كتب مصطفى ياسين gomhuriaonline.com
أجمع الخبراء ومتخصصو الصوفية، على أن تجسيد المنهج الصوفى هو السبيل الآمن والأصلح لإخراج البشرية من أزماتها المادية الطاحنة،لأنه منهج كفيل لتحقيق التوازن النفسى والمادى لدى كل الناس بعيدا عن التطرف أو التشدد فى الفكر أو السلوك، بخطابه الذى يدعو إلى المحبة ونشر السلام بين الجميع بلا استثناء إو إقصاء.
جاء ذلك خلال الجلسة العلمية الثالثة، تحت عنوان “التنمية المستدامة من تنمية العمران إلى تنمية الإنسان”، ضمن فعاليات الملتقى الرابع عشر للتصوف، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، والذى تقيمه الطريقة القادرية البودشيشية، برئاسة شيخها سيدى جمال الدين حمزة، بمنطقة مداغ، جهة وجدة المغربية، بالتعاون مع مؤسسة الملتقى، برئاسة د. منير القادرى البودشيشى، بعنوان “التصوف والتنمية.. دور البعد الروحى والأخلاقى فى صناعة الرجال”
أدار الجلسة د. إدريس الفاسى الفهرى- نائب رئيس جامعة القرويين، فاس- والذىوصف التصوف بأنه انفتاح وليس انغلاقا أو انعزالا كما يردد البعض.
وأكد د. عبدالعزيز راس مال- الباحث فى التصوف، الجزائر- أن المشكلة تكمن فى غياب الاستثمار فى الإنسان وهذه هى التنمية المفقودة حقا، لأن المأمول هو الإنسان، مشيرا إلى وجود أزمة صراعات إقليمية حادة وهذا ما يجعل التصوف نموذجا كونيا يجب أن يُحتذى به لإنقاذ العالم، وأنه السبيل لحياة متوازنة بين الدين والحياة والإيمان، وهو يعنى التصاف حضارة والتزام مجتمعى بالنسبة لنا.
أشار إلى ان صناعة الرجال تعنى الاستثمار فى الإنسان، ونحن بحاجة ماسة لرجال يسيرون مع التاريخ يستخدمون الكفاءات والموارد لبناء المشروع التنموى بعد معاناتنا مع الاستعمار والاحتلال الذى جعل الإنسان يعانى من أزمة حضارية لأن لديه شوق للحضارة الأندلسية المفقودة، واليوم هو محرك للتنمية والسياسة التنموية، ليسترد أمجاد أجداده صانعى الحضارة القديمة، فنتطلع الى الوليد المحمدى الإنسان الكامل سيدنا رسول الله، والوارث المحمدى حيث يقول تعالى: “ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون”، فالإنسان هو الصانع الحقيقى للمستقبل.
وأشار د. عبدالمجيد سنكى- الباحث فى المالية الإسلامية بجامعة السلطان مولاى سليمان، بنى ملال، المغرب- إلى”التصوف وآفاق التنمية بالمغرب” مؤكدا أنه لابد من من الانطلاق للتنمية من الإنسان أولا، فالله تعالى يقول: “هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها” وأمرنا ببذل الجهد، خاصة وأن التنمية ليست مشكلة حسابية بل الإنسان هو محورها، والحاجة أصبحت ماسة اليوم للمنهج الصوفى الذى يحوّل الإنسان للقيمة العليا.
التصوف المغربى
واستعرض د. نور الدين الشرقانى- الباحث فى التصوف بجامعة عبدالمالك السعدى، تطوان- لمسيرة التصوف المعاصر بالمغرب والتنمية البشرية.. أدوار وامتدادات رجال.. دراسة من خلال تقديم نماذج”، مقدِّما لسيرة السادة حمزة القادرى، جمال حمزة، منير القادرى ومعاذ، من خلال معايشته وتعامله معهم كإمدادات علمية وروحية، وكل هذا فى محاولة لاكتشاف وتقديم التصوف الحق وإعادة الإنسان إلى فطرته التى فطره الله عليها وحنيفيته كما خلقه الله.
التجربة الأوكرانية
وعرض د. أحمد التميمى- مفتى أوكرانيا- لـ”درو التصوف فى تنوير الأفهام وحماية الإسلام”، مستعرضا للتجربة الأوكرانية بعد سقوط الشيوعية فى اعتمادهم على الله والعمل بالمنهج النبوى السمح، ونشر التوحيد باعتباره مشترك أصيل بين جميع أتباع الأديان المختلفة، فتحولوا من بضع أفراد إلى آلاف حتى وصل عددهم اليوم 2 مليون مسلم، ويوجد ممثل مسلم فى كل وزارة.