شهدت مدينة الحمامات بتونس خلال الفترة الممتدة ما بين 4-7 يوليوز 2017 تظاهرة متميزة في إطار فعاليات ملتقى السلام الدولي للتطوع والإعلام الالكتروني في دورته الثانية تحت شعار “العمل التطوعي لغة السلام والتواصل بين الشعوب”، المندرجة ضمن جملة نشاطات الاتحاد الدولي للمواقع الالكترونية I.U.W، وهي تظاهرة حملت في طياتها أفكارا وتجاربا تطوعية جديرة بالاهتمام والتطوير. ويهدف الملتقى بصورة عامة إلى:
تكريس ثقافة العمل التطوعي في العالم من خلال نشر قيم السلام والحث على نبذ العنف بكافة أشكاله.
عرض تجارب البلدان العربية في ميدان العمل التطوعي وكافة التحديات التي يواجهها المتطوعون.
اقتراح أفكار تطوعية تنموية في شتى المجالات من شأنها المساهمة في تفعيل دور الشباب في المجتمعات العربية وإشراكهم في نهضة بلدانهم.
محاولة إيجاد آليات لتطبيق المشاريع التطوعية التنموية وتمويلها والتسويق الأمثل لها.
شرح كيفية الاستفادة من الإعلام الالكتروني كفضاء جديد ومُكمّل للواقع وفعال في تنشيط العمليات التطوعية عبر العالم.
عبّرت الوفود العربية المشاركة في الملتقى أثناء الافتتاح عن رغبة شعوب دولها في تحقيق مبدأ السلام بين الأفكار والثقافات ومن ثمة الوصول إلى السلام بين البلدان، وتجلى التمازج الثقافي بين الشعوب العربية المشاركة في أحلى صوره من خلال الألبسة التقليدية المتعارف عليها في كل بلد.
وتم تقسيم جلسات التظاهرة إلى ثلاث جلسات رئيسية الأولى حملت عنوان التطوع، ودارت أغلب الحوارات المتبادلة خلال الجلسة حول أهمية التطوع في المجتمعات، واقتراح جملة من المشاريع التطوعية المنجزة أو التي يطمح أصحابها إلى تجسيدها على أرض الواقع، وكانت جلسة ثرية بالأفكار المبتكرة والتجارب الناجحة التي أثمرت بفضل جهود القائمين عليها وإيمانهم المطلق بأهمية التطوع ورسالته النبيلة.
أما الجلسة الثانية الموسومة بـ “السلام” فتمحورت حواراتها أساسا حول ضرورة نشر ثقافة السلام بين المجتمعات بتجاوز التباين الثقافي والديني والعرقي والدعوة لمجتمع سلمي كبير يجمع كل الدول بغض النظر عن الحدود الجغرافية الفاصلة بين البلدان، وأكد المشاركون أنه لا يمكن إنجاح الأفكار التطوعية إلا بعد التحلي بالسلام الفكري والذاتي والمجتمعي والقدرة على تقبل الآخر رغم اختلافه.
وفي الجلسة الثالثة المعنونة بـ ” الإعلام الالكتروني” عرض المشاركون مشاريعا تطوعية الكترونية متميزة تعنى باستغلال العالم الافتراضي في الميدان التطوعي، بدءا بالتسويق الالكتروني للمشاريع التطوعية وصولا إلى إدراج تطبيقات وبرامج الكترونية مدعمة للنشاط التطوعي، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التحكم الأمثل في كل ما يتيحه المجال الالكتروني من خدمات، وتعزيز التنشئة الاجتماعية الصحيحة للأجيال القادمة حتى تتجه نحو العمل التطوعي وتقتنع بأهميته.
إن ما يزيد من أهمية ملتقى السلام الدولي للتطوع والإعلام الالكتروني في طبعته الثانية هو تركيزه على الجانب التدريبي في مجال التطوع حتى لا يطغى الجانب التنظيري على أشغاله، ويتضح ذلك من خلال الأربع ورشات المبرمجة في اليوم الأخير، وكانت مقسمة كالآتي:
الورشة الأولى: ، تحت عنوان ” السلام المجتمعي
الورشة الثانية: ، تحت عنوان ” مهارات تطوير إعلام الأطفال
الورشة الثالثة: تحت عنوان “التعايش السلمي”، وتهدف هذه الورشة إلى تشجيع التفكير الجدي في التحكم في الذات واستيعاب الآخر وفتح آفاق الحوار البناء وفق أسس مجتمعية سليمة.
الورشة الرابعة: ، تحت “قيادة وبناء فريق العمل التطوعي
وقد أسفرت أشغال الملتقى عن جملة من التوصيات الرامية إلى ترسيخ الفعل التطوعي وتشجيع نشر قيم السلام عبر العالم
وبالمناسبة مثل المغرب وفدا هاما متخصصا في مجال الاعلام والتطوع خاصة جمعية ماستر تدبير ادوات وانظمة التطوع بالمغرب كما قدم الاساتذة مصطفى قشنني ولمنور عدلي واحمد زروقي اوراقا مهمة حول الاعلام والسلام والتطوع ومنحت لهم بالمناسبة شواهد تقديرية وفخرية هامة .كما ترأس الزميل مصطفى قشنني رفقة خبيرين اكاديميين من الاردن والجزائر لجنة تحكيم جائزة الاعلام والتطوع وتم خلال هذا الملتقى الدولي تتويج الزميل قشنني بميدالية ذهبية فخرية اعترافا بجميل عطائه في حقلي الاعلام والتطوع.