يحلّ الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء، ببيساو عاصمة جمهورية غينيا بيساو، في زيارة تمتد إلى ثلاثة أيام في إطار جولته الإفريقية التي انطلقت الأربعاء الماضي من السنغال وتشمل أيضا الكوت ديفوار والغابون.
وتحمل الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الملك محمد السادس إلى غينيا بيساو وهي الأولى من نوعها لهذا البلد الواقع في غرب إفريقيا، آمال إقامة شراكات مربحة بين رجال الأعمال بالبلدين وإطلاق استثمارات في هذا البلد الواقع بغرب إفريقيا ، والذي يسعى إلى إعطاء انطلاقة جديدة لاقتصاده الذي أنهكته سنوات من العزلة.
وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء أن الزيارة الملكية المرتقبة اليوم تؤكد حرص الملك على مواكبة حكومة غينيا بيساو في رغبتها لتعزيز الاستقرار والديمقراطية ودولة الحق والقانون، وفي وجهودها الرامية إلى إنعاش إقتصادها الذي يعاني من تأخر كبير على مستوى البنى التحتية، وكذا محاربة الفقر الذي يمس شريحة واسعة من ساكنة البلاد.
كما تدشن وفق الوكالة ذاتها لعهد جديد في العلاقات الثنائية التي طالما تميزت بحوار سياسي مدعوم ، وتبادل للزيارات وتوقيع اتفاقيات مؤسساتية. وستساهم حتما في إرساء أسس شراكات اقتصادية متعددة الأشكال تستجيب لتطلعات غينيا بيساو من أجل تحقيق الإقلاع الاقتصادي، والتقدم والازدهار، وهي مناسبة للقطاع الخاص المغربي لتنويع استثماراته وتجربته في غرب إفريقيا.
ويذكر في هذا الصدد ان البلدين لم يوقعا ، لحد الان، سوى ثلاث اتفاقيات، الأولى في 26 شتنبر 2011 وتهم افتتاح خط جوي يربط بين الدار البيضاء وبيساو ، والثانية في 24 أبريل 2013 وتهم تطوير القطاع الصيدلاني والطبي في هذا البلد ، والثالثة في 24 دجنبر 2014 وتهم تبادل التجارب والخبرة في الميدان القضائي والتشريعي خاصة على المستوى البرلماني.
كما أن هذا البلد غني، في واقع الأمر، بالموارد الطبيعية والمعدنية والطاقية. فغينيا بيساو، وهي ثالث منتج للكاجو بإفريقيا والسادس عالميا، بإنتاج يصل إلى 120 ألف طن سنويا، تتوفر على إمكانات فلاحية هائلة، لكن مساحتها الغابوية، التي تمثل 6ر76 بالمائة من المساحة الإجمالية للبلاد، لا تستغل بشكل أمثل.
وتختزن أراضي غينيا بيساو معادن مثل البوكسيت والفوسفاط والبترول ، وتزخر سواحلها، التي تمتد على مساحة 8120 كلم مربع، بالموارد السمكية التي تجذب أسطول الاتحاد الأوروبي الذي يصطاد هناك حوالي 500 ألف طن من الأسماك سنويا.
غير أنه، وعلى الرغم من ثرواتها الطبيعية، فان غينيا بيساو ما تزال واحدة من أفقر بلدان العالم ، بحيث بلغ مؤشر التنمية البشرية فيها سنة 2012، حوالي 0.364، وهو ما جعله يحتل المرتبة 176 عالميا من أصل 187 بلدا.
وتتوج الزيارة الملكية سلسلة من الزيارات التي انطلقت منذ عشر سنوات نحو بلدان غرب إفريقيا ، وستعزز بالتالي ريادة المغرب داخل مساحة كبيرة من جواره الجنوبي، وهو ما من شأنه أن يقوي أكثر الاندماج الإقليمي القائم على المصالح المشتركة والازدهار المشترك.