ذكرى وفاة الشيخ حمزة..علامة جدد السلوك الصوفي بالعالم

21 يناير 2022آخر تحديث :
ذكرى وفاة الشيخ حمزة..علامة جدد السلوك الصوفي بالعالم

اعداد:حساين محمد
أكدت مؤسسة الملتقى التي يرأسها الدكتور منير القادري، ومشيخة الطريقة القادرية البودشيشية، تنظيم الليلة الرقمية الثامنة والثمانين، مساء السبت 22 يناير المقبل، بشراكة مع مؤسسة الجمال، وذلك في إطار فعاليات ليالي الوصال “ذكر وفكر في زمن كورونا”، وعلى غرار الليالي الرقمية السابقة، واعتبارا للإجراءات الاحترازية المتخذة في ظل استمرار انتشار فيروس كورونا المستجد، سيتم بث أطوارها عبر المنصات الرقمية لمؤسسة الملتقى .


ووفق الجهة المشرفة على تنظيم هذه الأمسية الروحية والعلمية، فإن تزامنها مع الذكرى الخامسة لوفاة شيخ الطريقة القادرية البودشيشة سيدي حمزة بن العباس( المتوفى بتاريخ 18 يناير 2017)، سيجعل هذه الذكرى حاضرة ضمن برنامج وفقرات هذه الليلة الرقمية بما يليق ومكانة هذا الشيخ الجليل، من خلال استحضار الدور الذي لعبه في التربية والتوجيه وغرس القيم الإسلامية والتشبث بالثوابت الوطنية والمساهمة في الاشعاع الروحي للمملكة على الصعيد الدولي.
ويذكر أن الشيخ سيدي حمزة بن العباس رحمه الله من مواليد سنة 1922 بقرية مداغ من إقليم بركان شرق المغرب، وأنه حفظ القرآن الكريم وتلقى علوم الشريعة الاسلامية بزاوية أسرته العريقة أولا، فأخذ علوم الفقه واللغة والنحو عن الفقيه العلامة سيدي أبي الشتاء الجامعي، والفقيه العلامة سيدي محمد بن عبد الصمد التجكاني، والفقيه العلامة سيدي علي العروسي اليزناسني والفقيه العلامة الحاج حميد الدرعي.
وأنه تابع التحصيل والتكوين بمدينة وجدة في المعهد الإسلامي، التابع لنظام جامعة القرويين يومئذ، وأخذ فيه عن أعلام منهم سيدي أبو بكر بن زكري، ناظر الأحباس، وسيدي عبد السلام المكناسي وسيدي محمد بن إبراهيم اليزناسني وسيدي محمد الفيلالي وسيدي الحبيب سيناصر، وبزاوية أسلافه الكرام، يزداد نجمه، في سماء العلم، وذلك سنة 1940م تحت إشراف العلامة المحقق سيدي محمد الكبداني، فيضطلع العالم اليافع بمهمة التدريس والتذكير خاصة في علوم النحو والفقه والسيرة النبوية، و في سنة 1942م ينتظم مع والده الجليل الشيخ العباس في سلوك طريق التربية والتحقيق على يد الشيخ سيدي أبي مدين بن المنور القادري البودشيشي.
و بعد وفاة والده الشيخ العباس رحمه الله في الثاني من فبراير 1972 اضطلع بأمر التربية والتوجيه في الطريقة القادرية البودشيشية، حيث قام بعملية تجديد واسعة، وعرفت الطريقة في عهده انتشارا واسعا، وإشعاعا عالميا، حيث انتشرت في القارات الخمس، في افريقيا وفي أروبا و في الولاية المتحدة و كندا، و في بعض دول آسيا كالهند والفيتنام، وفي جل الدول العربية و تركيا، وأصبح أغلب مريديها من الشباب ومن مختلف الطبقات.
هذا، واشتهر الشيخ سيدي حمزة بمواقفه الوطنية ودفاعه عن ثوابت الهوية الدينية والوطنية للمغرب وعن مقدساته ورموزه وتشبته بإمارة المؤمنين، ومن ذلك الدعم الذي كان يقدمه للمقاومين للاستعمار في المنطقة الشرقية، وفي مرحلة الاستقلال نذكر موقفه من قضية الصحراء المغربية ودعوته الى التضحية والعطاء من أجل هذه القضية الوطنية، وهو نفس الموقف الذي يؤكده ويجدد التأكيد عليه دائما، وفي كل مناسبة شيخ الطريقة الحالي الدكتور مولاي جمال الدين القادري، وكما هو معلوم فإن الطريقة القادرية البودشيشية تخصص أذكارا خاصة من أجل قضية الوحدة الترابية وقضية الصحراء المغربية ولحفظ الملك وحفظ البلاد.
و جدير بالذكر أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بعث ببرقية تعزية إثر وفاة الشيخ حمزة القادري إلى نجله الدكتور مولاي جمال الدين القادري بودشيش -شيخ الطريقة الحالي-، ومما جاء في هذه البرقية “فقد تلقينا ببالغ التأثر وعميق الأسى نبأ وفاة المشمول بعفو الله تعالى ورضاه والدكم المبرور، العلامة الجليل، فضيلة الشيخ حمزة القادري بودشيش، تلقاه الله في عداد الصالحين من عباده، المشمولين بالمغفرة والرضوان”، وقال جلالة الملك، “وبهذه المناسبة المحزنة، نعرب لكم…عن أحر تعازينا وأصدق مواساتنا في وفاة أحد العلماء الأخيار والمشايخ الأبرار ….”.، وأضاف جلالته “و إننا لنستحضر، في هذا الظرف الأليم، ما كان يتحلى به الراحل من مكارم الأخلاق، ومن غزارة في العلم، وسعة في الفقه”، مبرزا جلالته أن الشيخ حمزة، رحمه الله، كان “شيخا قائما على سنن الطريقة الروحية الصوفية السنية، ممن تواصل بهم، في هذه المملكة، سند التربية على توحيد الله بالحال والمقال، واستفاد من صحبته وإرشاده القاصدون الطالبون لهذا المنبع الصافي، سواء في داخل المغرب أو خارجه”.
وأبرز جلالة الملك أن مورد الشيخ حمزة مثل “منبعا من منابع التزكية الروحية، سيرا على النهج القويم الذي ما فتئنا ندعو إليها بصفتنا أمير المؤمنين، والحض على الأخذ بجوهر الدين، الذي هو إخلاص التوجه إلى الله، وتعظيم ثوابت المملكة، والنصح بدعم مسيرتها في الاستقرار والنماء”.

وأشار جلالة الملك في ذات البرقية إلى أن الراحل “كرس حياته، رحمه الله، لخدمة الإسلام، ونشر تعاليمه السمحة، في تشبث راسخ بالمقدسات الوطنية والثوابت الروحية للأمة المغربية، والتزام قوي بمكانة ودور إمارة المؤمنين، وولاء مكين للعرش العلوي المجيد”.

وقد اعتبر رئيس مؤسسة الملتقى نجل الشيخ الدكتور مولاي جمال الدين القادري بودشيش وحفيد الشيخ سيدي حمزة، الدكتور مولاي منير القادري، أن هذه المناسبة “تستدعي منا الاعتراف بفضل وجهود وتضحيات هذا الرجل العظيم خدمة للتصوف والاسلام، فقد كان رحمه الله، مخلصا، صادقا في موعود الله تعالى مجاهدا من اجل نشر أسس التربية على القيم الاخلاقية الروحية الإحسانية والمساهمة في اشعاع الاسلام ومقاصده القائم على الوسطية والسلم والسلام والاعتدال وإحترام الآخر، بواسطة منهج صوفي احساني ملائم للسياق والزمان والمكان”.

وتابع أن الشيخ الراحل الحاج حمزة القادري “غرس فينا حب البلاد والعباد ومحبة الخير للجميع، ومن ثم فان تخليدنا لهذه الذكرى هو تخليد لذكراه، وتثبيت للعهد مع وارث سره شيخنا المحبوب سيدي الدكتور مولاي جمال الدين حفظه الله، مجددين العزم والنية، على المحبة الصادقة والتوجه القلبي والامتثال لسائر توجيهاته المحمدية السُنية السَنية، والمجاهدة في الاذكار وفعل الخيرات وترك المنكرات، طلبا للاستمداد الروحي ولصفاء القلب، ولتهذيب النفس، والترقي في مدارج السالكين، حتى نكون بحق سفراء لطريقتنا المباركة بأحوالنا وسلوكنا، سفراء لإسلام الرحمة والسلم، والسلام المجتمعي، مجندين وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، من اجل نهضة وطننا الغالي، ورقيه، والدفاع عن حوزته وامنه ومصالحه”.
وتجدر الإشارة إلى أن البث الحي سينطلق ابتداء من الساعة 21.00 (20.00 بتوقيت غرينتش)، ويمكن متابعته على الروابط التالية:

https://www.youtube.com/c/FondationAlMoultaqa
https://www.facebook.com/fondationAlMoultaq

الاخبار العاجلة