نظمت جمعية نبراس للتنمية والثقافة بالقاعة الكبرى بقصر بلدية سيدي قاسم أول ملتقى تحت شعار “موعد مع الثرات والذاكرة” في موضوع القبائل الصحراوية في ركاب العرش العلوي المجيد قبائل الشراردة نموذجا، تحت رأس الدكتور إبراهيم أبو زيد عامل إقليم سيدي قاسم بحضور الكاتب العام للعمالة ورئيس الجمعية عبد الرحمان البوعتلاوي والبرلمانيون وعدة شخصيات مدنية وعسكرية كما حضر هذا الاحتفال وفد من مدينة الداخلة بالصحراء المغربية يضم كل من الشيخ هنون عمار وحمو أحمد والصاين محمد سالم وعبد الله جراي.
هذا الملتقى يصادف الذكرى العاشرة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية يشكل مناسبة هامة لاستحضار القفزة النوعية التي عرفتها برامج التنمية الاجتماعية منذ تربع جلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه الميامين. حيث أولى جلالته عناية متميزة سيرا على نهج أسلافه الميامين للعمل الاجتماعي والإنساني الذي يتجلى في عدة مظاهر منها تلك المبادرة الطموحة والخلاقة (المبادرة الوطنية للتنمية البشرية) التي تشكل إحدى تجليات سياسة القرب والعناية بجميع الشرائح الاجتماعية وإدماج المناطق الأكثر هشاشة والانفتاح على مختلف الفئات وفعاليات المجتمع المدني وهي طفرة غير مسبوقة لإبراز كفاءات وطنية جديدة من الشباب وتفعيلها في مختلف القطاعات، وتندرج هذه المبادرة
إطلالة على قبيلة الشراردة
قبيلة الشراردة تنتمي لمجموعة بني معقل الصحراوية يتوزعون على الفصائل البارزة الآتية:
زرارة، الشبانات، وأولاد الدليم، وتكنة، وأولاد إدريس، وإوبلال كانوا مستقرين في بداية أمرهم بالزاوية الشرادية بمراكش وهي زاوية بحوز مراكش لها طريق صوفية، تنتسب إلى الفقيه الصالح أحمد بن عبد الله بن مبارك الشرادي، الذي كان من المنتسبين إلى الطريقة الناصرية أسس هذه الزاوية ودخل عالم التصوف وتتلمذ على مجموعة من شيوخ التصوف المغاربة البارزين نذكر منهم: الفقيه العلامة الحسن اليوسي، والعالم الرحالة أبو سالم العياشي صاحب كتاب (ماء الموائد) أو الرحلة العياشية، كما تتلمذ على الشيخ سيدي أحمد بن ناصر الدرعي شيخ الطريقة الناصرية، وقد نجح أحمد بن عبد الله الشرادي في استقطاب أتباع كثيرين بنواحي مركش ، خاصة ضمن قبيلة الشراردة وبذلك كان يعد من خيرة الصوفية العلماء الذين عرفهم تاريخ التصوف المغربي، توفي عام 1747 م.
وأسس ابنه محمد بن عبد الله الشرادي من بعده فرعا للزاوية الشرادية بفاس في عدوة الأندلس. وأسس ابنه محمد بن عبد الله الشرادي من بعده فرعا للزاوية الشرادية بفاس في عدوة الأندلس.
في أواسط العقد الخامس من القرن الثالث عشر الهجري التاسع عشر الميلادي (1829) نزحت فرقة منهم (قبيلة الشراردة) واستقرت بأزغار لتعزيز صفوف تنظيم قبائل الجيش، حيث ثم تسجيلهم في ديوان الجيش المغربي كقبيلة عاملة في سلك الجندية وفيما بعد أدمجت عناصر أولاد الدليم وتكنة في صفوف كيش حوز مراكش في بداية عهد السلطان مولاي الحسن فأصبح الشراردة يتوزعون على ثلاثة مواقع، منطقة أزغار على ضفاف وادي الرضم، غزوان بناحية فاس، وشمال مدينة مراكش، على أن أهم تجمع بشيري لقبيلة الشراردة هو الموجود بأزغار حيث انتشروا في هذا المجال الفسيح والغني فلاحيا على النحو التالي:
* في جنوبي المنطقة، مابين سيدي قاسم ومولاي يعقوب، استقر أولاد الدليم
* في الوسط: زرارة
* في الشمال، قرب سيدي كدار: الشبانات
نماذج من الأعلام الجغرافية والبشرية لقبائل الشراردة خلال القرن التاسع عشر الميلادي، وبداية القرن العشرين
بقبيلة الشراردة قبائل: أولاد الدليم، زرارة، وتكنة، والشبانات
أعلام جغرافية بسيدي قاسم
– عين الشكور
– عين تاصلالت كانت تسمى بعين الصلاة، لكون المولى إدريس رضي الله عنه صلى بها يوم قدومه المغرب
نموذجين لضريحين الشراردة:
* ضريح الوالي الصالح سيدي قاسم أبو عسرية
* ضريح الولي الصالح سيدي محمد بن أحمد المشهور فرب المقبرة
ضريح الولي الصالح سيدي الحاج العربي الفجلي من إخوان سيدي الزوين المشهور، وقد امتد قبالة الجننات الممتدة على الوأد المعروف عند العامة بوادي الردم.
نماذج من أعلام قواد كيش الشراردة:
إن أعلام قواد كيبش الشراردة لا يمكن حصرها واستيفائها بهذه العجالة لذا سنكتفي بإدراج نموذجين فقط تاركين ذلك لأعمال أكاديمية مستقبلية
تخص قبيلة الشراردة:
* الشرادي محمد الرباطي: أحد أفراد البعثة الطلابية التي وجهها السلطان مولاي الحسن إلى أوروبا سنة 1874، حيث درس الهندسة الحربية في الأكاديمية العسكرية بكواد لخرا بإسبانيا.
* وبعد رجوعه التحق بالخدمة المخزنية بحاشية السلطان مولاي الحسن إلى أن توفي في حدود 1922
* القائد الناجم الشرادي الدليمي الذي طارد أباحمارة (بوحمارة)، واعتقله يوم الأحد 5 شعبان 1327ه/22 غشت 1909 م بزاوية سيدي عمران من قبيلة بني مستارة (وزان)
* جاء في هامش 444 ص 382 من كتاب أعلام المغرب المغربي للمرحوم الأستاذ عبد الوهاب بن منصور المطبعة الملكية الرباط 1979 ما يلي:
* (زعم هنري كيار قنصل فرنسا بفاس في رسالة بعث بها إلى السيد رينيو وزيرها المفوض بطنجة يوم 25 غشت أن بوشتا ابن البغدادي قائد المحلات السلطانية هو الذي اعتقل أباحمارة، وليس بصحيح، وليس بصحيح أيضا ما أورده المؤرخ عبد الرحمان ابن زيدان في إتحاف أعلام الناس الجزء الأول ص 411 من أن الذي تولى القبض عليه هو عسكري من قبيلة الشاوية يسمى العشى كان يعمل بطابور بوعودة، والصواب أن الذي اعتقله هو القائد الناجم الدليمي كما حكى لي ذلك بنفسه رحمه الله، وحكاه لي أيضا القائد المرحوم العربي السرغيني، تؤيد حكايتهما الوثائق الرسمية التي تؤكد أن القائد الناجم الدليمي هو الذي انطلق مع جماعة من جنوده لاعتقاله.
تمت هذه العروض من طرف السادة
* الدكتور عبد العزيز التيلاني أستاذ باحث لمديرية الوثائق بالرباط والدكتور محمد بوعناني أستاذ في التاريخ بجامعة إبن طفيل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة ومحمد دحماني أستاذ في العلوم اجتماعية في جامعة ابن طفيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة والدكتور أحمد بلهاشمي أستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمكناس.