جريدة “الشرق الأوسط” اللندنية: حديث عن محاولات تسييس احتجاجات جرادة:

13 مارس 2018آخر تحديث :
جريدة “الشرق الأوسط” اللندنية: حديث عن محاولات تسييس احتجاجات جرادة:


عادت أجواء التوتر لتخيم من جديد على مدينة جرادة الواقعة شرق المغرب، وذلك بعد دعوة نشطاء إلى إضراب عام أمس الاثنين احتجاجاً على اعتقال السلطات 3 من شباب الحراك الذي تشهده المنطقة منذ فترة. كما سُجّل خروج مسيرة حاشدة أول من أمس الأحد قال منظموها إنهم كانوا يعتزمون التوجه بها، سيراً، نحو العاصمة الرباط، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، رغم أن النائب العام أكد في بيان أن اعتقال أحد النشطاء لا علاقة له بالأحداث التي تشهدها المدينة وإنما بحادث مرور.
وقال محمد القاسمي، أحد النشطاء في مدينة جرادة، لـ«الشرق الأوسط» إن «الإضراب العام كان ناجحاً، واستجاب له معظم أصحاب المحال التجارية»، مشيراً إلى أن إغلاق بعض التجار محالهم كان بالأساس بدافع الخوف من انفلات الأمور وتدهور الأوضاع بسبب تجدد الاحتجاجات. أما بخصوص المسيرة التي كان مقرراً لها التوجه نحو الرباط، فقال القاسمي إنها وصلت إلى حدود مدينة العيون الشرقية، ثم عاد المشاركون فيها إلى جرادة، موضحاً أنه حدث تغيّر في مجريات الأحداث في جرادة بعد تغيّر الوجوه التي قادت الحراك في البداية، والتي كانت قد عقدت لقاءات مع المسؤولين بعد زيارة وفد حكومي للمنطقة وإطلاق مشروعات اقتصادية تلبية لمطالب السكان. وتابع القاسمي أن نشطاء الحراك قرروا بعد تلك الزيارة إنشاء لجنة تتابع تنفيذ تلك المشروعات بموازاة مواصلة برنامج احتجاج «معقلن»، على حد وصفه. وأضاف القاسمي أنه لوحظ أن «جهات سياسية» تسعى إلى تأزيم الأوضاع وشحن شباب المدينة، واتهام النشطاء الذين قادوا الحراك منذ بدايته بالخيانة والإذعان للمسؤولين، و«قد نجحت في ذلك».
وعبّر الناشط المغربي عن تخوفه من أن تتخذ الاحتجاجات في جرادة المسار نفسه الذي اتخذته في مدينة الحسيمة، وحدوث مواجهات بين الأمن والمتظاهرين، ما أدى إلى اعتقال ومحاكمة العشرات، مشيراً إلى أن جهات سياسية بينها جماعة «العدل والإحسان» الإسلامية شبه المحظورة وحزب «النهج الديمقراطي» اليساري، وتيارات سياسية أخرى، تدفع في اتجاه «تسييس احتجاجات جرادة» رغم أن شباب الحراك الذين خرجوا قبل 3 أشهر «متشبثون بأن يبقى تحركهم في حدود ما هو اجتماعي واقتصادي، وألا تنفلت الأمور نحو الأسوأ». وأشار إلى صعوبة إقناع بعض الشباب بعدم الانسياق وراء «المحرضين» لأنه من السهل، من وجهة نظره، «شحن عدد من السكان وبيع الوهم لهم ودفعهم إلى التشكيك في المشروعات التي أطلقتها الحكومة، بسبب ضعف المستوى التعليمي» لدى بعض المشاركين في الاحتجاجات. وكانت وفاة عمّال يعملون في مناجم عشوائية لاستخراج الفحم الحجري، سببا مباشرا في اندلاع الاحتجاجات في جرادة الواقعة على بعد 60 كيلومترا من مدينة وجدة، كبرى مدن شرق المغرب، والتي كان يوجد بها منجم فحم كبير يشغّل آلاف العمّال، إلى أن اتخذ قرار بإغلاق شركة «مفاحم المغرب» عام 2001 من دون توفير بديل اقتصادي للمنطقة. وساهمت هذه الخطوة في تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في جرادة، في حين استمرت المعاناة الصحية للعمال الذين استمر عدد منهم في استخراج الفحم من مناجم مهجورة بطرق عشوائية أدت إلى وفاة عدد منهم خلال السنوات الماضية.
الشرق الاوسط

الاخبار العاجلة