يوم 10 ماي 2012 سيكون يوما متميزا للوجديين و سكان جهة الشرق التي يخصها جلالة الملك بعناية كبيرة حيث أن حركة تعيينات الولاة و العمال التي تمت في هذا اليوم ستحمل خبر تعيين إسم بارز نقش مسيرته بكل عصامية و تفان في المهام التي تقلدها في الإدارة ، الأمر يتعلق بالوالي محمد مهيدية.
و مع هذا التعيين امتزجت دموع الأسف والفرح ، أسف في مراكش التي كان مهيدية واليا بها قبل هذا التعيين ، و فرحة بوجدة التي ستكون محظوظة بهذا التعيين خاصة بعد ركود عرفته المدينة إبان عهد سلفه، و ستستقبل واليا من العيار الثقيل إسمه معروف على الصعيد الوطني ، لكن وجدة الأبية سترد الجميل لمراكش بتعيين الدخيسي واليا للأمن بها أشهرا بعد ذلك.
غادر الدخيسي مراكش إلى المديرية العامة للأمن الوطني لحاجة الحموشي إلى جانبه وبقي مهيدية بوجدة التي أعطاها الكثير و قدم مثالا كبيرا للمسؤول الوطني المكد الذي لا يهنأ له بال إلا بأداء مهامه على أكمل وجه و لا يكون مرتاحا إلا بحل المشاكل التي تطرح عليه و هو الذي يشتهر بجملته ” أراو إلا كاين شي مشاكل نحلوها” التي تعتبر دليلا على تجنده لخدمة الوطن.
أعطى مهيدية دفعة قوية لمدينة وجدة و جهة الشرق و اشتغل كثيرا على الملفات الاجتماعية من محاربة الفقر و الهشاشة و إحداث خدمات القرب و المرافق الاجتماعية و فك العزلة عن العالم القروي، و كان لحيويته دور كبير في إنهاء أشغال مشاريع كبرى كانت معطلة مثل المستشفى الجامعي و مسرح محمد السادس و أسواق باب سيدي عبد الوهاب ومشاريع التأهيل الحضري.
مهيدية الذي يعتبر من خيرة مهندسي القناطر و الطرق بالمغرب هو أيضا رجل الطرق حيث وضع مشروعا مهما لإنشاء مجموعة من المدارات و الطرق التي كان لها دور كبير في انفتاح مدينة وجدة و انسيابية حركة النقل بها لدرجة أن بعض المدارات شيدت كما لو أنها طرق سيارة في وسط المدينة.
مهيدية هو أيضا رجل الميدان يشتغل بصمت يطوف على الأوراش و المشاريع كل يوم للوقوف على تقدمها و على المشاكل التي تعترضها و التي يحلها في الحين دون تأخير.
لعب الوالي مهيدية دورا كبيرا في توفير السكن و محاصرة ظاهرة المضاربة العقارية بوجدة التي كانت تنتشر بوتيرة سريعة، إذ عمل على إخراج ملف السكن الاجتماعي و بقلب مدينة وجدة و خلق أقطاب سكنية جديدة ، وكذا تشيد العديد من القاعات المغطاة والمسابح وملاعب القرب بكلف مالية معقولة مع حرصه الشديد على جودة الأشغال ، كما أنه لم يعرقل إنشاء التجزئات كما كان يفعل البعض.
مهيدية هو رجل التواصل بامتياز لا يجنح إلى غلق أبواب مكتبه ، إنها مفتوحة بدون توقف لاستقبال من لديه مشكل يستدعي تدخله و في جولاته بالشارع العام يتحدث إلى الجميع بكل تواضع و عفوية.
كما انشغل الوالي مهيدية أيضا بخلق فرص شغل بالجهة و هذا الملف حظي لديه باهتمام كبير فهو يعرف جيدا ما يطرحه ملف التشغيل من تحديات على الصعيد الوطني و ليس فقط المحلي.
التحديات الأمنية حاضرة بقوة في عمل مهيدية فهو الذي أشرف على تشييد السياج الحدودي و تبقى عينه جد يقظة لكسر التهديدات و المشاكل الأمنية بمدينة موقعها حساس للغاية.
و يبقى ما قلناه هو جزء يسير مما قدمه مهيدية لوجدة و جهة الشرق ، والذي يبقى إنسان قبل كل شيئ يخطأ ويصيب .
في الأيام أو الأسابيع القادمة فإن مهيدية قد يغادرنا و قد يبقى معنا ، ويبقى جلالة الملك محمد السادس نصره الله هو الحاسم في هذه القرارات، فإن غادرنا فلا بد من الاعتراف بالجميل لواحد من أحسن الولاة بالمغرب ، و إن بقي معنا فسيواصل مهامه من أجل استكمال الأوراش المفتوحة وهو الذي بنى جسرا مهما من العلاقات الإنسانية مع فعاليات المجتمع المدني .
أمين الرياحي bladionline