حساين محمد
تواصلت فعاليات ليالي الوصال الرقمية ” ذكر وفكر ” التي تنظمها مؤسسة الملتقى ومشيخة الطريقة القادرية البودشيشية بتعاون مع مؤسسة الجمال من خلال تنظيم الليلة الرقمية 127، والتي تميزت بفقراتها الغنية والمتنوعة، وعلى غرار الليالي الرقمية السابقة عرفت هذه الليلة مشاركة رئيس مؤسسة الملتقى الدكتور مولاي منير القادري بمداخلة تناول فيها موضوع: ” الصوفي ابن وقته “.
أوضح من خلالها أن الإسلام دين عالمي يتجه برسالته و تعاليمه إلى البشرية جمعاء ، وأن منهجه التربوي والسلوكي يسعى الى تحقيق مقامات الإحسان في نفس المؤمن أولا ثم في معاملته مع سائر الخلق.
ولفت الى أن التصوف ليس انعزالا عن واقع العالم وهمومه وتفاعلاته كما يعتقد البعض، مبرزا الدور الفعال والايجابي الذي لعبه في مختلف العصور، وقدرته على تقديم العلاج الشافي لأدواء العصر الحاضر الذي يعاني بالأساس من أزمة أخلاقية.
وأشارإالى أن التربية الروحية تقوم بتأهيل الانسان روحيا وأخلاقيا لإكسابه كفايات الصلاح والأخذ بمقاصد الشريعة المحمدية والعمل إيجابا بما يتناسب ومقتضيات العصر و تغير المتغيرات والسياقات التي تطرأ على التطور الفكري والحضاري الإنساني.
وتطرق الى الإسهامات العلمية والدور الاجتماعي الذي لعبته الزوايا، وكذا دورها الجهادي في الدفاع عن حوزة الوطن.
ونوه بنموذج التدين المغربي المتسم بقيم الوسطية والاعتدال وما يحمله من قيم إنسانية وكونية بانية للسلم و الامن المجتمعي في ظل ما يعرفه من رعاية مولوية سامية جعلته مرجعا لحل عدد من الأزمات الإقليمية والقارية والدولية، على أساس من الأخوة والتعاون والاحترام المتبادل، على قاعدة رابح –رابح التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله .