اعداد،حساين محمد
على اثر وفاة العالم المغربي الشيخ الدكتور محمد الراوندي،ربط الموقع اتصالا هاتفيا بفضيلة الدكتور مولاي منير القادري بودشيش،رئيس الملتقى العالمي للتصوف،حيث تاسف كثيرا لفقدان المغرب احد اهرام العلم.
واكد ان الفقيد كان بمثابة خزانة متنقلة من المعرفة والاضطلاع وضبط كتب التراجم والاعلام وعلم المناهج وعلم المكتبات والمعلومات والمخطوطات.
وقال الدكتور منير البودشيشي:كان استاذي في أواخر التسعينات واستاذ والدي الدكتور الشيخ مولاي جمال الدين في الثمانينات بدار الحديث الحسنية . كان يملك صفات العالم المتمكن والضمير الحي وكان كثير الانتقاد لما حوله الانتقاد الإيجابي، كان صاحب فكر نقدي موضوعي لا يحابي أحدا في التعبير عن آرائه.وكان لا يبخل علينا بعلمه و نصحه محبا لأهل الله ورقيق القلب مهتما بعلم التصوف ورجاله غيورا على بلده كثير السؤال محبا للتدقيق و الغوص في غور الأمور وجوهرها ! كان له حس وطني قوي و لا يعرف الخوف في إبداء رأيه والإفصاح عن أفكاره وتوجهاته .
وافاد المتحدث ان الفقيد كان معروفا بالنكتة وخفة الظل لانتمائه المراكشي لا تمل بصحبته وكان الطلبة يحبونه يتهافتون على درسه لسعة علمه واضطلاعه وتمكنه ولأهمية ارشاده وتاطيره لنا .
وقال الدكتور منير البودشيشي: “ان فضيلته معترفا لأمر وقع لي معه عندما تعرضه لحادثة خطيرة بمدينة الرباط(96/95) وزرته بمستشفى ابن سينا برفقة الأستاذ الدكتور سعيد بلخياط مختص بالجهاز الهضمي وكان استاذي د سيدي محمد الروندي يعالج في جناح العظام اثر كسر على مستوى الحوض واتذكر أن ذاك اليوم كان موعد خروجه من المستشفى ولقد وجدنا عنده السيد الوزير آنذاك علال سيناصر وزيرا للثقافة و السيد المستشار السيد محمد المعتصم .ورحب بنا وأثنى على الزيارة . الا ان الدكتور سعيد بلخياط زوج عمتي الذي اصطحبته معي لا حظ أمورا وطرح أسئلة على أستاذنا ليكتشف نزيفا على مستوى المعدة اجلت خروج استاذي سيدي محمد الروندي من المستشفى ونقله لجناح امراض الجهاز الهضمي . وكانت هذه الزيارة بعد فضل الله سببا لانقاده من الموت ! انها القصة التي كان يرددها أستاذنا الفقيد للعام والخاص اعترافا للجميل وشكرا لله . فجزاه الله عنا احسن الجزاء واسكنه فسيح جناته ورحمة الله عليه ويبقى كل حرف وعلم علمه لطلبته الكثر ونحن منهم صدقة جارية تكتب له في ميزان حسناته ونحن على ذلك من الشاهدين والحمد لله رب العالمين”.