة على المغرب وهو جذب الاستثمارات الأجنبية، تقدم فسره التهامي بكون الشركات الأجنبية تتوجه نحو الدول التي تكون مربحة بالنسبة لها، “وجنوب إفريقيا هي قطب اقتصادي حيوي ولها نفوذ في كل الدول الإفريقية الناطقة باللغة الإنجليزية”، وبالتالي فالمستثمر الأجنبي يرى في جنوب إفريقيا نقطة عبور نحو الأسواق الإفريقية الناطقة بالإنجليزية وهي كثيرة كما أن المغرب يعتبر بوابة عبور نحو الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية.
وعن القطاعات الاقتصادية التي تعرف منافسة قوية بين المغرب جنوب إفريقيا فقد تحدث التهامي عن قطاع الاتصالات، والأبناك، والتأمين، إلا أنه أوضح أن هذه المنافسة تبقى جهوية “ولكل بلد مجاله الحيوي فالشركات المغربية تنشط في الدول الإفريقية الفرنكوفونية بينما نجد الشركات الجنوب إفريقية حاضرة في الدول الإفريقية الناطقة بالإنجليزية”.
وأقر الخبير الاقتصادي أن السبق في مجال الأبناك والاتصالات يبقى للشركات الجنوب إفريقية لأنها حاضرة في أسواق كبيرة وغنية، عكس المغرب الحاضر في دول فرنكوفونية تتوفر على عدد سكان قليل ولها إمكانيات مالية محدودة.
هسبريس – أيوب الريمي