اعداد:حساين محمد
من جد وجد عنوان عريض للمعقول والمثابرة وصدق النيات التي ينتج عنها بدون شك محصول نقي تقي يخدم الصالح العام ويصلح اجواء المجتمع ويوقف العبث،ففي وقت تتواجد فيه مؤسسات التوجيه والارشاد بوجدة وجهة الشرق في سبات عميق لاسباب متعددة في مقدمتها غياب الانسجام والوضوح في اسراتيجيات العمل وتغليب مصالح شخصية،تعمل الطريقة القادرية البودشيشية ليل نهار بشراكة مع مؤسسة الملتقى وبتعاون مع مؤسسة الجمال،في تنظيم اعتكافات وايام توجيهية وتكوينية للشباب كل سنة في رحاب الجامعة الصيفية.
هي دورات تكوينية في تخصصات مختلفة تشمل العلوم الشرعية والتنمية البشرية والمالية الاسلامية، والدراسات القانونية، من تأطير علماء وأكادميين ورجال قانون ومتخصصين في التنمية الذاتية، وذلك بحضور شيخ الطريقة فضيلة الدكتور مولاي جمال الدين القادري.
وتقام نسخة هذه السنة بشراكة مع مؤسسة الملتقى وبتعاون مع مؤسسة الجمال في الفترة من 18 إلى 27 غشت 2022، وذلك تحت الإشراف المباشر لرئيس مؤسسة الملتقى الدكتور مولاي منير القادري بودشيش ومجموعة من الأساتذة الجامعيين والمختصين والخبراء في مجال التربية والتكوين وذلك تحت شعار : “القيم الروحية والأخلاقية للشباب في زمن الرقمنة و الذكاء الاصطناعي”.
وتتميز الجامعة الصيفية لهذه السنة بمزاوجتها بين الطابع الحضوري والطابع الافتراضي، حيث تمت برمجة مجموعة من الأنشطة حضوريا، على أن تنظم باقي الأنشطة افترضيا.
وتأتي هذه التظاهرة التي اعتادت الطريقة على تنظيمها في شهر غشت من كل سنة في سياق العمل الدؤوب الذي تقوم به في تأطير الشباب وتحفيزهم على الانخراط الفاعل والإيجابي في محيطهم المجتمعي، وتمكينهم من اكتساب مهارات ومعارف تتلاءم مع متطلبات العصر، دون اغفال الجانب القيمي والأخلاقي الذي يعد اللبنة الأساس في بناء شخصية متوازنة، بما يمكن من تحصينهم ضد التطرف والانغلاق، وتمنيعهم من الأفكار الهدامة والدخيلة، وتشبتهم بثوابت هويتهم الدينية والوطنية الراسخة.
وغير خاف أن الجامعة الصيفية للطريقة القادرية البودشيشية وخلال سنوات من العمل الجاد والمتواصل، استطاعت أن تصبح محطة علمية وتربوية بارزة ومناسبة للتواصل البناء في ما بين الشباب حول كثير من القضايا والموضوعات المستجدة ذات الأهمية الروحية والعلمية والثقافية والوطنية والبيئية…، وذلك انسجاما مع المنهج التربوي للطريقة الذي يروم مواكبة مستجدات العصر و سياقاته، انطلاقا من مبدأ “الصوفي ابن وقته”، وهو ما يتطلب بناء شخصية متكاملة ومتوازنة للشباب من خلال جمعهم بين تحصيلهم للعلوم الشرعية وضبطهم وتمكنهم من العلوم العصرية.
واعتبارا لما يعرفه عالمنا المعاصر من غزو للوسائل الرقمية بشتى أنواعها وتطورا متسارعا للذكاء الإصطناعي باستعمالاته المختلفة، وما يفرضه من مواكبة شبابنا لهذه التطورات واستغلالها على الوجه الأمثل من جهة، ومن جهة أخرى ضرورة تحصينهم وتمنيعهم من الاستغلالات السلبية للتكنولوجيا، وذلك عبر تقوية الوازع القيمي والأخلاقي لديهم وتوعيتهم بالاستعمالات المحمودة لهاته الوسائل الرقمية، لذلك فإن موضوع هذه الدورة سيتمحور حول موضوع : “القيم الروحية و الأخلاقية للشباب في زمن الرقمنة و الذكاء الإصطناعي”.
وستعرف فعاليات الجامعة الصيفية تنظيم مجموعة من الأنشطة العلمية والتربوية والترفيهية والرياضية نذكر أهمها : ورشات تكوينية حضورية: حول الروبوتيك (Robotique) والذكاء الإصطناعي، الرقمنة وأنظمة الحاسوب، الاستعداد لسوق الشغل ومقابلات العمل، الخرائط الذهنية والحساب الذهني، و تكوينات حول انشاء و تسيير المقاولات، و ستعرف هذه الدورة ورشات حول المحافظة على البيئية و الموارد الطبيعية كالماء، وبالموازات مع الورشات الحضورية، ستنظم مجموعة من التكوينات والندوات واللقاءات الرقمية حول موضوع الدورة سيتم بثها عبر وسائط التواصل الاجتماعي.
فيما يخص الجانب البيئي، سيتم تنظيم يوم البيئة الذي سيشهد حملة للنظافة، وكذا إنشاء حديقة نموذجية، إضافةً إلى ورشة إعادة تدبير النفايات المنزلية، وكذا تقديم مجموعة من العروض والمداخلات حول البيئة وضرورة المحافظة عليها، كما أنه وتحقيقاً لمبدأ الانفتاح على المحيط الخارجي ستنظم الجامعة الصيفية حملة تحسيسية حول البيئة ونظافة المحيط في مدينة السعدية تحت شعار “يدا في يد من أجل بيئة سليمة”، وذلك يوم الأحد 21 غشت 2022.
هذا بالإضافة إلى البرنامج العلمي والتربوي للجامعة الذي يهم مجموعة من الورشات والمسابقات التي تهدف إلى تطوير القدرات الذهنية عند الشباب وترسيخ البعد الجمالي لديهم لأهميته في حياتنا المعاصرة.