https://www.youtube.com/watch?v=TOeB_6V92lA
كلما حلت ذكرى وفاة الملك الراحل الحسن الثاني، إلا وعادت ذاكرة الكثيرين إلى بعض المسارات التي ميزت حياة هذا الملك الذي يصفه الكثيرون بالعبقري والفذ، لما اتسم به من ذكاء لافت وشخصية كاريزمية لا تخطئها العين، ومن ذلك سياسته الخارجية، وتأثيره القوي في مسرح الأحداث الدولية.
وبمناسبة الذكرى الـ17 لرحيل الحسن الثاني، بث منتدى القوات المسلحة الملكية مقطع فيديو لم يسبق نشره على الشبكة العنكبوتية، يتضمن مقتطفات من برنامج للتلفزيون الفرنسي يتحدث عن الأدوار الحاسمة التي لعبها الملك الراحل من أجل التأسيس لمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
التسجيل المرئي يُظهر كيف قام الملك الراحل بدور تمهيدي حاسم في زيارة الرئيس المصري، أنور السادات، لإسرائيل وإلقائه خطابا في الكنيسيت عام 1977، وكيف أشرف على عقد لقاءات سرية في الرباط بين موشي دايان ونائب رئيس الوزراء المصري، وفي البيضاء بين رئيس الموساد ومبعوث مصري.
وأكد المعلق الفرنسي أن “مفاوضات السلام الأولي التي شهدها الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين انطلقت أساسا من مكتب الملك الحسن الثاني”، مضيفا أن “هذا الأخير، مثل والده، كان يعمل على إرساء جسور الحوار بين الطرفين من أجل إحلال السلام بالمنطقة”.
وبحسب المصدر ذاته، فإن دور العاهل المغربي الراحل كان واضحا أيضا في توقيع اتفاقية أوسلو، والمعروف رسميا باسم “إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي”، بين إسرائيل وفلسطين، من خلال امتطاء إسحاق رابين للطائرة متوجها صوب المغرب، من أجل شكر الملك الراحل على مجهوداته في سبيل إقرار السلام بين الطرفين.
وتبعا التوثيق نفسه، فإن الملك الحسن الثاني استقبل، مرات عديدة، مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، ومنهم الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، الذي التقاه العاهل الراحل أربع مرات على أرض المملكة، مرتان بطريقة سرية، وأخريان بشكل علني، وهي لقاءات مهدت لتقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع في الشرق الأوسط.
في هذا الصدد، صرح بيريز بأن الملك الحسن الثاني كان صديقا كبيرا لإسرائيل، مثل والده السلطان الراحل محمد الخامس، وبأنه كان يُبدي تفهما عميقا وحرارة تاريخية للعالم اليهودي، مشيرا إلى لعبه دور الوسيط في نزع فتيل المواجهات الدامية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفي مقطع آخر، أورد سياسي إسرائيلي أنه سبق له أن ناقش المسألة اليهودية مع الملك الراحل الحسن الثاني، مبرزا أن تاريخ اليهود المغاربة مرتبط بالقصر الملكي، كما أنه عين في محيطه ومستشاريه يهودا مغاربة، وكانت لديه علاقات شفعت له بأن يكون وسيطا عمل على إقرار السلام في فلسطين.
المصدر ذاته بيّن كيف أن الملك الراحل الحسن الثاني كان يولي أهمية لليسار الإسرائيلي خاصة، وكيف أنه تأسف لما حدث من اندحار لهذا الحزب في انتخابات 1996، وأنه رفض التعامل أكثر من مرة مع بنيامين نتانياهو، فيما أعرب بالمقابل، مرات عدة، عن استعداده لاستقبال ياهود باراك.