الوالي مهيدية…محارب ضد موجبات التخلف والجمود والفقر الاجتماعي والمجالي

Mohammed7 يناير 2016آخر تحديث :
الوالي مهيدية…محارب ضد موجبات التخلف والجمود والفقر الاجتماعي والمجالي

oujdaregion.com (13)

لم يكن خبر إعادة تعيين محمد امهيدية واليا على ولاية جهة الشرق في إطار أحكام مقتضيات الفصل 49 من الدستور الجديد، والاستقبال الملكي الذي خص به يوم 17 اكتوبر 2015 ليمر دون أن يترك آثارا طيبة في نفوس أبناء الجهة ونشطائها السياسيين والفاعلين الاقتصاديين، لأنه بقاء فيه إشارات دالة على مواصلة نفس نهج البناء والتشييد والإنصات الذي سلكه منذ تعيينه في المرة الأولى، فحينما يسعفك الحظ وتتابع اجتماعا يترأسه والي الجهة الشرقية تتلمس بكل البساطة الأفق التنموي الذي يمتح منه السيد محمد امهيدية خارطة طريقه في تدبير جهة لقيت كل العطف والاهتمام من صاحب الجلالة، وعندما تتسرب الأنباء عن لقاءات واجتماعات مغلقة تدرك أنك بصدد رسم صورة مكبرة لشخص غيور على جهة أكثر من أبنائها، ففي لحظة من انفلات سبحة فريق سندباد الشرق كما كان يحلو للبعض أن يسمي فريق المولودية الوجدية، تظهر وجاهة رأيه في إعادة الروح لهذا الفريق الذي كاد أن يندحر لولا اجتماعه مع فاعلين رياضيين وتحديد خطة الإنقاذ حتى جاء الصعود إلى قسم الصفوة سنة 2015 بكل الذي شاع عن وقوفه على هذا الانجاز، ومع بروز بعض الإختلالات في المجال العمراني كان الرأي الصواب ممثلا في إعطاء التعليمات لإجراء تغييرات في صفوف شرطة التعمير وكان رأيا اعتبره المتتبعون بمثابة الخطوة الأولى من مسافة الألف ميل في هذا المجال، ومع اشتداد الكساد التجاري الذي اشتكى منه تجار سوق طنجة بالطابق العلوي لصعوبة صعود المتبضعين إلى هذا الفضاء، جاء حل تشييد أدراج انطلاقا من الساحة، وجاءت البشائر ترفرف على محيا تجار شحبت من كثرة العناء المصاحب لعزوف الناس عن الصعود إلى المحلات العلوية، هذه ثلاث تدخلات في أقل من شهر تقف شاهدة على شموخ هذا الوالي وصوابه، فضلا عن جهوده في إتمام بناية المستشفى الجامعي وبناية مقر الولاية الجديدة وإنهاء مشروع تهيئة ساحة باب سيدي عبد الوهاب وتصوره السديد لربط مختلف الأحياء بالطرق الجديدة والمدارية والاهتمام بالعالم القروي، كل ذلك بميزانيات بسيطة لا يمكن مقارنتها مع حجم الأموال المرصودة لبعض المشاريع على عهد الولاة السابقين.

فحينما يجلس الوالي مهيدية في اجتماع مع رؤساء المصالح الخارجية أو مع ممثلي المجتمع المدني، أو مع هيئات سياسية ونقابية، ويمسك بيده اليسرى أسفل ذقنه في صورة إنصات وإمعان، يبدو فعلا كصاحب حوار وتواصل من الطراز العالي، وتبدو ملامح التفهم والتحليل المنطقي سمة هذا الوالي المثقل بالمهام والمناصب السابقة، والذي يتابع لقاءات واجتماعات السيد امهيدية، يخال أنه أمام محارب ضد موجبات التخلف والجمود والفقر الاجتماعي والمجالي، أو كأنه يتحدث عن مشاكل الجهة لرسام تاريخي ويتحدث عن مؤهلاتها التنموية لمحلل اقتصادي، يشيد المشاريع الكبرى ويسهر على تنفيذها بميزانيات مقبولة ومعقولة، لا تثار حول أرقامه الشبهات ولم تتفتح شهيته لاستفادات شخصية، همه الوحيد هو الدفع بالعجلة الاقتصادية والتنموية للجهة، أو هكذا تصورناه خلال متابعاتنا الإعلامية لأنشطته الكثيرة.
في لقاء مفتوح حضره رجال الإعلام والصحافة واستدعى له كافة المتدخلين في حركية المشاريع المبرمجة وخصوصا مقر الولاية الجديد والمستشفى الجامعي اللذين لم تكن الأشغال قد تمت بهما، برزت حنكته في تدبير الاجتماعات، خلال هذا اللقاء كانت مداخلاته مرافعة عالية بامتياز، وسياسية بامتياز ووطنية أكثر تشبه خميرة بشرية ضدا للقضاء على معاقل التأخر والتسيب والفوضى، وليس بهذا تنقيص، فقد تكون الوطنية في الخطاب التنموي والاجتماعي، طينة الصدق التي تحمي من الانهيار السريع، فمن هو هذا الرجل الذي يبدو منصتا وهادئا في جهة تموج بالمتناقضات؟.
hadath.ma

الاخبار العاجلة