المال الذي صرف في أعمال البر من بناء المؤسسات التعليمية وأهداءها إلى وزارة التربية الوطنية من أجل أن يدرس أبناء الفقراء وقد بنى المحسنون في وجدة أكثر من 16 مؤسسة،وبنى المحسنون القسم الأكبر من المستشفى الخاص بمرضى السرطان في طريق جرادة،وبنى المحسنون جزء مهما من جامعة وجدة والعديد من المدرجات في الجامعة فضلا عن قاعة نداء السلام بكلية الآداب،والمحسنون هم من ساهم في بناء مستشفى الفارابي بوجدة،والمحسنون هم من قاموا ببناء دار العجزة،والمحسنون هم من بنو العديد من المؤسسات الخيرية كالصم والمكتبة الناطقة،والآلاف من الطلبة الذين يحفظون القرآن الكريم على نفقة المحسنين والمحسنات،والمحسنون هم جددوا وبنو معهد البعث الإسلامي،وهم من ينفقون على الكراسي العلمية وتخصيص منح للمتفوقين دراسيا في مختلف الشعب،والمحسنون هم بنو مركز الدراسات وما أدراك ما مركز الدراسات وقيمة ما شارك به المحسنون تتجاوز 20 مليار،والعديد من المشاريع الخيرية والمساعدات المباشرة والعمليات الجراحية وشراء الآلات والمعدات الطبية وغيرها كثير وكثير،ولكن الناس لا يحسون بها لأنها مشاريع خيرية ليس لها صومعة تعرف بها،ولكن المسجد له صومعة وهو المصنع الذي صنع لنا الرجال الذي بنو كلية الهندسة والعديد من المؤسسات العلمية آخرها جامعة التعليم العتيق،ومن ناحية أخرى بناء المساجد يتطلب مالا وتقنية وصنعة وهندسة و…فالمسجد خلق في الجهة الشرقية الآلاف من مناصب الشغل للصناع المهرة وللعمال وللخزفيين وأصحاب الفنون الإسلامية التي تكاد تندثر في جهات من العالم الإسلامي..فالمسجد في وجدة أصبح من المفاخر العظيمة للعائلات الوجدية المتحضرة،وأصبح المسجد المؤسسة التي تصاحب الناس من المهد إلى اللحد،وهي مؤسسة تشغل الناس وتوفر للفقراء مناصب شغل وتستمر داخلها الخطط الشرعية من إمامة وخطابة وإدماج لمن يريدون أن يجددو حياتهم..وهذا كان ملاحظا في التجربة التي قام بها المحسنون في مدينة وجدة،كما تمت معاينة تغير مهم في سلوكات السجناء بعد بناء المسجد في السجن المحلي لوجدة (الأول من نوعه على الصعيد الوطني)،وفي بعض الأحياء الهامشية أينما وجد المسجد وجد الأمن وعمت الطمأنينة.وصاحب الفضل في هذه المشاريع بعد الله،جوهرة العلم ومُحفز أهل الخير للخير ومدبر صنائعهم الخيرية،العلامة الفاضل الدكتور مصطفى بنحمزة،وهو علم من الأعلام والفكر والتأصيل،رجل تعتز الأمة أن يكون فيها أمثاله،رجل غرس غرسة في هذه الربوع فنمت بفضل الله ومال المحسنين والمحسنات وجهود المخلصين والمخلصات،فأثمرت وأينعت فأخرجت لنا علماء وفقهاء وباحثين تستفيد منهم الأمة في الجامعات وبيوت الله داخل وخارج المملكة.رجل أجرى الله على يديه هذا الفتح العظيم الذي يفخر به المغاربة في بلادهم وأكثر في غربتهم،رجل مبارك ولسان العالم وعقل المفكر وتأصيل المأصل،مشهور بفضله وعطائه وسخائه وسماحته،هو مصدر ثقة أهل الاحسان (نخبة من خيرة رجال ونساء المال والأعمال والمقاولات المواطنة) وراعي إحسانهم في مختلف الميادين (الدينية والعلمية والفكرية والتربوية والرياضية والصحية والاجتماعية و..) في إطار تضامني إنساني بما يرضي الله والوطن والملك،فكانت مساهماتهم نقلة نوعية في العمل الخيري وقيمة مضافة في تنمية مدينة وجدة وشرق المملكة،عبر مشاريع لا علاقة لها بالسياسة أو الانتخابات فتحت آفاق جديدة لساكنة الاقليم والجهة وزوارها أو المهاجرين إليها من مختلف أجناس البشر،وأضحى العمل الخيري سمة من سمات المدينة وعنوانا مشرقا لها.والمتتبع لواقع الشخصية الإسلامية المفكرة،شخصية فضيلة العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة،يدرك بكثير من السهولة أن هاته الشخصية المتزنة/الوازنة،كانت،وما تزال،وستظل مستهدفة،وبسابق إصرار وترصد؛لأنها بكل بساطة،شخصية تقلق الباحثين عن الفرص الريعية…ممن يحلمون أن يروا المفكر الهادىء مصطفى بنحمزة مبعدا عن فضاءاتهم الريعية،وبعده يرسلون ـ بما يحلو لهم ـ شعاراتهم الاجتماعية التضليلية،يركبونها استهدافا للكسب غير المشروع،غير الأخلاقي،غير الإنساني،وغير الوطني…ومن ثمة الإثراء الهادىء الذي لا قناة تعكر صفوه عليهم.إنهم حفنات من”المتسخين” الذين يقرأون العلامة مصطفى بنحمزة هرما يعرقل فرص نهبهم،ومسالك تطاولهم على خيرات المدينة،وعبرها الإقليم،والجهة،ومنها الوطن ككل.
هؤلاء، منهم كذلك الموجسون خيفة،والمستشعرون اضطرابا واهتزازا من مرجعيته الدينية،وهي المرجعية التي ليست في العمق غير مرجعية للأمة المغربية مجتمعة…هي مصدر قلقهم،وتضايقهم،وأيضا ضعفهم،ومن ثمة يسعون إلى أن يغيب ساقي هذه المرجعية،فضيلة العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة،وهو مغرس فضل وإحسان ومنبت صلاح علاّمة وقته وصاحب التحقيق والتدقيق كثير التصانيف،ومقصود بالأخذ والرحلة إليه لطلب العلم ويعتبر من أعيان علماء الإسلام وذو مؤلفات مباركة،ودروسه نمط مختلف وهي عواصف من العلم والحِجاج،وهو بحّاثة دؤوبا صبورا جلدا على البحث والتنقيب،ومعروف عنه أنه كريم جواد ولا تسمع في مجلسه إلا فائدة علمية ونقاشا هادفا..وهو شافاه الله وعافاه نموذج للعالم التقي والفقيه الورع والأستاذ الألمعي.
إعداد : عبد الرحيم باريج