اعداد:حساين محمد
لم يكن مستغربا و لا مفاجئا أن يثير قرار السيد وزير الثقافة الشياب و الرياضة – قطاع الشباب والرياضة – بتنظيم البرنامج الوطني التنشيطي للقرب صيفيات 2021 ردود فعل إيجابية في أوساط غالبية الأطراف المعنية بالشأن التخييمي التي أتت مُفصحة بجلاء عن ترحيبها وارتياحها بهذا القرر الجريئ لعدة اعتبارات أبرزها تبديد مخاوف تكرار سيناريو المنع للسنة الماضية بسبب تفشي فيروس كوفيد 19 المستجد آنذاك بمعدلات جد مرتفعة . و لئن كانت المبادرة في اعتقاد البعض تبقى محدودة النطاق بفعل اقتصارها فقط على مخيمات القرب بشقيه الحضري والقروي على السواء ، فإن استحضار خطورة الوضعية الوبائية التي لا تزال لحدود الساعة تتربص مع الأسف الشديد بالأمن الصحي لعموم المواطنين تجعل من المحتم عدم المجازفة بأي شكل من الأشكال تحسبا لوقوع المحظور عبر الاكتفاء فحسب بما يندرج ضمن دائرة الممكن المتحكم فيه و لو في أدنى المستويات إعمالا لقاعدة ” ما لا يدرك كله لا يترك كله ” ..
و في هذا الإطار العريض ، شهدت جهة الشرق صباح يوم الأربعاء 14 يوليوز الحالي على غرار باقي جهات المملكة إعطاء الانطلاقة الرسمية لهذا البرنامج الوطني البالغ الأهمية تحت الإشراف المباشر للسيد المدير الجهوي لقطاع الشباب و الرياضة بالجهة باعتباره رئيس اللجنة المشتركة الجهوية المناط بأعضائها بكل اختصار مسؤولية السهر على تتبع ومواكبة تنفيذ مجموع المراحل الخمس للبرنامج بموجب مقتضيات دورية السيد الوزير الصادرة بتاريخ 28 يونيو 2021 تحت عدد 1791 . و جدير بالإفادة في ذات السياق أن مطلب توفير شروط و ظروف إنجاح هذا البرنامج الوطني الهام على النحو المرغوب فيه شكل بحق موضوع سلسلة اجتماعات و لقاءات التنسيق و التعاون مع الجهات المتدخلة بشكل مباشر في هذا البرنامج الواعد من قبيل السلطات الترابية سواء الجهوية أو الإقليمية و المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتخيم بجهة الشرق و كذا فروع الجمعيات الوطنية و الجمعيات المحلية النشيطة بمختلف مؤسسات الشباب ، علما أن المجهودات المبذولة بهذا الشأن أفضت كما كان متوقعا إلى إقرار عدد هام من الخطوات العملية في طريق تيسير سبل تتويج هذه العملية بالنجاح غير المنقوص لا نجد بدا من التذكير ذكر بأبرزها على سبيل توضيح الصورة في الأذهان :
إعداد مخطط جهوي طموح يصح توصيفه بأن مضمونه يتناسب بالكامل مع المرتكزات العامة التي بني على أسسها البرنامج الوطني تماما مثلما يجوز القول بأنه يخدم بصفة كلية أهدافه الكبرى التي لا يجوز التهاون و لا التقاعس في تحققها على أرض الواقع …
تهيئة كافة المؤسسات المحتضنة لفعاليات صيفيات 2021 حسب ما تستدعيه الاحتياجات اللازمة و الأساسية من تجهيزات و معدات و أدوات فضلا عن مواد النظافة والتعقيم و علامات التشوير الخاصة بالتدابير الاحترازية و الوقائية ..
ضمان الشروط الصحية لعمليات الإطعام ( وجبات محمولة للغذاء و العصرونية ) وفق ما تقتضيه متطلبات و اشتراطات برنامج التغذية المراعي لحاجيات فئات الاستهداف من أطفال و يافعين على حد سواء من حيث الكمية المطلوبة و القيمة الغذائية المنصوح بها بما يحقق هدف توحيد الوجبات ..
و لا نحادي الصواب في تشديد التأكيد على حقيقة أن الاستعدادات القبلية التي بوشرت عمليا عبر اللجنة الجهوية المشترحة على النحو المومأ إليه آنفا على سبيل المثال لا الحصر أحدثت آثارا بالغة الإيجابية على كامل سياقات المرحلة الأولى من البرنامج الوطني التي امتدت كما لا يخفى عن العلم طوال الأيام الستة الفاصلة ما بين 14 و 19 يوليوز الجاري بوتيرة منتظمة تبدأ من الساعة التاسعة صباحا إلى حدود الساعة الرابعة زوالا من كل يوم . و لا غرابة إذن إن جزمنا القول أن هذه المرحلة طبعت في الغالب الأعم بسمات على قدر عال من التميز تجعل من المحتم عدم تجاهل الإماءة إليها في مسعى يروم تبيان مدى انسجامها مع الدورية الوزارية الواردة بمستهل هذه الإحاطة الإعلامية المقتضبة خاصة ما يتعلق بتقيد الأطر التربوية الشابة بالتوجيهات اللجنة الجهوية المشتركة ذات الصلة تحديدا بالتحسيس بالقواعد العامة للنظافة من حيث غسل الأيدي بالصابون و استعمال مواد التعقيم كلما استدعت الضرورة أولا و تنوع الأنشطة المقدمة لفائدة المستفيدين بأنماط و أشكال تراعي شكلا و مضمونا محاور الألعاب التنشيطية و الترفيهية و الذهنية علاوة على الأنشطة الإشعاعية ثانيا و تظافر و توجيه جهود الأطراف المتدخلة ميدانيا في اتجاه تحقق الغايات المأمولة من تنظيم صيفيات هذا العام أخيرا .. ولا مناص طبعا من الإشارة هنا إلى أن هذه الفعاليات ذات الأبعاد التربوية الصرفة احتضنها استنادا إلى المعطيات المتوفرة ثمان مؤسسات الشباب و ثلاثة مراكز السوسيو رياضية للقرب إضافة إلى مركز الاستقبال المغرب العربي ؛ مع الإشارة إلى أن هذه الفضاءات كانت طيلة أيام ما قبل انطلاق البرنامج الوطني محط اهتمام إدارة المديرية الجهوية التي جسدته بلا مواربة في أعمال التهيئة و التجهيز حتى صارت ملائمة تماما ليس فقط لإستقبال عموم المستفيدين في أفضل الظروف و الأجواء و إنما أيضا لمزاولة مختلف الأنشطة التي تلبي رغباتهم المتنوعة وتستجيب لإنتظاراتهم المتعددة ..
و اعتبارا للقدسية الدينية التي يختص بها عيد الأضحى المبارك لدى كافة المغاربة ، فقد تقرر إيقاف عجلة البرنامج الوطني طيلة أيام هذا الاسبوع حتى يتسنى إتاحة الفرصة لعموم المستفيدين و الأطر التربوية على وجه الخصوص للإحتفاء بهذه المناسبة المباركة وسط أسرهم و ذويهم على أن تستأنف الدوران من جديد يوم الإثنين القادم الموافق ل 26 من يوليوز الجاري الذي يعد موعد انطلاق المرحلة الثانية المنتظر بالاستناد إلى البرنامج العام أن تستمر إلى غاية 31 من نفس الشهر لتتواصل بعدها باقي المراحل دون أي انقطاع هذه المرة بكل تأكيد إلى حدود يوم 21 غشت المقبل . و إذا كان مأمولا أن تسري نفس الإيقاعات التربية ذات الأوجه التنشيطية و الترفيهية و الإشعاعية على ما تبقى من مراحل البرنامج الوطني ، فإن المتوفر حاليا من معطيات رسمية تؤشر بما لا يدع مجالا للشك بإمكان الذهاب بعيدا على درب تحقيق مجموع الأهداف المتفرعة عن الهدف الأساسي العام المتمثل تحديدا في ” تجسيد سياسة القرب في الولوج إلى الحق في الترفيه بالنسبة للمستفيدات و المستفيدين من هذا البرنامج الواعد في سياق صحي خاص بما يستلزمه ذلك من إجراءات وقائية ضرورية و تكييف لتقنيات و برامج التنشيط ” دائما على حد تعبير الدورية المشار إليها أعلاه التي يلزم اعتمادها بمثابة ” خارطة الطريق ” الواجب إبداء تمام الحرص على الإلتزام بأدق تفاصيلها لاسيما على مستويات الإجراءات الوقائية المعمول بها لتفادي الإصابة بفيروس كورونا و جديد المتحورات و تهيئة المؤسسات المحتضنة لفعاليات و أنشطة الربامج الوطني و تعبئة الموارد البشرية المؤهلة للقيام بمهام التأطير التربوي على امتداد مجموع أيام مراحل البرنامج الخمس …