في هجوم منه على المدافعين عن حقوق الأقليات في المغرب، قال مصطفى بنحمزة “حين أسمع عن حقوق الأقليات يزعجني هذا الكلام .. الأقلية يجب أن يكون لها حجم لتكون أقلية، أن يوجد شخص هنا وشخص هناك لا يجعل منهما أقلية. وأن تكون لهذا الشخص ارتباطات لا يجعل منه أقلية. هذه أشياء تريد تفكيك هذه الوحدة. إن الوطن يجب أن يحافظ على وحدته وسلامته وعلى أمن الناس، لأن سلامة البلد مقدمة على كل شيء”.
وفي رده على محاولات “هدم” التراث الديني وخصوصا كتاب صحيح البخاري نهابة أسطورة، قال بنحمزة “الحديث عن سند البخاري، وما كتب فيه، يستغرق ساعات طويلة، فقد روى عنه كتابه تسعون ألفا من الرواة. “ونحن المغاربة لدينا روايات خاصة. أصح رواياته وآخر من أخذ عنه هو الفربري، ونحن أخذنا بروايته، وهي أصح الروايات وأوثقها. كما أخذنا الموطأ من آخر رواته وهو المغربي الأندلسي يحيى بن يحيى الليثي. ولذلك علومنا موثقة”.
مضيفا إن “كل من يتحدث في الإسلام بغير علم فهو فوضوي .. لابد أن يكون له علم بالشريعة وعلوم القرآن، فكيف يعقل أن يتحدث في الدين من يخطئ في كل آية ثم يزعم أنه مجتهد؟.. إنه لأمر عجيب، أن يدعي بلوغ مرتبة الاجتهاد من لا يقيم الآية على لسانه، مع أن العلم بالقرآن شرط لا غنى عنه لمن يصبو إلى ذلك المقام”.
وأوضح بنحمزة في حوار له مع “لاماب”، دفاعا عن التدين المغربي قائلا: “يجب أن نتفق أن النموذج المغربي في التدين مفيد. ثم يجب أن نفسح له المجال في التعليم”، قبل أن يتساءل “من يدرس الأشعرية مثلا في المدرسة المغربية؟ ومن يدرس المذهب المالكي في شساعته؟”.
وتابع “لا يمكن أن ترجو غلة شيء لم تزرعه. الزراعة هنا هي التمكين لهذا النموذج. يجب أن لا نعبث بالزمن وأن نكون جادين وصادقين. إن النموذج المغربي في التدين يتسم بالرصانة والناس أصبحوا يأتون إليه، وكأنهم ملوا من النزاعات وخافوا على مستقبلهم ولم يعودوا يسمحون بالمجازفات”.
وشدد على أنه “لا يمكن أن يتم التعاطي مع ظاهرة إنسانية قوية بهذا النوع من الإغضاء. أي أن يفعل الناس في الدين ما يشاؤون”، وأن “الدين واقع إما أن نضبطه أو يضبطه آخرون”.
وأضاف بنحمزة “يجب أن نأخذ الأمر بجدية، أن نأتي بالأئمة ونعيد تكوينهم أمر بالغ الأهمية في هذه اللحظة، لكن يجب أيضا أن تكون عندنا مؤسسات علمية لتعليم الشريعة الإسلامية واللغة العربية في باريس مثلا، على غرار ما تقوم به الديانات الأخرى”، ملحا على الحاجة إلى التمكين للعلم (الشرعي) في المدرسة والثانوية والجامعة (..) حتى في كليات الطب ومعاهد الهندسة يجب أن يتعلم الناس الشريعة، لتمنيع الشباب من السقوط في براثن التطرف”.
alaoual.com