يوم مبارك فضيل من شهر شعبان وطلائع شهر رمضان الكريم شهر القيام والصيام تلوح في الافق القريب،فبحمد الله وتوفيقه،وبعد ما كان عامل صاحب الجلالة الملك محمد السادس على اقليم بركان السيد عبد الحق حوضي،قد وضع الحجر الأساس لبنائه في دجنبر من سنة 2014،اليوم في هذه الجمعة المباركة 05 مايو 2017،أشرف على تدشين هذا المسجد الذي شيده الحاج يعقوبي بنوار أحد محسني اقليم بركان، واطلق عليه اسم: مسجد الصفا والمروة وما اروعه من اسم وما احبه من مكان الى القلوب والنفوس،فهما جبلان يقعان شرقي المسجد الحرام، ولصفا والمروة أهمية عظيمة في نفوس العرب ومكانة كبيرة في تاريخ المسلمين، بل وفي تاريخ البشرية كلها، فهما من الآثار العظيمة والمشاعر المقدسة، والذكريات التاريخية التي خلدها الإسلام في كتابه العزيز، وفرض على المسلمين السعي بينهما والوقوف عليهما .
بتجزئة المنظر الجميل سيدي سليمان شراعة بركان،يضيف الحاج يعقوبي بنوار هذه المئذنة وهو أحد المجاهدين الذين جعلوا خدمة بيوت الله هدفا أسمى في حياتهم، يضحون من أجلها بأوقاتهم وأموالهم وراحتهم، في وقت تسود فيه الأنانية ولا يفكر الكثيرون إلا في أنفسهم وأسرهم ومصالحهم الخاصة،حارصا كل الحرص على ان تكون بيوت الله في شكل لائق يضمن اقامة الشعائر الدينية في احسن الظروف،فهو من الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم: (أتقياء أخفياء إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا قلوبهم مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل قتنة ظلماء). وهذا النوع من الرجال هم أمل الأمة .
وتميز افتتاح المسجد بخطبة الجمعة التي تفضل بها العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة وعضو المجلس العلمي الأعلى،وعالم مغربي كبير,حيث أكد في مستهلها أهمية الذوق في الإسلام،وانّ الهدف الأول لهذه الذوقيّات والأدبيّات هو الحفاظ على ديمومة العلاقات الاجتماعيّة بشكلها الأمثل، فليس المهمّ هو تشكيل علاقات اجتماعيّة إنما المهمّ الحفاظ عليها بطريقة سليمة تنمّيها وترتقي بها،وان الذوقيات تعكس في حقيقة الأمر رقيّ ديننا وحرصه على الحفاظ على العلاقات الاجتماعية وهو جانب مهمّ في ديننا العظيم ووسيلة دعويّة قلّما ينتبه إليها المسلمون.
والله سبحانه عزوجل جعل لنا الأشهر الحرم والمباركة لنستزيد بها في أعمال الخير والتقرب إلى الله،ولشهر شعبان مكانة خاصة لما فيه من نفحات تأهلنا لستقبال الشهر المبارك شهر رمضان الكريم.
هي دعوات للخير ودعوات للبر والعمل الصالح المستجاب،ودعوات بالنصر والتأييد لأمير المؤمنين سبط النبي الأمين،ترفع بكافة بيوت الله حتى يحقق الله على يديه الكريمتين ما تصبوا اليه الامة من عزة ورفعة وسداد،فامارة المؤمنين هي قائدة كل اصلاح وهي الدعامة الاساسية للأمن الروحي للمواطن.
معلمة دينية تعد آية في الهندسة والعمارة الاسلامية المغربية، تشكل منارة مشعة للأمن الروحي والممارسة المثلى لشعائر الدين الاسلامي الحنيف،وتساهم في تحصين الهوية الدينية المغربية القائمة على المذهب المالكي والعقيدة الاشعرية،وتنضاف هذه المعلمة الدينية الى سلسلة المساجد التي تعلو صوامعها سماء اقليم بركان لتشكل جوهرة و لؤلؤة ترسع هذا العقد المتميز من بيوت الله.
وسنعود بالتفاصيل لهذا الحدث التاريخي
حساين محمد