النساء بالوسط القروي.. عمل مضن بالحقول ومكابدة من أجل تجاوز وضعهن الهش

Mohammed11 مارس 2015آخر تحديث :
النساء بالوسط القروي.. عمل مضن بالحقول ومكابدة من أجل تجاوز وضعهن الهش

OUJDAREGION.COM

يشتغلن ما يقارب ال15 ساعة في اليوم بين أداء المهام المنزلية والاشتغال المضني بالحقول، مع ما يتوفرن عليه من معرفة متميزة بمختلف الأنشطة الفلاحية، إنهن النساء القرويات اللواتي يؤمن 40 في المائة من النشاط الفلاحي، ويشكلن الفئة الأكثر هشاشة بالمجتمع التي تكابد من أجل تجاوز وضعية الهشاشة والإقصاء.
واقع تم رصده خلال لقاء نظم بمراكش من قبل (معهد سيرفانتيس) بمناسبة اليوم العالمي للمرأة حول موضوع “نساء ومقاولات”.
واستنادا إلى أرقام وإحصائيات، أبرزت فتيحة عصام، المسؤولة بالمديرية الجهوية للفلاحة، أنه على الرغم من كون النساء القرويات يمثلن أزيد من 40 في المائة من اليد العاملة بالقطاع الفلاحي ويساهمن في 93 في المائة من الأنشطة الفلاحية والشبه فلاحية، ويشغلن 80 في المائة من أنشطة تربية المواشي، فإنهن لا يوجدن إلا على رأس 5 في المائة من الضيعات الفلاحية.
ويبقى حظ النسوة بالعالم القروي من العمل المضني والشاق بالميدان الفلاحي عدم الاعتراف بما يبذلهن من جهود وما يتحملن من تعب.
وأوضحت فتيحة عصام، بهذا الخصوص، أن النساء يتلقين مقابل اشتغالهن في الحقول أجورا زهيدة دون ضمان لأدنى حقوقهن أو بروز ما يوحي بتحسين ظروف عيشهن.
وأبرزت أن غالبية الأعمال المزاولة من قبل النساء تكون محفوفة بالمخاطر وذات طابع موسمي، كما أن اشتغالهن لحسابهم الخاص في الضيعات العائلية يرافقه ضعف على مستوى آليات ووسائل تثمين منتوجاتهن وخاصة فيما يتعلق بالتلفيف والتسويق.
وانطلاقا من وضعيتها الاجتماعية والإكراهات المتعددة المرتبطة بالتقاليد، فإن المرأة بالعالم القروي لا تلج للوسائل المتاحة لتطوير القطاع الفلاحي إلا بنسبة ضئيلة.
وسجلت المتدخلة أن الولوج إلى التمويلات المخصصة للأنشطة الفلاحية وحملات تعميم التقنيات الفلاحية (تخصص في الغالب لفائدة الرجال داخل المساجد) لا تمس اليد العاملة الفلاحية النسوية إلا على نحو ضعيف.
وبالإضافة إلى ذلك، تضيف السيدة فتيحة عصام، فإن معدل الأمية المرتفع بين صفوف النساء بالوسط القروي يجعلهن غير قادرات على الاستفادة بشكل أفضل من عمليات نشر وتعميم هذه التقنيات، مؤكدة أن الشق الأكبر من النظام الحالي لنشر المعلومة والتكوين ينصب على الرجال.
ووعيا منها بهذا الواقع، فإن الأطراف المكلفة بالقطاع الفلاحي تسعى إلى تغيير هذا المعطى من خلال مخطط (المغرب الأخضر) الذي يولي أهمية خاصة للفلاحة التضامنية مع إعطاء مكانة متميزة لمقاربة النوع التي أضحت ذات بعد محوري ضمن الاستراتيجية القطاعية للتنمية.
كما أن مخطط (المغرب الأخضر) يولي أهمية خاصة للنساء القرويات من خلال تأمين مبدأ المساواة في الولوج إلى مختلف البرامج والمشاريع ذات الصلة بالتنمية الفلاحية.
وألحت المتدخلة، في هذا الصدد، على أهمية تنظيم النساء في إطار هيئات جمعوية وتعاونيات فلاحية بغية ضمان استفادة أفضل من مختلف مشاريع المساعدة والمواكبة المخصصة للفلاحة العائلية.
وحسب إحصائيات تتعلق بجهة مراكش، قدمتها المتدخلة، فإن مخطط (المغرب الأخضر) أحدث دينامية خاصة على مستوى التنظيمات المهنية للفلاحين بإحداث 240 تعاونية منذ 2010 ضمنها 10 في المائة نسائية تهتم بالأساس بتربية المواشي وأشجار الزيتون وتربية النحل.
وأبرزت أن هذه الدينامية تعاني من العديد من الإكراهات التي تعيق بلوغ الأهداف المنشودة، مشيرة في هذا السياق، إلى غياب روح العمل التعاوني ومشاكل الحكامة وقلة الكفاءات في مجال التسويق والتواصل والتدبير.
وينضاف إلى ذلك تعدد المتدخلين وقصور على مستوى التنسيق وكذا إشكالية الفعالية.
ودعت المتدخلة إلى تنسيق أفضل بين هؤلاء المتدخلين من أجل توحيد الجهود وتفادي الازدواجية في العمل وضمان متابعة جيدة وتقييم للمشاريع المنجزة لفائدة النساء.
وعلى الرغم من هذه الإكراهات فإن هناك نماذج نسائية ناجحة تشكل قدوة يحتذى بها.
وتطرقت السيدة فتيحة عصام، في هذا الصدد، لسلسلة إنتاج زيت أركان ومشتقاته حيث أبانت عدة مشاريع عن نتائج مبهرة ساهمت في إحداث تحسن ملموس في ظروف عيش آلاف النساء.
وتعتبر التعاونيات العاملة في هذا الميدان بالصويرة مثالا حيا لاعتماد مقاربة النوع في مجال التنمية الفلاحية.
ويتوفر هذا الإقليم على ستين تعاونية نسائية (نصف التعاونيات ذات طابع فلاحي) وتضم آلاف المنخرطات، كما أن المشاريع المحدثة استطاعت كسب رهان تتمين هذا المنتوج.
ويندرج هذا النجاح في سياق مبادرة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) التي أعلنت سنة 21014 (سنة عالمية للفلاحة العائلية) والتي تعتبر قطاعا تضطلع فيه النساء بدور محوري في كافة السلاسل الإنتاجية.
وتعتبر المنظمة الأممية أن ولوج النساء بالمناطق القروية بالعالم للأراضي والتكنولوجيا والخدمات المالية والأسواق على قدم المساواة مع الرجال، سيسهم بشكل ملحوظ في الرفع من الإنتاج الفلاحي والتقليص بنسبة 100 إلى 150 مليون من عدد الأشخاص الذين يعانون من المجاعة في العالم، فضلا عن التقليص من معدل الفقر الذي يتمركز بقوة بالعالم القروي.

و م ع

الاخبار العاجلة