مواضيع علمية وذوقية بلغات متعددة في الليلة الوصالية 38 للطريقة البودشيشية

6 فبراير 2021آخر تحديث :
مواضيع علمية وذوقية بلغات متعددة في الليلة الوصالية 38 للطريقة البودشيشية



اعداد:حساين محمد
واصلت مؤسسة الملتقى ومشيخة الطريقة القادرية البودشيشة تنظيم فعاليات ليالي الوصال “ذكر وفكر في زمن كرونا”، بشراكة مع مؤسسة الجمال، وذلك من خلال تنظيم الليلة الرقمية الثامنة والثلاثين، السبت 30 يناير 2021، والتي بثت عبر المنصات الرقمية لمؤسسة الملتقى.
ساهم في تأثيث فقرات هذا السمر الروحي، ثلة من العلماء والمثقفين والمنشدين المتميزين، مع عرض أشرطة علمية وتوعوية متنوعة.
انطلقت هذه الأمسية الروحية بتلاوة عطرة لآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها على مسامع المتابعين المقرئ وسام بن أحمد من فرنسا، لتتلوها المداخلة العلمية الأولى والتي قدم من خلالها الدكتور عبد الرزاق تورابي، أستاذ التعليم العالي بالرباط، شذرات من كلام شيخ الطريقة القادرية البودشيشية فضيلة الدكتور مولاي جمال الدين القادري، خصصها لعرض جملة من أقوال الشيخ في حق شيخه ووالده الشيخ حمزة بن العباس رحمه الله.
“روح وريحان لأهل العرفان”، كان موضوع المداخلة العلمية الثانية التي قدمتها الدكتورة رشيدة عزام، الخبيرة المالية والمتخصصة في التنمية البشرية والتصوف، تطرقت من خلالها لمعاني المحبة والوفاء مقدمة أمثلة على ذلك من خلال تجربتها في صحبة الشيخ الراحل حمزة بن العباس القادري.
بعد ذلك تناول الدكتور منير القادري بودشيش، مدير مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، موضوع “التربية الروحية وبناء ثقافة التغيير الإيجابي”، تطرق من خلالها لأهمية التربية الصوفية في التغيير الباطني الإيجابي، مصداقا لقوله تعالى: “إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ” (الرعد-11)، وفند كثيرا من المغالطات التي اتهم بها التصوف كالانعزال والتواكل والجمود، مؤكدا أن التصوف إنما حقيقته عمل واجتهاد، إضافة الى مداخلته باللغة الفرنسية التي تطرق من خلالها الى أهمية التربية الصوفية الفاعلة في تصحيح صورة الإسلام، والتي حملت عنوان « L’importance d’une spiritualité agissante pour changer l’image de l’islam » .
فقرة “رسائل مولاي عبد القادر الدرقاوي”، قدمها الأستاذ رشيد احميمز، أستاذ التعليم العالي بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، والمتخصص في الدراسات الصوفية الفرنكفونية، تناول خلالها بالتحليل والتعليق فضيلتي الصبر والحلم.
بعد ذلك قدم الدكتور علي الزاكي، درسا علميا باللغة الإنجليزية تطرق من خلاله لمنافع كون الإنسان صوفيا على الأفراد والمجتمعات، والذي هو عبارة عن ترجمة لكلمة علمية سابقة للدكتور منير القادري الى اللغة الإنجليزية والتي جاءت تحت عنوان:
» « Being a Sufi spiritual: impact on individuals and on society.
وتواصلت المداخلات العلمية بكلمة للدكتور محمد الحافظ الروسي، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب، جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، حيث قدم الدرس الثالث من سلسلة الدروس الإحسانية، عنونه بـ “أنواع الصبر ومراتبه”، كشف من خلاله عن أهمية الصبر ومكانته ومراتبه.
وقدم الدكتور لحسن الخاوي، أستاذ الدراسات الإسلامية والعلوم الشرعية، الفقرة الخاصة بالفقه والتي تتناول كتاب “الخلاصة الفقهية في مذهب السادة المالكية للإمام سيدي محمد القروي”، وبين فيها الليلة الأعيان الطاهرة والأعيان النجسة، مفضلا الابتداء بالحديث عن الطهارة لأنها أساس جميع العبادات.
وقد تخللت هذه الليلة الروحية وصلات من النغم والمديح الصوفي لمسمعين من داخل المغرب وخارجه، ويتعلق الأمر بكل من حكيم خزران، المجموعة الوطنية للطريقة القادرية البودشيشية للسماع ومجموعة البرعمات بمداغ.
كما تم عرض شهادات حية لمريدي الطريقة القادرية البودشيشية من داخل المغرب وخارجه، أعربوا من خلالها عن الأثر الإيجابي للتربية الصوفية التي يتلقونها في الطريقة على حياتهم، حيث تم تقديم شهادتين من طرف كل من السيدة أناييس لوكاتيلي (فرنسا)، والسيد داود فاس من سانت إيتيان (فرنسا).
كما تم عرض عدة أشرطة من أبرزها شريط تحسيسي خاص بالحملة الوطنية للتلقيح التي أطلقها صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله، وشريط من إعداد مريدي الطريقة ببلجيكا استعرضوا فيه سيرة الشيخ حمزة بن العباس رحمه الله بمناسبة مرور أربع سنوات على وفاته، كما تم عرض شريط تكريمي لشيخ الطريقة الدكتور مولاي جمال الدين حفظه الله بصوت الأستاذ أحمد الخليع.
واختتمت أطوار هذا السمر الروحي بفقرة “من كلام القوم”، خصصها الأستاذ إبراهيم بلمقدم لعرض مختارات من كلام الشيخ مولاي العربي الدرقاوي رحمه الله، مختتما كلمته برفع الدعاء الصالح للبلاد ولملكها ولسائر المسلمين والبشرية جمعاء.

الاخبار العاجلة