حساين محمد
في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى السنوية للخطاب الملكي السامي ليوم 18 مارس 2003، تفضل السيد الخطيب الهبيل والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة انكاد،رفقة السيد محمد بوعرورو، رئيس مجلس جهة الشرق،بزيارة لمبنى الأشغال العمومية، الذي خضع لعملية تأهيل وعصرنة شاملة تهدف إلى الحفاظ على هذا الصرح التاريخي وتكييفه مع المعايير الحديثة.
يعد هذا المبنى، المشيد منذ أكثر من قرن، جزءًا من التراث المعماري لمدينة وجدة، حيث شكل على مر السنين رمزًا للبنية التحتية الإدارية المرتبطة بقطاع الأشغال العمومية. وفي إطار التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تحديث الإدارة العمومية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، و تماشيا مع سياسة وزارة التجهيز و الماء من اجل تاهيل المباني الإدارية تم انجاز مشروع تأهيله بهدف إعادة إحيائه وتعزيز دوره الوظيفي بما يتماشى مع متطلبات العصر.
شملت أشغال الترميم والتحديث عدة جوانب رئيسية، من بينها:
• إعادة تأهيل الهيكل العام للمبنى، مع الحفاظ على طابعه المعماري المميز.
• تحديث التجهيزات والبنية التحتية لضمان بيئة عمل حديثة وفعالة.
• تعزيز معايير السلامة والولوجية بما يتيح استقبال المرتفقين في أفضل الظروف.
• الاندماج مع النسيج العمراني للمدينة العتيقة لوجدة حيث تم احترام الطابع المعماري التقليدي للمبنى بما ينسجم مع الهوية التراثية لوجدة
يعكس هذا المشروع التزام الوزارة بتنزيل برامج تنموية تستند إلى مقاربة تحافظ على الموروث العمراني، مع تبني معايير التحديث والعصرنة. وقد أشاد السيد والي جهة الشرق خلال زيارته بأهمية هذه المبادرة، مؤكداً أن إعادة تأهيل مثل هذه المباني يعزز من جاذبية المدينة ويساهم في تحسين أداء المرافق العمومية.
نحو مستقبل إداري أكثر فعالية و كفاءة
يمثل هذا المشروع نموذجًا ناجحًا للموازنة بين التراث والتجديد، حيث يجمع بين الإرث المعماري الذي يحكي جزءًا من تاريخ وجدة، وبين رؤية متجددة لمؤسسات الدولة تجعل من الجودة والفعالية ركيزتين أساسيتين لتحسين الخدمات العمومية.
بذلك، يظل مبنى الأشغال العمومية بوجدة شاهدًا على قرن من التحولات والتطورات، وهو اليوم يستعد لمرحلة جديدة تعكس طموح المدينة في المضي قدمًا نحو مستقبل أكثر حداثة واستدامة.