يتساءل البعض عن دور البرلماني في التشريع ، بل وينسبون له عدم تجويد النصوص وأحيانا غموضها وتناقضها ومساسها بالأمن القانوني، لكن من الثابت  ان السلطة التنفيذية تستأثر بقانون المالية وبسن مشاريع القوانين ،وللبرلمان حق تقديم التعديلات فقط  وترفض اغلبها ، وبذلك واقعيا فان  هيمنة السلطة التنفيذية على عملية التشريع  ثابتة ،وان الادارة هي الذراع المنفذ للدولة ، وبما ان الأغلبية تفرز الحكومات فإنها تكون ملزمة بمبادئ وأيديولوجيات  حكوماتها ، وان البرلماني ملتزم بأغلبيته ، لكن لما تتباين المرجعيات والأيديولوجيات اي دور سيكون للبرلماني خاصة وان جميع القوانين تنجزها السلطة التنفيذية؟  وبالتالي تملك عصمة القانون ، وما هي اهمية السلطة التشريعية ؟ خصوصا اذا علمنا ان النائب يمثل الشعب ولا دينامية له في  صنع القرار  اذ هناك نزعة هيمنة الحكومة على سلطة التشريع  ، وان  عددا من النواب لا يتوفرون على حد ادنى من العلم لصياغة وتدارس القوانين ولا يتوفرون على خبراء كما هو الامر بالنسبة للبرلمانات الغربية  ولا على إمكانيات الحكومة المادية واللوجيستيكية و طاقم الخبراء والمسؤولين المساعدين للوزراء، صحيح ان الفرق البرلمانية تتقدم بمقترحات القوانين لكن لا أولوية لها ، ولا تحظى بالبرمجة والمناقشة والمصادقة الا نادرا !
الاستاذة سليمة فرجي محامية وبرلمانية سابقة
الحكومة تملك عصمة القانون

 
						 
		 
		 
		

