شكلت الزيارة الملكية لبعض الدول الإفريقية مصدر اهتمام للكثير من وسائل الإعلام الإسبانية، التي ركزت على خصائص الزيارة، وعلى الدور الريادي لجلالة الملك محمد السادس، الذي يحمل توجها واضحا نحو إفريقيا، الغرض منه المساهمة في تنمية القارة والخروج بها من حالة القهر والفقر المفروض عليها من قبل الدول الغربية، الاستعمار سابقا، والتي أنهكت خيراتها بالاستغلال البشع.
وفي سياق تتبع الزيارة الملكية من قبل الصحافة الإسبانية كتب الصحفي رامون مورينو كاسيتا مقالا نشره في المجلة الإسبانية “أطلايار إنتري دوس أورياس” تحت عنوان “المغرب قاطرة إفريقيا”، وقال في هذا المقال إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يساهم بشكل حقيقي في نسج وحدة إفريقية جديدة متضامنة، من خلال سياسة “متبصرة ورؤية مستقبلية سديدة” لصالح تنمية وازدهار القارة الإفريقية.
وأوضح رامون مورينو، أن جلالة الملك “رجل دولة كبير” عبر، منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين سنة 1999، عن “رغبته القوية” في تطوير علاقات المغرب مع البلدان الإفريقية من خلال عدد من المبادرات.
وقد التزم جلالة الملك “شخصيا بإيجاد حلول ذات مصداقية وجادة لمختلف النزاعات في إفريقيا، كما هو الحال في مالي”، مبرزا “السياسة الحازمة للمغرب من أجل تحقيق السلم والازدهار” في هذه القارة.
وأوضح رامون مورينو، الكاتب والخبير في السياسة المغاربية، أن هذه السياسة تندرج في إطار “الجهود الموصولة للعاهل الكريم من أجل إحلال السلم والاستقرار الدائم” بإفريقيا، مشيرا إلى أن الجولة الإفريقية الجديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تترجم إرادة ومصلحة المغرب إعطاء “دفعة جديدة” لعلاقاته الاقتصادية والودية التي تربطه بالبلدان الإفريقية.
وأوضح أن “هذه الجولة تشكل عملا متجددا للتعاون التضامني مع هذه البلدان الإفريقية”، مبرزا أن المغرب بات نموذجا ل”الاستقرار السياسي والديني” في قارة “مضطربة”.
كما أبرز الصحفي الإسباني “تضامن المغرب مع مختلف البلدان الإفريقية الشقيقة، من خلال بعثات الأمم المتحدة للسلام، والمساعدات المقدمة للاجئين، ومكافحة المجاعة في إفريقيا”، مبينا أن “المغرب نموذج واضح وراق للتضامن في علاقاته مع البلدان الإفريقية”.
وهذا نموذج من الصحافة الإسبانية غير المغرضة التي لا تتلقى مالا من عائدات النفط والغاز، والتي ترى بعين موضوعية، ففي الوقت الذي تراهن فيه الجزائر على شراء ذمم بعض المسؤولين الأفارقة يمد المغرب يده لهم من أجل المساهمة في التنمية.