من بين المشاريع المهيكلة الكبرى التي رأت النور بمناسبة الاحتفالات المخلدة لذكرى عيد العرش المجيد بوجدة،المرآب الجديد الذي قامت الجمعية الخيرية الإسلامية بإنجازه في إطار التفكير في كيفية تدبير حركة السير والجولان بمختلف الطرق المحيطة بساحة سيدي عبد الوهاب،بتكلفة مالية وصلت أربعة ملايير سنتيم.ويعتبر بحق ما تنجزه الجمعية الخيرية الإسلامية بمدينة وجدة نموذجا فريدا على الصعيد الوطني والعربي والإسلامي،حيث أضحت مفخرة مغربية في الكثير من المحافل الاجتماعية الدولية.وقامت الجمعية الخيرية الإسلامية بوجدة ببناء المرآب الجديد بساحة سيدي عبد الوهاب الذي افتتح أبوابه في وجه العموم بمناسبة تدشينه من والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنكاد،السيد محمد مهيدية،في إطار احتفالات عيد العرش المجيد،وهو أول مرآب يشيد بمدينة وجدة وفق مواصفات عالية تتوفر فيها كل شروط الوقاية والأمن،كما أنه مشروع يدخل في إطار إعادة هيكلة هذه الساحة والذي تم إنجازه بعد دراسة تتمثل بالأساس في التفكير في كيفية تدبير حركة السير والجولان بهذه الساحة بصفة خاصة وبالمدينة بصفة عامة،حيث تفيد الإحصائيات التي قامت بها الجهات المعنية أن 20 ألف سيارة تجول بمختلف الطرق المحيطة بساحة سيدي عبد الوهاب،وقد استقبل المرأب بعد ساعة من افتتاحه حوالي 650 سيارة.
ومن هذا المنطلق قامت الجمعية الخيرية بتشييد هذا المشروع قصد تخفيف الإزدحام الكبير، وتيسير عملية السير والجولان.وحسب الفاضل الأستاذ خليل متحد الكاتب العام للجمعية الخيرية الإسلامية وأحد الوجوه الفاعلة بجهة الشرق،أن “المرآب تم إنجازه على مساحة تقدر ب 6400 متر مربع،وأن المساحة المغطاة تبلغ 20700 متر مربع،وهي المساحة الاجمالية للمرآب الذي يتكون من طابق سفلي وطابقين ارضيين،ويحتوي الطابق السفلي على بعض المحلات التجارية ومقر للأمن الوطني ومقر للوقاية المدنية،إضافة الى مرافق خاصة بتدبير وإدارة المرآب”.وأضاف الأستاذ خليل متحد أن “الرسم العقاري لهذا المشروع الضخم مسجل في اسم الجمعية الخيرية الإسلامية مما يعني وبشكل بديهي أن مداخيل هذا المشروع ستكون في اسم الجمعية”،عكس ما روجته بعض المنابر المغرضة إعلاميا والتي استأجرتها جهات معروفة بوقوفها ضد كل عمل خيري ممن ألفت الاصطياد في المياه العكرة وهي المشبوهة في عمليات تهريب العملة وغيرها من الموبقات،والتي سبق ل”المنعطف” أن نشرت بعض فضائحها في أعوام 2010 و 2011…وحين نتساءل لماذا قامت الجمعية بإنجاز هذا المشروع بالذات ؟ أجاب الفاضل الكاتب العام للجمعية الخيرية “أن أعضاء الجمعية وحتى يبرهنون لساكنة وجدة أن المحسنين إضافة الى بناء المساجد فإنهم يقومون أيضا بإنجاز مشاريع اجتماعية تعود بالنفع على المدينة وعلى ساكنتها،كما أن الجمعية الخيرية الإسلامية التي قامت ببناء العديد من المرافق والمؤسسات الاجتماعية وتقوم بتدبيرها وتسييرها ماديا وبشريا،كالتحفة المعمارية رياض المسنين (دشنها صاحب الجلالة نصره الله) الذي يأوي أزيد من مأتا شخصا من العجزة والمختلين،ودار الفتاة التي تاوي حوالي ثمانين فتاة من عائلات فقيرة تنتمي لمختلف قرى جهة الشرق،ودار الطفل التي تأوي عددا مماثلا من الأطفال في وضعية صعبة،حيث تقوم الجمعية الخيرية الإسلامية بتوفير التغذية والمبيت والنظافة،إضافة إلى الموارد البشرية التي تسهر على سير هذه المرافق،دون أن ننسى دار الشفاء التي تأوي المرضى الذين يخضعون للعلاج بالمستشفى الأنكولوجي،ودار الطفل بمستشفى الفارابي التي توفر كل وسائل الترفيه والتمدرس للأطفال المرضى الذي يتطلب علاجهم مدة طويلة،حيث تقوم الجمعية الخيرية بالسهر على توفير أساتذة لهؤلاء حتى يتابعوا دراستهم بشكل عادي رغم خضوعهم للعلاج..دون أن ننسى المصاريف الضخمة التي يتطلبها تسيير مركز الدراسات والبحوث الاجتماعية والإنسانية الذي يعتبر مركزا للاشعاع العلمي والفكري ليس على مستوى الجهة الشرقية فحسب وإنما أيضا على المستوى الوطني والعربي.وكل هذه المرافق تتطلب مصاريف ضخمة جدا،وهذا ما دفع باعضاء الجمعية الخيرية الإسلامية إلى التفكير في طريقة يمكنها أن توفر بموجبها دخلا قارا لتسيير مختلف هذه المرافق،سواء في الحاضر أو المستقبل،وهكذا جاءت فكرة إنجاز مرآب للسيارات والذي كان بمثابة ضرب عصفورين بحجر واحد،الأول يتعلق بالتخفيف من إشكالية وقوف السيارات بوسط المدينة،والثاني بتوفير دخل قار للجمعية الخيرية حتى يتسنى لها تدبير مختلف المرافق والمؤسسات التابعة لها بشكل مستمر وبدون أي صعوبات مادية”.
واعتبر الفاضل خليل متحد أن الفضل الكبير في كل المشاريع الاحسانية التي تشيد بمدينة زيري بن عطية يرجع للعلامة الدكتور مصطفى بنحمزة حفظه الله الذي يحظى بثقة كبيرة من كل المحسنين بالجهة الشرقية وخارجها،ولم ينسى الكاتب العام للجمعية الخيرية التذكير بالمشروع الضخم لبناء حي جامعي للطالبات بالقرب من جامعة محمد الأول بوجدة الذي يتكون من حوالي 1500 سرير،وهو المشروع الذي سيفتتح أبواب شطره الأول ابتداء من العام الجامعي المقبل،مما سيوفر للطالبات إقامة ذات مواصفات نموذجية وجودة عالية،مما سيوفر كل شروط الراحة والأمن للفتيات الجامعيات…زيادة على مشاريع أخرى اجتماعية وإنسانية هي قيد دراسة العمل الاحساني بوجدة ليتم تفعيلها قريبا.
عبد الرحيم باريج