ونحن على مقربة من الإستحقاقات الإنتخابية المقبلة وبعد الميركاتو السياسي الذي شهد تحركات غير معهودة جمعت بين ما هو ممكن وما هو مستحيل ، وفي ظل هذه الأوضاع الساخنة لا بد من قراءة أولية بما سيفرزه هذا المشهد في مدينة بركان ، والتساؤل المطروح هل سيكون المشهد السياسي مختلفا عن سابقه ؟ أم أن الأحزاب “الكلاسيكية”هي من ستكتسح الساحة السياسية كالعادة ؟ من الصعب جدا خصوصا هذا الموسم التكهن بالأحزاب التي ستقود القافلة ويكون لها “الشرف” في تسيير شؤون مدينة اسمها بركان مدينة ضائعة على جميع المستويات . فإذا عدنا الى خصوصية كل حزب ومدى استعداده لهذه الإستحقاقات نجد أن حزب الإستقلال قد غير من جلدته وعرف تغييرا على مستوى القيادة وأقحم عدة وجوه جديدة في التسيير ، وهل بإمكان هذه القيادة الجديدة أن تحافظ على صدارة الحزب ومكانته داخل المشهد السياسي ؟ وهل سيكون هناك تأثير لإنسحاب مجموعة من السياسيين المخضرمين من حزب الميزان؟ أم أنه سيبقى مثقلا لا يزن إلا نفسه؟ أما حزب الإتحاد الإشتراكي الذي عرف تصدعات كثيرة على مستوى الحزب ككل بانشقاق عدة وجوه سياسية بارزة ،وولادة مولود جديد آخر ؟ فهل هذا الإنقسام الداخلي سيؤثر سلبا على تموقع حزب الوردة ؟ وهل سيكون هذا سببا في فقدان كثير من أصوات ناخبيه أم عاملا إيجابيا لتجديد الروح في الوردة التي فقدت الى حد ما جماليتها ؟ وبخصوص اليسار الموحد نتساءل ،هل سيحتفظ بمكتسباته السابقة ضمن تشكيلة المجلس البلدي وأغلبيتهما ؟؟ وهل ستلمع شمعته من جديد وتصبح أكثر توهجا في الإستحقاق المقبل ؟ وهل سيحافظ على تكتله؟ أم أن هذه الشمعة ستكتوي بنار التمزق السياسي ؟ وإذا عرجنا نحو حزب التقدم والإشتراكية الذي دائما ما يحافظ على ثوابت الحزب وعلى أطره مع تطعيمه ببعض الفئات الشابة الطموحة.فهل سيبقى دائما حزب الكتاب يشكل تلك المعادلة التي تفرز دائما الأغلبية ؟ وهل سيخلق هذه المرة مفاجئة سارة لمنخرطيه؟ أم سيكون هناك عزوف عن قراءة برنامج الكتاب؟ كما نجد العدالة والتنمية تستعد لهذا الإستحقاق، خاصة بعد إلتحاق مجموعة من الأطر والكوادر التي غادرت أحزاب أخرى في الميركاتو السياسي .فهل سيستفيد حزب المصباح من وضعيته ، ليتزعم المشهد السياسي في مدينة بركان من جديد؟ وهل سيبقى رقما عاديا في طابور المعارضة؟ أم أن المصباح سيفقد بريقه ؟ أما حزب الأصالة والمعاصرة الذي لم يكن له الشرف في تسيير شؤون المدينة بالرغم من توفره على أطر وازنة ، فهل يستطيع جراره حصد اليابس والأخر ويخلق الحدث باعتلائه الزعامة في المدينة ؟ أم أن عجلاته ستتعطل الى استحقاق آخر ؟ وبخصوص حزب الحركة الشعبية الذي كان حاضرا بقوة في السنوات السابقة والذي كان يشكل معادلة صعبة في الساحة السياسية، فهل سيعيد الإخضرار و الإثمار لسنبلته التي عانت كثيرا من سنوات عجاف، سنوات القحط والجفاف ؟ فماذا أعدت الحركة لتكون حركة نشيطة كما كانت ؟ ولا ننسى حزب الأحرار الذي لم يكن له وزن في المدينة منذ سنوات طوال ، فهل بإمكان حمامته أن ترفرف وتحلق في سماء مدينة بركان وتتخلص من قيودها وتحرر نفسها فتكون ضمن النخبة السياسية التي ستتولى زمام الأمور؟ أم أنها ستبقى بدون أجنحة؟ ومن خلال هذه القراءة المتواضعة لأبرز الأحزاب السياسية التي تشكل المشهد السياسي في مدينة بركان ، يتضح لنا أن التنافس سيكون شرسا وقويا ، علما بأن الأحزاب بدأت استعدادها مبكرا، وهذا ما يجعل التكهن صعبا في تحديد الفائز، ولكن من المؤكد أن هذه الانتخابات لن تفرز أغلبية مريحة بحكم طبيعة المنظومة الانتخابية التي تعتمد فقط على الدور الأول ، بدل الدورين. ونتمنى صادقين أن تمر هذه الإستحقاقات في أجواء هادئة نظيفة بعيدة كل البعد عن الممارسات السابقة التي طالما اساءت الى المشهد السياسي بما في ذلك شراء الضمائر ، وإقامة الولائم والحفلات …إنه استحقاق محلي ولذلك يستوجب فتح المجال للساكنة للتعبير بحرية كاملة للإدلاء بأصواتها في من تراهم مناسبين لتمثيلهم في المجلس البلدي ، علما بأن الأغلبية التي سوف تحظى بشرف تسيير شؤون مدينة بركان لن تجد الطريق معبدا ومفروشا بالورود و الرياحين بقدر ما ستجد نفسها محاطة بتراكمات وإكراهات تحتاج أولا ، الى المسؤولية والجرأة السياسية ، وثانيا الى الحكمة في اتخاذ الكثير من القرارات المصيرية التي تؤرق الساكنة وثالثا الى ترجمة البرامج على أرض الواقع …وفي ذلك فليتنافس المتنافسون…!!
محمـــد عـــــــلاوي