………..رحل من غير محفظة
لم يمت بالرصاص
لم يمت بالرصاص
ولا بالسيف
ولا بمقصلة
لم تمتد يد الإرهاب إليه
لم يعدم بحكم محكمة
مات في غفلة من القوم
في زحمة الهرولة
وكان الموت بطيئا
من غير صراخ
ولا حشرجة
فقط سالت من عينيه دمعة
قال قبل الموت
احتفظي امي لأخي بالمحفظة
وهذه كراساتي وأقلامي المكسرة
ونعلي وقميصي وجواربي الممزقة
خرجت أمه من البيت مكرهة
تستدين من صاحب المكتبة
قلم رصاص ومعجون ولوحة
وكتاب ومقلمة
نادت على الصبي خذ صغيري المحفظة
كان الصبي يتدلى من فوق منضدة
علت في بيته صرخة
لم يأتي الجيران
لا شيخ القبيلة
ولا ممثل الأمة
ولا صاحب الحسبة
الكل منغمس في الحملة
كباعوض المستنقعة
رحل الصبي إلى الله
من غير محفظة
حكى في بريده قبل الوداع
سبعون تلميذ في المعصرة
عذرا مدير المدرسة
كنا كحبوب القمح في المطحنة
نتوسد أكتاف بعضنا
وأنفاسنا منهكة
حال مساكين في مسغبة
قال المعلم ما هذه المهزلة ؟
عفوا معالي الوزير
لا نخوة فيكم ..
ولا مرجلة
قف مكانك
لا ترثيني
بكلمات مشفرة
ولا تشيعني إلى مقبرة
سأبث حزني إلى الله
وأقاضيكم
“وأنتم أصحاب المشأمة
عليكم نار موصدة”
……
بقلم : مولاي الحسن بنسيدي علي