حساين محمد
احتضنت جهة الشرق يوم الأربعاء 28 ماي 2025 حدثاً صناعياً ذا بُعد دولي، تمثّل في التدشين الرسمي لمصنع “إيولون” داخل المركب المينائي “الناظور ويست ميد”ما يعزّز تموقع المغرب في مجال الطاقات المتجددة. وقد حضر هذا الحدث عدد من الشخصيات البارزة، من بينها والي جهة الشرق، وسفير الصين بالمغرب، ومسؤولو شركة “إيولون تكنولوجي”، إلى جانب عمال إقليمي الناظور والدريوش والمدير العام للميناء الناظور ويست ميد، وكذا شخصيات مؤسسية ودبلوماسية واقتصادية وصناعية.
وفي كلمته أكد والي جهة الشرق، السيد الخطيب الهبيل، أهمية مشروع “إيولون” باعتباره تجسيداً لرؤية مستقبلية تقوم على الابتكار والتعاون الاقتصادي والتنمية المشتركة. كما نوّه بتعبئة مختلف الفاعلين لإنجاح هذا المشروع، مع التزام السلطات المحلية بدعم الاستثمارات الاستراتيجية. وفي ختام كلمته، شدّد على أن هذا المشروع يندرج في إطار الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تجعل من العدالة المجالية وجاذبية الأقاليم ركيزتين أساسيتين للتنمية. يشكّل مشروع “إيولون” بالناظور نقلة نوعية في التحول الصناعي والطاقي للمغرب، ويُجسّد شراكة مغربية-صينية متينة والتزام المملكة بتعزيز مكانتها في قطاع الطاقات النظيفة.
يقع المصنع في منطقة ناظور ويست ميد، باستثمار يفوق 2,2 مليار درهم وعلى مساحة 50 هكتاراً، وهو أول وحدة إنتاج للمجموعة خارج الصين وأحد أكبر مصانع ريش التوربينات الهوائية في إفريقيا بقدرة إنتاجية سنوية تصل إلى 600 موقع لتركيب توربينات الرياح موجهة نحو الأسواق الأوروبية، والأفريقية، وأسواق الشرق الأوسط. وإلى جانب الأثر الصناعي، يساهم المشروع اجتماعياً عبر خلق نحو 3,300 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، منهم أكثر من 600 شابة وشاب تم توظيفهم محليا في المرحلة الأولى من النشاط.
تعود هذه الدينامية الاستثمارية إلى جودة البنيات التحتية التي قامت السلطات العمومية بتوفيرها ضمن رؤية شاملة لتطوير المناطق الصناعية وتسهيل استقطاب المشاريع الكبرى. وفي هذا الإطار، لعب المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب دوراً أساسياً عبر إنجاز خط كهربائي عالي التوتر بقدرة 225 كيلوفولت ويمتد على 31 كيلومتراً لربط المحطة الكهربائية سلوان بموقع ناظور ويست ميد، ما يضمن تزويداً طاقياً موثوقاً ومستداماً للمصنع وشركائه.
استفاد مشروع “إيولون” من منظومة التحفيز التي يوفرها الميثاق الجديد للاستثمار، والذي اعتمده المغرب لتعزيز جاذبية الجهات وتوجيه الاستثمارات نحو مشاريع ذات قيمة مضافة عالية. وقد استفاد المشروع من “المنحة الترابية”، إلى جانب حزمة تدابير مواكبة شملت تسهيلات إدارية ودعماً جهوياً، أشرف مركز الاستثمار الجهوي لجهة الشرق على تنسيقها، بتعاون وثيق مع مختلف المتدخلين. كما ساهم مجلس جهة الشرق في تهيئة الظروف الملائمة لتوطين المشروع واندماجه في محيطه الاقتصادي.
ويُعد تدشين مصنع “إيولون” تجسيداً لطموح مشترك بين المغرب والصين لبناء اقتصاد مرن، تنافسي، وأخضر، ومرحلة جديدة من التعاون تقوم على الاستدامة والابتكار. كما يكرّس المشروع جهة الشرق كواجهة جديدة للسيادة الصناعية والطاقية، ويؤكد دور الأقاليم في تنزيل الرؤية الوطنية لتنمية منصفة ومستدامة.
الوالي خطيب الهبيل:مصنع “إيولون” ثمرة الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله
